الثلاثاء، أبريل 10، 2012

هل هذه بيروت؟ لا أنها دمشق تحت دبابات نظام بشار الأسد




أفاد شهود عيان أن دبابات النظام السوري دخلت وسط دمشق للمرة الأولى في إطار سعيها لقمع الاحتجاجات، في وقت أكد فيه آخرون أن قوات الجيش والأمن تحاصر قرى حدودية مع إسرائيل.

وأوضحت المصادر، أن أكثر من 20 دبابة ومدرعة وناقلة جند، تمركزت منذ صباح أمس الاثنين في مناطق كفرسوسة والدحاديل والقدم ونهر عيشة بدمشق، حيث جرى استعمال الأسلحة الثقيلة للمرة الأولى في أحياء العاصمة، وجرت عملية اقتحام لتلك المناطق تخللتها حملات اعتقال واسعة طالت أكثر من 400 شخص.

وأضاف ناشط من حي الميدان في العاصمة، أن الحملة سعت للسيطرة على الجيش الحر الذي تزايدت نشاطاته في تلك المناطق، حيث بدأت بعض نقاط التظاهر تحتج وسط حماية من الجيش الحر.

وأشار إلى أن العناصر الذين شنوا الحملة كانوا يرتدون لباس الحرس الجمهوري، إضافة إلى عناصر من الشبيحة بلباس مدني.
. وتعيش دمشق وريفها منذ انطلاق الاحتجاجات السورية قلقا وحذرا بالغين، إذ انخفضت حركة المرور إلى نحو 60% مما كانت عليه قبل الثورة، أما الحركة التجارية، فانخفضت إلى نحو 25%. ويأتي القلق نتيجة الاقتحامات اليومية للشوارع والأحياء، والتواجد العسكري المكثف.
وقال مصدر ميداني من منطقة دوما لإن المشهد «أعاد إلى ذاكرتنا المشهد اللبناني إبان الحرب الأهلية، حيث تنتشر أكياس الرمل في الشوارع، وعلى مداخل الثكنات العسكرية والمراكز الأمنية، فيما يزداد المشهد حذرا مع مشاهدة العسكريين بأعداد كبيرة مع آلياتهم العسكرية وعتادهم الكامل، ينفذون انتشارا في المدن والأحياء»، لافتا إلى أن «العسكريين يدققون بجميع بطاقات المارة، ويتردد أزيز الرصاص يوميا خلال الاشتباكات صباحا ومساء، ولا ينقطع عن الأحياء القريبة والبعيدة، خصوصا حين تنقطع الكهرباء».

ويتكرر المشهد نفسه في جميع الأحياء الدمشقية.. وقال مصدر ميداني من حي جوبرإن القوى الأمنية النظامية تقترف خطأ أمنيا فادحا، يتمثل بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة يوميا بين الساعة العاشرة مساء والواحدة بعد منتصف الليل، «لكن المتطوعين في الجيش الحر يستفيدون من ذلك التوقيت للتنقل، رغم أن القوى الأمنية تنفذ خلال هذا التوقيت حملات دهم واسعة، لا يسلم منها المواطنون المسالمون في منازلهم، حيث تخترق رصاصات العناصر المنسحبين من المكان والمنازل والشرفات والنوافذ».

وأشار المصدر إلى أن المقتحمين لكل بناء لا يقل عددهم عن 7 عناصر «يدخلون إلى المنازل ويجتاحون الأسطح بحجة ملاحقة المطلوبين وعناصر الجيش الحر، علما بأن العمليات العسكرية التي تستهدف النظام تنطلق من البساتين والحقول المحيطة كون أبواب معظم الأبنية مغلقة»، لافتا إلى أن «حملات الدهم والاقتحام تأتي بحجة ترويع الأهالي وتخوفيهم أكثر، وتوجيه رسالة خوف وتهديد لهم».

من جهة ثانية، أكد المقيمون في دمشق وريفها أن الأحياء التي لا تخرج يوميا للتظاهر انحصرت في 5 أحياء فقط، فيما يخرج سكان جميع الأحياء الأخرى في مظاهرات يومية مطالبة بإسقاط النظام، مشددا على أن السؤال الذي يوجه الآن، هو «ما هي الأحياء التي لم تخرج في العاصمة وريفها بعد؟».

وأشار مصدر ميداني من العاصمة دمشق إلى أن الأحياء التي لا تشهد مظاهرات بشكل يومي، هي حي «جرمانة»، منطقة الـ86. «باب توما»، حي «الأمين»، و«مشروع دمر» الذي يقطنه بعثيون بنى لهم النظام مشروعا سكنيا ودفعوا ثمن البيوت فيه بالتقسيط المريح، فيما تخرج يوميا مظاهرات حاشدة في منطقة دمر، وغيرها من المناطق المحيطة.

غير أن أكبر مظاهرة شهدتها العاصمة، هي تلك التي انطلقت من منطقة مزة جبل باتجاه ساحة الأمويين. وقال المصدر نفسه إن النظام «رسم خطوطا حمراء عند مداخل ساحتي الأمويين والعباسيين، منعا لدخول المظاهرات إليها، لأن سقوط الساحتين بيد المتظاهرين يعني سقوط النظام، وهو أشبه بسقوط ميدان التحرير في وسط القاهرة»، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية «تطلق النار فورا على المتظاهرين لدى وصولهم إلى الشوارع المتاخمة للساحتين، بغية إرجاعهم وتفريقهم، وقد أدى إطلاق النار في أكثر من مظاهرة إلى جرح العشرات وقتل المتظاهرين».

أما ساحة المرجة، التي تعتبر عقر دار النظام، «فقد منع دخول السيارات إليها، ولا تواجد فيها لغير رجال الأمن باللباس المدني، والعسكريين المدججين بالسلاح والمتمركزين خلف سواتر من أكياس الرمل»، كما قال المصدر، مؤكدا أن المشهد «أشبه بساحة حرب مفتوحة، يعيش فيها النظام هاجس وجوده»

بتصرف عن الشرق الأوسط

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية