رمي الشكوك والتذاكي وإثارة الغبار والفرضيات وممارسة خفة الظل الكتابية وبعض الطرافة في مسألة بالغة الخطورة أمرٌ غير مفهوم وغريب ويشير إلى نفسيات معقدة.
فبعض ما كُتب وقيل في محاولة اغتيال سمير جعجع، له ما يماثله بعد اغتيال النائبين بيار الجميل ووليد عيدو وسمير قصير وجورج حاوي.... سيناريوهات خيالية، رمي إشاعات وإلقاء ظلال شك على القتلى وذوي القتيل لا على القَتلة والجهة الحاضنة المجرمين.
وفي الحدث الطازج ذكرت نشرة "المنار" الرئيسة مساء الأربعاء أن "رصاصاً من نوع اخر مجهول المصدر ملتبس الوجهة اطلق اليوم، وقبل ان يصيب معراب ومن يقطنها كان التوظيف السياسي حاضرا لتحويل رصاصات 12.7 الثقيلة على امكانية التصديق. وفي سياق النشرة ورد مختصر للمؤتمر الصحافي وفيه، وزعم جعجع "أننا امام حلقة جديدة من مسلسل الاجرام كما عرفناه منذ 7 سنين".
و"الزعم" بحسب "محيط المحيط" للمعلم بطرس البستاني هو "قول بلا دليل وقيل هو ادعاء العلم" وفعل زَعَمَ "أكثر ما يقال في ما يُشكَ فيه أو يُعتقد كذبة".
و"المنار" يُشهد لها بالصدقية والموضوعية من قصة صورة المسلّح القواتي المفبركة التي رفعها العماد عون على شاشة "المنار" إلى البنادق وكواتم الصوت العائدة للسفارة الأميركية والمصادرة في مطار رفيق الحريري الدولي والمخصصة للإغتيالات إلى هبوط طائرة من نوع «فالكون» في مطار رفيق الحريري الدولي بتاريخ 21/11/2006 قادمة من مطار بن غوريون الاسرائيلي... ومن تابع السيناريو التفصيلي لعناصر الحماية مع الشيخ بيار الضاهر الذين أوقفوا في العام 2006 في شحتول واتهموا بمؤامرات ومخططات إرهابية والقيام بتدريبات على الإغتيال ووقتها قدّمت محطة "المنار" تقريراً مع "غرافيك" وشروحات تفصيلية، وما ذكرته "المنار" في تلك الأمسية، نقلاً عن مصادرها الموثوق بها أن المجموعة كانت تقوم بالتدريبات على محاولة اعتراض موكب احد الشخصيات الذي يفترض ان تقوم المانيكان التي وجدت في احدى السيارات بدورها، وان الموكب المؤلف من اربع سيارات من اللون نفسه سيتم اعتراضه من قبل سيارات اخرى يرجح انها لاذت بالفرار، في تشابه خطير مع الطريقة التي تم اغتيال الوزير بيار الجميل بها.
وبعدما قال القضاء كلمته في غير قضية نسيت "المنار" كل مزاعمها.
وفي العودة إلى محاولة الإغتيال التي استهدفت جعجع، فمحطة الـ"أن بي أن" لم تشر إلى المحاولة في مقدمة نشرتها. عن قصد لم تشر.
ولا حاجة إلى كيفية تعاطى موقع "التيار البرتقالي" مع الحدث. أناء عطر وفاض. وفي الإطار البرتقالي تطوّع النائب الملوّن عباس هاشم للتعليق لافتاً إلى أنّ "هذه العملية لم يعشها إلا جعجع ورفاقه وهي، إن صحّت، لا ترتقي لمحاولة تخويفه". وردا على سؤال عن إمكانية عودة مسلسل الاغتيالات كما توقع جعجع، أوضح "العالم" هاشم أن "العلم يقول أنّه متى لا تعود تنفع المحاولات السياسية يبدأ دور الأمن".
تخيلت للحظة أن الجنرال عون تلقى رصاصتين من العيار نفسه فيما هو منصرف إلى تشحيل شتلة جوري في حديقة الرابية و"زمط" بأعجوبة لأنو انحنى ليشحل الوردة هل كانت "المنار" ستقارب الخبر بالمعيار المهني نفسه؟
وهل كان خبثاء الطرف الآخر سيمارسون الخبث عينه؟
وهل كان عباس الجبيلي ليجد من هو أكثر منه صفاقة؟
0 comments:
إرسال تعليق