الخميس، يوليو 26، 2012

الى الاخوة في حزب الله لستم وحدكم تصنعون الانتصارات - اسقاط اتفاق 17 ايار

احمد قنديل

الحلقة الاولى : لستم وحدكم تصنعون الانتصارات فقد كنا لكم مدرسة وكان لنا انجازات وشهداء وكان لنا كوادر قادرة على الانجاز والتحدي …-

الانتصار في معركة الجبل وانسحاب الاسرائيليين الى الجنوب اللبناني


الى الاخوة في حزب الله قادة ومناضلين ومجاهدين

تحية التقدير والاحترام والاعجاب والاعتزاز بكم واقول لكم ايضا..

لستم وحدكم تصنعون الانتصارات فقد كنا لكم مدرسة وكان لنا انجازات وشهداء وكان لنا كوادر قادرة على الانجاز والتحدي …..

عندما كان قادتنا على ظهور مهماتهم وعندما ترجلوا بالرحيل والاستشهاد امتطى خيولهم ثعالب لهم مدارسهم التي شطبت اعظم تجربة للتحرر الوطني في القرن العشرين الذي مضى ..واخذ معه كل ما يعتز به المناضل من صفحات رائعة للعمل والانجاز..

استفزني للكتابة في هذا السياق جملة من المعطيات

1 – حديثكم في اعلامكم وبشكل مستمرعن انكم وحدكم من انجز الانتصارات

2 – تحاهل تجربة رائعة في التاريخ العربي الحديث ألا وهي تجربة شهر شباط 1984 التي توجت بطرد القوات متعددة الجنسيات التي كانت تحتل الساحل اللبناني ممثلة بالقوات الامريكية (40 الف جندي ) مع للاسطولين الخامس والسادس الامريكيين وعمليات البارجة نيو جرسي الشهيرة وبوجود مشاركة فرنسية عسكرية جنود وبحرية ومشاركة ايطالية معروفة
القوات الفرنسية في بيروت بالقرب من المتحف 1984

3 – تجاهل الاعلام العربي عامة والسوري واللبناني والفلسطيني خاصة لتلك المعركة غير العادية في التاريخ العربي الحديث والتي توجت باسقاط اتفاق 17 من ايار

4 – تجاهل الرجال الذين صتعوا الحدث وتغييبهم عن التاريخ والحاضر السياسي

5 – تبرئة اللذين تآمروا على الحدث من رسميين عرب وغير عرب والذين انكشفت اوراقهم بعد ان رحلوا عن مواقع نفوذهم

6 – تجاهل النتائج التي ترتبت على ذلك الانتصار ….والانحراف الذي تم نتيجة ذلك التجاهل

7 – تجاهل الصحافيين والكتاب للحدث الكبير في تلك الايام المشهودة

8 – يمكن للمزيد من المعلومات الرجوع الى الارشيف الصحفي للفترة في عامي 1983 – 1984 لمعرفة مسارات الحقيقة-

بداية استشهد بحوار تم بين الرئيس الامريكي رولاند ريغان مع رئيس مجلس الكونغرس الامريكي السيد توماس اونيل

قال السيد توماس موجها كلامه للرئيس ريغان في1/2/1984 في اليوم الذي بدأ فيه الجيش اللبناني بقصف منهجي للضاحية الجنوبية قال السيد توماس اونيل متسائلا ( ما هو مصير قواتنا في لبنان ؟؟؟)

كان الجواب الحاسم للرئيس الامريكي ريغان : لقد ذهبت قواتنا الى لبنان لتبقى الى الابد

ولم يمضي على هذا الكلام اكثر من 26 يوما أي في يوم 26/2/1984 اعاد السيد توماس اونيل السؤال الى الرئيس الامريكي ريغان قائلا:

ماهو وضع ومصير قواتنا في لبنان ؟؟؟… وكان الجواب ( لقد اصبحت قواتنا في عرض البحر ….فليذهب لبنان الى …. لدينا مشاكل اهم من لبنان – وعدد بعضها – مشكلة تآكل الدولار والضغوط التي يتعرض لها ، مشكلة السوق والاتحاد الاوروبي ، مشكلة افغانستان …الخ

ما الذي جري في تلك الشهور غير العادية في لبنان حيث كان يرأس الجمهورية السيد امين الجميل وكان مجلس النواب قد وافق على اتفاقية 17 ايار ( سيئة الذكر والتذكير ) من العام السابق 1983

نعود الى شهر ايلول من العام 1983 وفي ليلة من لياليه الصعبة اتصل الاخ وليد جنبلاط بالاخ ابو صالح (نمر صالح ) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح واخبره ان الاسرائيليين سينسحبون من الجبل الى الجنوب والكتائب تستعد للسيطرة على الجبل فماذا سنفعل الوضع خطير وصعب.. رد الاخ ابو صالح انتظرني بعد نصف ساعة في الروضة ( العمليات ) حيث تجتمع القيادة الفلسطينية المقاومة

كان الوقت قبل الثانية عشرة ليلا بقليل يوم 22/9/1983 وفي الطريق الى الروضة حيث الاجتماع اتصل الاخ ابو صالح بقادة القوات والكتائب ضرورة الاجتماع والحضور الفوري الى حيث يكون


في الساعة 12.30 اجتمع القادة العسكريون والاخ ابو صالح والسيد وليد جنبلاط وتدارسوا الوضع بعد الانسحاب الاسرائيلي المفاجيء …والاستعدادات غير العادية التي انجزها حزب الكتائب للسيطرة على بيروت والجبل بتغطية من الجيش والرئيس امين الجميل …

سأل الاخ ابو صالح القادة العسكريين : من منكم يستطيع التحرك فورا الى الجبل مع قواته ، ساد الصمت قليلا واجاب قائد كتيبة الطلاب … استطيع الانطلاق في الساعة 3.30 صباحا وتلاه بعد ذلك البقية من قادة القوات في تقدير الوقت للتحرك القتالي

اصدر ابو صالح التعليمات العسكرية واللوجستية للجميع واهمها ان المعركة اليوم سيترتب عليها شأن استراتيجي مهم جدا في تاريخ المنطقة ( وكان يقصد بدون ان يصرح المعركة القادمة مع الامريكيين ) واذكر من جملة التعليمات التي اصدرها ان لا يتوقف اطلاق النار من أي قوة متحركة من منطقة صوفر الى منطقة سوق الغرب ونقل مقر القيادة الى سوق الغرب في مدرسة اسعاد الطفولة
الاخ ابو صالح

تحركت كتيبة الطلاب في الساعة 3.30 صباحا الى صوفر وصولا الى سوق الغرب وقد وصلت الى هدفها بسرعة مسير السيارة وتبعتها بقية القوات بالتتالي وحسمت معركة الجبل في الساعة 4.00 عصرا من ذلك اليوم بعد ان طلبت اطراف عديدة بوقف اطلاق النار والقبول بالامر الواقع الذي نتج عن معركة ذلك النهار ( لن اتحدث عن الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها القيادة الفلسطينية في ذلك النهار ( لازال السيد وليد جنبلاط حيا يرزق تستطيعون سؤاله عن ذلك اليوم العظيم )

وبعد يومين اجتمعت القيادة اللبنانية في التحالف الوطني اللبناني نبيه بري و وليد جنبلاط واخرين مع السيد عبد الحليم خدام وكان حاضرا اللقاء الاخ ابو صالح نمر صالح القائد الفلسطيني غير العادي وسأل خدام : من اين احضرتم كل هذا العدد من المقاتلين !!!! المعلومات تقول انكم ادخلتم عشرة الاف مقاتل خلال 24 ساعة الى المعركة هذا مذهل ما كان بتصورنا قدرتكم على ذلك

اجاب السيد نبيه بري : اسأل قائدنا ابو صالح فلديه الخبر اليقين

فوجيء السيد خدام بالتوصيف وقال هيك إذن ابو صالح قائدكم !!!!!

وتوجه الى الاخ ابو صالح وسأله : شو القصة اخ ابو صالح

تبسم ابو صالح – نمر صالح – وقال

1 – اول مجموعة تحركت من الشباب الفلسطيني من الطلاب وعددهم 45 طالبا

2 – تتالت المجموعات بالتحرك حسب التقدير المناسب وكانت اكبر مجموعة لا تتجاوز الخمسين عنصرا

3 – عدد الذين زجوا بالمعركة كلها لم يتجاوز 350 مقاتل ( اكرر لكم ثلاث مئة وخمسون مقاتلا )

وكانت دهشة خدام ان قال هذا مستحيل لولا ان اوقفناكم لكنتم اخذتم بيروت

((( الجميع احياء تستطيعون سؤالهم عن تلك المرحلة )))


اليس هذا انتصارا وممهدا للانتصار العظيم في شهر شباط من العام التالي يوم جعلنا الامريكيين ومتعددة الجنسيات فرنسيين وطليان يخرجون من لبنان بسرعة البرق حتى انهم نسيووا بعضا من جنودهم اللذين اسرناهم وارسلناهم بعد ذلك الى السفن الامريكية بالملابس الداخلية فقط
القوات الفرنسية بيروت 1984
ماسبق وذكرته اننا انتصرنا على تجمعات الكتائب ( رغم الوجود الامريكي ) وكانت تعد بالالوف مشحونة طائفيا ومجهزة عسكريا ومنسقة اسرائيليا وقد قال احد المسؤلين السوريين ان عدد القتلى من عملاء اسرائيل تجاوز الالاف ( رقم موثق ومعروف )

ما سبق عرضه هو مقدمة للحدث الاهم والمتمثل في طرد القوات الامريكية مع متعددة الجنسيات الفرنسية والايطالية والجيوب الاسرائيلية التي كانت متواجدة في بيروت

وصل وفد عسكري سوفياتي الى دمشق ومن جملة من اجتمع بهم هذا الوفد كان الاخ ابو صالح نمر صالح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وفي سياق استعراض الوضع الفلسطيني العسكري قال احد اعضاء الوفد السوفياتي : علمنا انكم تحضرون لشيء كبير في هذه المنطقة فهل تستطيعون تحمل نتائجه ….. صمت ابو صالح ولم يقل كلمة … كان يفكر باجابة لا تعطي معلومة عما يحضر للامريكيين …اختصر الصمت رئيس المجموعة العسكرية السوفياتية وقال : قد يزج الامريكيين ب 30 الى 40 الف جندي امريكي جديد فما رايكم ؟؟؟ !!! رد الاخ ابو صالح : عندها لن تكون مشكلتي وحدي بل مشكلتكم ايضا انتم والسوريين ….

قال رئيس الوفد العسكري السوفياتي : نعم نعم هذا صحيح وانتهى الحديث حول هذا الموضوع عند ذلك الحد

( هنا اذكر ان من كان يراس المكتب السياسي هو الامين العام للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي في اعوام 1982-1984.ويرأس الدولة السوفياتية هو الرئيس يوري اندروبوف )

الاخ ابراهيم قليلات
ملاحظة : اليس هذا انتصارا وممهدا للانتصار العظيم في شهر شباط من العام التالي يوم جعلنا الامريكيين ومتعددة الجنسيات فرنسيين وطليان يخرجون من لبنان بسرعة البرق حتى انهم نسيووا بعضا من جنودهم اللذين اسرناهم وارسلناهم بعد ذلك الى السفن الامريكية بالملابس الداخلية فقط

الحلقة الثانية : معركة بيروت واسقاط اتفاق 17 ايار والدور الوطني الفلسطيني اللبناني السوري في انجاز ذلك

وصل وفد عسكري سوفياتي رفيع المستوى ( من هيئة الاركان ) الى دمشق ومن جملة من اجتمع بهم هذا الوفد كان الاخ ابو صالح نمر صالح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح … وفي سياق استعراض الوضع الفلسطيني

العسكري قال احد اعضاء الوفد السوفياتي : علمنا انكم تحضرون لشيء كبير في هذه المنطقة فهل تستطيعون تحمل نتائجه ….. صمت ابو صالح ولم يقل كلمة … كان يفكر باجابة لا تعطي معلومة عما يحضر للامريكيين …اختصر الصمت رئيس المجموعة العسكرية السوفياتية وقال : قد يزج الامريكيون ب 30 الى 40 الف جندي امريكي جديد مضافا لما هو موجود فما رايكم ؟؟؟ !!! رد الاخ ابو صالح عندها لن تكون مشكلتي وحدي بل مشكلتكم ايضا انتم والسوريين ….

قال رئيس الوفد العسكري السوفياتي : نعم نعم


ابو صالح نمر صالح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قائد المعركة الكبرى

هذا صحيح وانتهى الحديث حول هذا الموضوع عند ذلك الحد ( هنا اذكر ان من كان يراس المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي وامينه العام ويرأس الدولة السوفياتية هو الرئيس يوري اندرو بوف تلك الشخصية غير العادية التي قالت يوما عندما كثرت التهديدات الامريكية ( ان هناك رؤوسا حامية في الغرب علينا تبريدها ) …

وسبق هذا التصريح السوفياتي من اعلى الهرم لقاء سوري امريكي عندما زار وزير الخارجية الامريكية هنري كسينجر الرئيس السوري حافظ الاسد ، في ذلك اللقاء قال الوزير الامريكي للرئيس السوري : هل اطلعتم على الاتفاق اللبناني الاسرائيلي

رد الرئيس السوري : من خلال مانشرته وسائل الاعلام …

وبدأ الوزير الامريكي بشرح حسنات الاتفاق والمميزات التي ستنعكس عن الموافقة عليه لمدة ساعتين والرئيس السوري يستمع لشروحات الوزير الامريكي ، وفجأة بعد مضي هذا الوقت بالشرح والتفصيل نهض الرئيس السوري غاضبا بعد ان ضرب الطاولة بيده بغضب قائلا للوزير الامريكي ( هذا الاتفاق لن يمر. )

ذهل الوزير هنري كسينخر من غضب الرئيس السوري وانتهى الاجتماع على مقولة الرئيس حافظ الاسد ( هذا الاتفاق لن يمر ) ….

إذن لدينا موقفان حاسمان هما الموقف السوفيتي والموقف السوري ليتبعه بعد ذلك موقف فلسطيني لا يقل عنهما حسما عندما اعلنت كوكبة من قادة وكوادر حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح – ممثلة بالاخ نمر صالح (أبو صالح) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، سميح أبو كويك (قدري) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، العقيد سعيد موسى مراغى (أبو موسى) ، العقيد موسى العملة (أبو خالد)، ربحي موسى عوض (أبو أكرم)، العقيد محمود البدر(أبو مجدي)، العقيد واصف عريقات (أبو رعد)، العقيد أبو زهرة، المقدم زياد الصغير(أبو حازم)، الدكتور إلياس شوفاني، الرائد محمود عيسى (أبو عيسى) ، احمد قنديل، جهاد صالح . محمود اللبدي ، والكثير من قادة الكتائب والقوات الفلسطينية وكوادر قيادات التنظيم في سوريا ولبنان معلنة رفضها لمنهج التسوية الذي كانت القيادة الفلسطينية معلنة رهاناتها عليه واستبداله ببرنامج مواجهة لمشروع الهيمنة الامريكي الاسرائيلي وكان ذلك بتاريخ 9/5/1983 معلنة يرنامجها بدحر الاحتلال اولا ومستندة الى مقولة الاخ ابو صالح نمر صالح والتي اصبحت فيما بعد شعارا فلسطينيا ( من موسكو لصوفر )

جبهة مواجهة للهيمنة الامريكية الاسرائيلية……


وفي لبنان التقت الشخصيات والقوى الوطنية والديموقراطية اليسارية والقوى الاسلامية في جبهة واحدة لديها حضور قوي تنظيمي وشعبي وفعل مقاوم ليتكون تحالف سوري فلسطيني لبناني مقاوم وقادر على المواجهة والتحدي والفعل للنصر …وكان ابرز هذه القوى : حركة الناصريين المستقلين (المرابطون ) وحركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوميون الاجتماعيون والكثير من القوى اللبنانية القومية والوطنية امثال نجاح واكيم ، زاهر الخطيب، كمال شاتيلا ،بعد معركة الجبل في شهر ايلول 1983 وحسمها لصالح القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية التفتت القيادة الفلسطينية وحلفائها للتحضير للمواجهة مع متعددة الجنسيات وقواتها مستندة الى قاعدة إسناد وارتكاز قوية سورية وغطاء دولي ممثلا بالاتحاد السوفيتي وقيادته الجديدة .
عناصر اللواء الثامن المؤتمرة بالجنرال عون تشارك في المعارك ضد الغربية في بيروت 1984 

يوم 1/2/1984 بدأ الجيش اللبناني في قصف مدفعي منهجي تمشيطي تدميري للضاحية الجنوبية في بيروت ، بعد حركة اعتصامات في الضاحية الجنوبية ومواجهات مع القوى الامنية ، كان القصف شديدا ومدمرا وملحقا خسائر واصابات في البنى السكانية والاهالي ، تعالت الاصوات بالادانة لهذا العمل البربري الوحشي ضد السكان وكان يرأس الدولة اللبنانية في ذلك الوقت الرئيس امين الجميل وبالتالي كانت الاعمال العسكرية تتم بأوامره ومعرفته مستندا الى الوجود الامريكي والفرنسي والايطالي العسكري والامني على الشواطيء اللبنانية ولا يخلو الامر من التنسيق مع القوات الاسرائيلية المتواجدة في الجنوب اللبناني مستندا الى اتفاق موقع بين لبنان واسرائيل برعاية امريكية ( اتفاق 17 ايار )

الجميع ومن كل الاطراف كان ينظر الى ردة الفعل السورية الفلسطينية اللبنانية الوطنية على هذا الهجوم والتدمير المتواصل ، وكانت القيادة العسكرية اللبنانية تمارس القصف بشكل مستمر بدون النظر الى التحذيرات والخسائر وخاصة من الشارع الاسلامي والوطني اللبناني ،

القيادة السورية حسمت امرها بالتدخل لوقف المجزرة في الضاحية ولكنها كانت تنتظر الخطوات الفلسطينية التي كان يعمل على اعدادها الاخ ابو صالح نمر صالح بالاتفاق مع القوى الوطنية اللبنانية …متمثلة في انحياز الوية من الجيش اللبناني لمواجهة هذه المجزرة ( اللواء السادس نموذجا ) بقيادة العميد في الجيش اللبناني مصطفى حمدان (هو إبن شقيقة الأخ إبراهيم قليلات قائد قوات المرابطون، وكانت الخطة متمثلة بأن يقوم قائد اللواء هذا المتواجد في بعبدا بإعلان انحيازه للقوى الوطنية والتصدي لعمليات القصف الوحشية على الضاحية الجنوبية من بيروت وردع الميليشيا الكتائبية التي كثفت وجودها في بيروت الغربية

في البوم الثاني والثالث استمرت عمليات القصف وتعالت الاصوات من كل الاطراف بما فيها اللبنانية تندد بالجريمة وظل الرئيس امين الجميل لا يستجيب لأحد بوقف سيل القذائف والنيران على الضاحية مستنفرا الى جانبه المليشيا المارونية التي حاولت اقتحام بيروت الغربية من عدة محاور وقامت باستفزاز سكانها وتحديهم …

سأل العماد حكمت الشهابي رئيس الاكان السورية بتاريخ 3/2/1984 الاخ ابو صالح ما الذي تحضرونه ومتى تحرككم ، إن المجزرة في بيروت تتسع ساعة بعد اخرى ولم يعد بالامكان الانتظار اكثر من ذلك ، وكان جواب الاخ ابو صالح نمر صالح – غدا الحسم – وكان ذلك في اليوم الرابع من شهر شباط في العام 1984

في الصباح اعلن العميدمصطفى حمدان المتمركز في بعبدا ( قائد اللواء السادس في الجيش اللبناني ) مع قواته وكامل تجهيزاته الانحياز الى جانب القوى الوطنية في مواجهة المجزرة والانتشار الكتائبي في بيروت الغربية

احمد قنديل

وبدأت المعركة الكبرى

منذ اليوم الرابع اندفعت مجاميع القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية في عمليات هجوم على النقاط المتمركز فيها وسائل القصف للضاحية الجنوبية مما اسكتها بنفس اليوم ولتحسم العركة بالسيطرة على بيروت بعد اليوم الرابع من القتال لتتدخل القوات متعددة الجنسيا ت الامريكية والفرنسية بحرا وجوا مستخدمة المدفعية التي تملكها وحداتها واساطيلها وفي مقدمتها عمليات القصف من البارجة نيو جرسي ( وما ادراك ما نيو جرسي ) وقذائفها ومدافعها التسعة ومع ذلك لم تتجرأ قوات مشاة البحرية الامريكية المتواجدة في خنادقها على الشواطيء اللبنانية على التدخل المباشر في القتال …بل بدأت تستعد للرحيل طلبا للسلامة …
عناصر من تنظيم امل يطلفون النار على كنيسة مار مخايل الشياح بيروت 1984


تدخل الطيران الامريكي بكثافة في قصف المواقع الوطنية ومصادر نيرانها معززا بالقصف البحري من سفن الاسطولين الخامس والسادس الامريكيين لمدة عشرين يوما متتالية

في هذه الاثناء طلب الرئيس امين الجميل مقابلة الرئيس السوري وتمنعت القيادة السورية بالاستجابة للطلب وبعد الحاح متكرر وشديد من الرئيس امين الجميل قبل طلبه وكانت المقابلة بعد تركه بالانتظار لمدة اربع ساعات وهي الزيارة الثالثة عشرة والتي لم تتجاوز الخمس عشرة دقيقة تحديدا ….

قال الرئيس اللبناني قد يسقط قصر بعبدا يايدي المهاجمين فما المطلوب منا لمنع ذلك ؟؟؟

كان الرد مختصرا ومفيدا ومحددا : الغاء اتفاق 17 ايار

رد الرئيس اللبناني : احتاج لإسبوع لأجمع المجلس النيابي واقوم بإلغاء الاتفاق

وكانت اكثرية النواب في المجلس النيابي برئاسة كامل الاسعد قد سبق لها الموافقة على الاتفاق إلا قلة قليلة منهم ( نجاح واكيم نموذجا ) وبعد اقل من تسعة اشهر اعلنوا إلغاء الاتفاق حيث قام الرئيس امين الجميل بتوقيع مرسوم الالغاء مكرها ومجبرا ويُنقل المرسوم موقعا الى دمشق والتي كانت قد حددت سقف عملياتها باسقاط هذا الاتفاق الملعون ( المشؤوم )
عناصر من الحزب التقدمي لدعم حركة امل في الشياح بيروت 1984


وكان للقوى الوطنية الفلسطينية واللبنانية والسورية ما تريد ، ولكن المعارك استمرت والقصف الامريكي لمواقع القوى الفلسطينية استمر حتى السادس والعشرين من شهر شباط حين اكملت متعددة الجنسيات انسحابها المهين الى عرض البحر

ومن المشاهد في تلك الايام ان سبطانات المدافع للقوى الوطنية كانت تستبدل في ارض المعركة من كثافة النيران المستخدمة وحرارتها

كما اصيب العديد من الطائرات الامريكية وسقطت احداها في الاراضي السورية واسر طيارها

اما قذائف البارجة نيو جرسي فقد كانت الارض تهتز لعدة كيلو مترات بعد كل رمية من مدافعها التسعة .

استمرت المعارك حامية لحين استكمل الامريكييون انسحابهم من الشواطيء اللبنانبية وكان ذلك في يوم 26/2/1984

في هذا اليوم اعترضت الاجهزة الفلسطينية برقية صادرة من السفارة الفرنسية الى باريس تشرح فيها ظروف استكمال الجيش الامريكي والفرنسي والايطالي انسحابهم من الشواطيء اللبنانية وابتعادهم عن مياهه الاقليمية ووصلت البرقية للأخ ابو صالح نمر صالح وهو مجتمع في بيروت في لقاء غير عادي مع الاخ ابراهيم قليلات ( قائد قوات المرابطون ) والاخ نبيه بري ( قائد حركة امل ) وقد اُعلم الاخ وليد جنبلاط ( زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي ) باللقاء وبالبرقية الفرنسية في تلك الليلة

في اليوم 26/2/1984 سأل السيد توماس اونيل رئيس مجلس الكونغرس الامريكي الرئيس رولاند ريغان عن مصير القوات الامريكية في لبنان وكان رد الرئيس الامريكي حاسما بالقول : لقد اصبحت قواتنا في عرض البحر …فليذهب لبنان الى … لدينا مشاكل اهم من لبنان وعدد تلك المشاكل منها تآكل الدولار الامريكي وافغانستان والسوق الاوروبي …الخ

ومن المشاهد ايضا : ان الانسحاب الارعن والمهين الامريكي ترك معدات وجنود على الشواطيء اللبنانية وقد اسر اثنان من الجنود الامريكيين وارسلا فيما بعد الانسحاب الامريكي الى سفنهم بملابسهم الداخلية فقط



1 – لقد تم في هذه المعركة دحر الوجود الامريكي والفرنسي والايطالي العسكري من على الشواطيء اللبنانية

2 – تم اسقاط اتفاق 17 ايار المشؤوم فبل ان يكمل من العمر سنة ( تسعة اشهر )

3 – سجل في هذا الشهر اهم انتصار في التاريخ العربي الحديث

، الم يقل الرئيس السوري حافظ الاسد لهنري كسينجر ( ان هذا الاتفاق لن يمر )

3 – لقد كان هذا الانتصار اهم حدث في تاريخ المنطقة الحديث عندما عملت القوى الوطنية الفلسطينية واللبنانية والسورية معا ………

4 – حدث ان استقبل الاخ نبيه بري زعيم حركة امل الاخ ابراهيم قليلات زعيم حركة المرابطون في مكتبه برفقة الاخ ابو صالح وهو لقاء غير عادي في سياق الاحداث اللبنانية وكان لهذا اللقاء نتائج ستظهر لا حقا !! …

5 – من الاحداث غير العادية في ذلك الشهر وصول انباء من موسكو تقول ان امين عام الحزب الشيوعي السوفيتي يوري اندربوف قد قتل بتاريخ 13/2/1984 وهو على سريره بالمستشفى وجرى تعيين تشيرننكو خلفا له بتاريخ 17/2/1984… بعدها بدأ الانقلاب السياسي في المنطقة وفي العالم

6 – السؤال الذي لم استطع الاجابة عنه لماذا بعد هذا الانتصار العظيم وفي اقل من شهرين انهار التحالف الوطني الفلسطيني اللبناني السوري وتشتت قواها ودمرت البنى الفلسطينية الفاعلة عندما قال كلمته الشهيرة الاخ ابو صالح نمر صالح

( ان المنطقة وكل اطرافها يقدم لها الان ترغيب وترهيب إلا نحن الفلسطينيين فلا يقدم لنا إلا ترهيب وترهيب ) فعلينا ان نأخذ الحذر

7 – حدثت وفاة الاخ ابو صالح نمر صالح في دمشق عام 1991 م بعد ان تلقى مخابرة قاسية …؟؟؟ !!!!

8 – للمزيد من الاطلاع على دقائق التفاصيل العودة الى الارشيف الصحفي لتلك المرحلة

الحلقة الثالثة : المجزرة السياسية = ماحدث بالماضي لنصل الى الراهن..

السؤال الذي لم أستطع الاجابة عنه: لماذا بعد هذا الانتصار العظيم، وفي أقل من شهرين، انهار التحالف الوطني الفلسطيني اللبناني السوري، وتشتت قواه ودمرت البنى الفلسطينية ….

بعد هذا الانتصار الذي تمثل في اندحار الاسرائيليين وقواتهم وعملائهم عن الجبل ( من صوفر الى جنوبي صيدا ) ومدينة بيروت في 23/24/ /9 /1983 ( الحلقة الاولى )

… واندحار الامريكيين ومتعددة الجنسيات – القوات الامريكية ( مشاة البحرية ذات الطنة والرنة ) والفرنسبة والايطالية( البريطانية كانت في جونية ) واساطيلها مع الاسطولين الخامس والسادس والبارجة نيو جرسي - وتتويج المعركة بإلغاء اتفاق 17 ايار الموقع بين الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية بالرعاية الامريكية ( 6/3/1984 ) وتحقيق هذين الانتصارين في مدة زمنية لا تتجاوز الستة اشهر ( 9/1983 – 2/1984 ) الحلقة الثانية

بعد هذه الانتصارات ما الذي حصل حتى انهار هذا التحالف السوري الفلسطيني اللبناني في اقل من شهرين وتشتت قواه وعزل القاده الرئيسيين للقوى الفلسطينية واللبنانية ورحيل معظم الكوادر الفلسطينية والفتحاوية وبعض اللبنانية الى اوروبا و تونس وعمان وصيدا وبعضهم من شدة الصدمة واليأس وتشابك المؤامرات فضل الهجرة الى البلاد الاسكندنافية مثل السويد والنروج والدانمارك وقلة الى هولندة او اوستراليا ..

هنا نعيد التذكير بكلمة الاخ ابو صالح عندما قال للجميع قيادة وكوادر : “إن المنطقة، وكل اطرافها يقدم لها الآن ترغيب وترهيب، إلا نحن الفلسطينيون فلا يقدم لنا إلا ترهيب وترهيب”، فعلينا أن نأخذ الحذر.

لا أدعي احاطتي بكل التفاصيل الخفية … ولكني لا زلت اذكر بعض العلامات المهمة في تلك المرحلة والتي لن تغيب عن ذاكرتي و سنتكلم عن التمزق الفلسطيني وتبدد قواه والذي قاده وعمل عليه كل من الجبهة الشعبية القيادة العامة والسيد عبد السلام جلود ممثلا للعقيد معمر القذافي وعبد الحليم خدام الحامل للملفين الفلسطيني واللبناني

في الشهر التالي لشهر الانتصار العظيم أي في 19/3/1984 كان هناك لقاء بين الاخ ابو صالح نمر صالح

والاخ عبد السلام جلود ممثلا للثورة الليبية وللعقيد معمر القذافي

وكان اللقاء عاصف وحاد جدا مما دار به من افكار رفضها الاخ ابو صالح جملة وتفصيلا ومن هذه الاقتراحات ( ان القرار الفلسطيني لا يجوز ان يكون بيد حركة فتح ) وكان المقصود هو نقله الى الجبهة الشعبية القيادة العامة برآسة احمد جبريل لما لدورها من تحالف قوي مع الجماهيرية الليبية وسوريا

وكان من جملة الردود التي قالها الاخ ابو صالح : ان للفلسطينيين وثورتهم اطارا متفق علية وهو ( القيادة الفلسطينية ) وهذا الاطار ينضوي في عضويته كل الامناء العامين للفصائل ..والشخصيات المهمة والمؤثرة في الساحة الفلسطينية ، واي قرار تأخذه قيادة فتح هو بعد التشاور والتنسيق مع اعضاء هذا الاطار ، إذن حركة فتح تعرف اصول الديموقراطية وممارستها في الساحة الفلسطينية …

وعندما احتد الخلاف مع السيد عبد السلام جلود وهو يكرر طلبه بتنازل حركة فتح عن قيادة القرار الفلسطيني

نهض ابو صالح لينهي اللقاء محتدا قائلا : اخ عبد السلام انا سأخبر العقيد معمر بالذي تعمل علية وإن كان هو خلف هذا الامر فسيكون لنا حديث اخر …..

ارتبك عبد السلام جلود من هذا التهديد وغادر مسرعا للقاء بالسيد عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية والمكلف بالملفين اللبناني والفلسطيني مستنجدا به . لعلمه ان الاخ ابو صالح إذا قال فعل ….

تدخل عبدالحليم خدام مبردا الخلاف بين الاخ ابو صالح والسيد عبد السلام جلود ومذكرا الاخ ابو صالح ان الدعم المالي الليبي مرتبط بما ينقله جلود للقيادة الليبية ……

رد الاخ ابو صالح : على جلود ان يبتعد عن التدخل في الاساسيات الفلسطينية

رد خدام : لك ما تريد

اخبرنا الاخ ابو صالح بالذي جرى مع جلود وتدخل خدام لتبريد الموقف وقال كلمته الشهيرة والتي يعرفها كل الكوادر الفتحاوية

“ إن المنطقة، وكل اطرافها يقدَم لها الآن ترغيب وترهيب، إلا نحن الفلسطينيون فلا يقدم لنا إلا ترهيب وترهيب”، فعلينا أن نأخذ الحذر.

واضاف : وصلتني برقية من الاخ ابو اياد ( صلاح خلف ) يشعرني فيها بانضمامه قريبا مع الاخ فاروق القدومي ( ابو اللطف ) الى صفوفنا وهذا سيدعم مناعتنا ويعزز وجودنا في ارض الصراع ….
· قال جورج شولتز وزير الخارجية الامريكية بعد الانتصار في بيروت : ان المنطقة قد عادت عشرة سنوات الى الوراء …لقد هدموا كل ترتيباتنا التي صنعناها · قال حيدر علييف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء السوفياتي اثناء رآسة تشيرننكو وسيطرة غورباتشيف على السلطة الفعلية بالاتحاد السوفياتي واثناء زيارته لدمشق بتاريخ 10/3/1984 ومقابلة عبد الحليم خدام :

ما الذي يجري في دمشق ؟؟ هل تراهنون على برنامج ابو صالح ..

رد عبد الحلبم خدام نافيا قائلا : ابدا … ابدا ( الصحف اللبنانية )
عناصر امل تقف في اطراف الضاحية بعد انحسارها عن بيروت اثناء المعارك مع المرابطون قبل دخول جنبلاط والشيوعيون لانقاذهم


قال حيدر علييف : إذن اوقفوا اندفاعة ابو صالح ( الى اين يأخذنا هذا الرجل )

للتذكير فقط : زيارة حيدر علييف كانت بعد وفاة يوري اندروبوف 13/2/1984 وصعود نجم غورباتشييف وراثة صورية لتشيرننكو ( اللذي كان مريضا وشبه ميت )

في الفترة ما بين 19/3/1984 و 19/4/1984 كانت هناك جملة من المؤامرات تحاك بأيدي فلسطينية وعربية ودولية لتجريد حركة فتح خاصة والعرب عامة من نتائج الانتصار العظيم الذي تم في شهر شباط 1984 من نفس العام
· في اوائل الشهر الرابع اجتمعت القيادة الفتحاوية برآسة الاخ ابو صالح نمر صالح ، وفي الاجتماع هذا ، بعد التداول في جدول اعماله قال الاخ ابو صالح ( القيادة متواجدة في ساحة واحدة وهذا خطر عليها وبعد الذي جرى في بيروت اتوجس مما هو قادم والقادم خطير …لا تنسوا اننا هزمنا الاطلسي ومتعددة الجنسيات ..اي اننا هزمنا الامريكيين في الشرق الاوسط عندما طردناهم من بيروت ..وادارة ريغان محرجة من نتائج المعركة وانهيار ترتيباتها في المنطقة وانسحاب المارينز المهين من الشواطيء اللبنانية … سأل احدهم وما الاقتراح ؟؟

قال الاخ ابو صالح : لدينا عدد من المدن لنا فيها تواجد جيد وحلفاء اقوياء وعلينا الانتشار الان وكل قائد يذهب الى مدينة وعدد بعضها .. دمشق بيروت صيدا طرابلس اللبنانية طرابلس الليبية …الخ وكان بذلك يحاول ان يتحاشى الضغوط التي ستتعرض لها قيادة الحركة عندما تكون في ساحة واحدة وخاصة ان حركة فتح بعد 9/5/1983 قد تجاوزت كل الخطوط الحمر التي كبلت بها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والقيادات الفلسطينية أي انها تحررت من الشروط والخطوط الحمر وغيرها والتي تراكمت طيلة مسيرتها ….

علمنا فيما بعد ان احد المسؤولين الفلسطينيين قد نقل محضر هذا الاجتماع الى احد الاجهزة الامنية العسكرية ….!!! ؟

المهم الان العودة الى مؤامرة عبد السلام جلود ومن تواطأ معه …. ( وسأتكلم بالمليان )

كانت الجماهيرية الليبية تدعم حركة فتح بمبلغ ( خمسة مليون دولار كل اربعين يوما ) تاتي باسم الاخ ابو صالح نمر صالح ليحولها الى المالية المركزية التي يرأسها ابو نضال العملة وكان هذا المبلغ يستثير بعض القيادات الفلسطينية وترغب به ( علما ان الليبيين لم يبخلوا في دعم كل من ساهم او شارك في انتصار بيروت) …. وفي 19/4/1984 دعي الاخ ابو صالح لاجتماع القيادة الفلسطينية ( قادة الفصائل الفلسطينية ) وقد تغيب عنه كلا الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية … وقد استغرب الدعوة والالحاح على حضوره ومكان الانعقاد – وكانت في احد فنادق دمشق – أي ان كل ما يجري في الاجتماع لم يكن فلسطينيا ولا يملك السرية رغم ان الحضور فلسطيني …

في هذا الاجتماع تكرر طرح فكرة القرار الفلسطيني ومن يقوده وبعد جدال طويل وحاد ادرك ابو صالح نمر صالح انه استجر الى فخ فلسطيني المظهر وغير فلسطيني المضمون فنهض غاضبا قائلا كلمته المعروفة : يظهر اني اعمل مع اولاد بالسياسة ….

وغادر الفندق الى مقر القيادة في العباسيين وجلس قليلا ثم غادر الى منزله …. لقد كان هذا ما يريدوه منه ان يغادر ويغادر القرار من يده لتتسلمه حفنة لم تستطع الحفاظ عليه …تبددت بسرعة وتلاشت عن الساحة والفعل وصار مساعدا بالامن يحدد لها ما يكون وما لايكون ….

المجزرة السياسية :

نقلت الصورة الى عبد الحليم خدام … وبعد ايام طلب خدام اللقاء مع ابو صالح وكان ذلك في مكتب خدام الذي حاول ان يستكمل ويتأكد مما تم في اجتماع القيادة الفلسطينية في احد الفنادق

وعندما رفض ابو صالح حديث وطروحات خدام قال له عبد الحليم خدام التالي :

اولا انتم ضيوفنا وعليكم العيش كمواطنين صالحين بيننا

رد الاخ ابو صالح : نحن مناضلين ومشاريع شهادة

قال خدام بعد حديث قصير :

1 - لن يكون لكم بعد اليوم الحق في قاعدة أي قاعدة عسكرية

2 – لن يكون لكم بعد اليوم منبرا اعلاميا

3 – لن يكون لكم بعد اليوم اسما تستظلون به ويكون لكم عنوانا

4 – لن يكون لكم بعد اليوم مقرا للقيادة

ادرك ابو صالح انه وكوادر الحركة اول من سيدفع الثمن … وتسأءل ( لقد باعونا ) انها المجزرة التي يقودها خدام …. واسرع ابو صالح ليدعوا الى اجتماع عاجل لأهم الكوادر المحيطة به وفي الاجتماع الذي ضم اكثر من مئة من الكوادر القيادية ابلغ ابو صالح ما جرى بينه وبين القيادة الفلسطينية في اجتماع 19/4/1984 وفي اللقاء الذي تم اليوم مع عبد الحليم خدام وكرر كلمة مواطنين صالحين
مقاتلون من المرابطون يقاتلون امل في البربير


فرد عليه احد الكوادر قائلا نحن عندما التحقنا بالثورة الفلسطينية لم نكن نبحث عن المواطنية الصالحة في هذا البلد او ذاك بل كنا مناضلين مشاريع شهداء من اجل الحلم الفلسطيني ..

بعد هذا الاجتماع تفرق الكوادر القيادية والافراد من عناصر الحركة واسرع اكثرهم للعودة الى ظلال ابو عمار وكان ابو عمار قد استقبل كل من عاد اليه بدون أي عتاب او نقاش او لوم …. الخ

والبعض الاخر غادر الى المنافي البعيدة في المهاجر الاسكندنافية

وبقي بعض الافراد الكوادر القيادية القليلة حول ابو صالح املا في متغيرات تعيد امتلاك زمام القيادة والفعل

وبقي في دمشق حفنة مع الطرف الذي ظن انه برحيل الاخ ابو صالح سيكون بمقدورهم الاستمرار بالاندفاع السياسي والعسكري وحماية القرار الفلسطيني وخاصة بوجود ابو خالد العملة وابو موسى وعدد من القادة العسكريين والمدنيين معهم وابو حازم ( قدري ) عضو اللجنة المركزية و د. الياس شوفاني عضو المجلس الثوري ……. وبعد عدة اسابيع …. ابعد الاخ قدري ابو حازم من المجموعة …بعد مماحكات غير لائقة ثم ابعد الياس شوفاني وبنية جماعة المئة …… ورحل العديد من العسكريين الذين بقوا لفترة متأخرة لبستقر الباقي في قبضة ابو خالد العملة الذي اندفع في بيع ممتلكات حركة فتح في سوريا لتمويل اقربائة واستمراره

لقد انتقل القرار الى يد الجبهة الشعبية – القيادة العامة وخرجنا من دائرة الفعل في مرحلة مبكرة جدا لم يتسنى لنا بها الفرح بالمنجز العظيم ألا وهو دحر الامريكيين من الساحة اللبنانية وبدأت مضايقات الامن لندخل الى العزل التام والتشرد والجوع والملاحقات الامنية التي استمرت عدة سنوات ……
عناصر امل تذافع عن مواقعها في اطراف الضاحية قبل وصول الدعم من الحزب التقدمي والشيوعيون لضرب المرابطون وهو الهجوم الذي قلب موازين الصراع



يومها قال لنا ابو صالح : لن اجتمع مع أي قائد فلسطيني في هذه البلاد ….وسياتي يوم يكون الفلسطيني حاملا لشنطة السامسونايت لتسويق الاسرائيلي …ستكونون خارج الملعب وستسمعون اصوات المتفرجين على المؤامرة وهتافاتهم ….. وكان ذلك بالامس واليوم …… الى ان جائته تلك المخابرة الهاتفية القاسية والعنيفة من احد ضباط الامن والتي سقط اثنائها شهيدا في العام 1991 من شدة الاهانة التي تعرض لها ….

النتائج :

كانت البندقية الفلسطينية والقيادة الفلسطينية مقاتلة وكان حلفائنا مقاتلين وبعد انجاز اسقاط اتفاق 17 ايار غفلنا عن الحدود التي يمكن ان يستمر معنا بها حلفائنا …. فالسوفييت تخلصوا من يوري اندروبوف بالقتل ، والسوريين حددوا سقف معاركهم في تلك المرحلة باسقاط اتفاق 17 ايار ، واللبنانيين تفكك تحالفهم باسرع مما كنا نتصور… فابراهيم قليلات غادر الى فرنسا …وجورج حاوي غير اتجاه بندقيته ( ووصفنا باحد مقابلاته الصحفية بالصهاينة الجدد )….ووليد جنبلاط ضعفت حركته…. ونبيه بري تحرك لحصار المخيمات تلك المعركة السوداء في سجله…. وابو صالح وضع بالعزل والحصار والمقاتلين تشردوا وتبددوا ….
عناصر امل تطلق النار على المخيمات الفلسطينية



مالذي قاد الى هذه النتائج ، هل هو سقف طموحاتنا ، ام غفلتنا عن مدى سقوف حلفائنا ، ام عن عجز قدراتنا وامكانياتنا في صد الهجمات السياسية ….والمؤامرات الامنية لخصومنا …. اظن انها مجتمعة مترافقة بمحدودية تواصلنا مع العالم وبناء منظومات تحالف خارج المنطقة العربية لقصر المدة التي كانت في عمر مشروع المواجهة وللإمكانيات غير العادية التي يمتلكها الاخرين بالتاثير على مجرى الاحداث


تعقيب: لنسال عن الدور السوري المتمثل بعبد الحليم خدام والمؤامرات التي قام بها خدمة للاميركيين والصهاينة بمباركة حكومته في دمشق التي امرت ابراهيم قليلات بعدم العودة الى لبنان بعد قتال بين المرابطون وامل كاد ان يودي بحركة امل في بيروت لولا ان امر خدام وليد جنبلاط الذي استدعى جورج حاوي للانقضاض على المرابطون من الخلف لان خدام لا يستطيع الاستغناء عن نبيه بري اما تدمير المخيمات التي امر بها السوريون وكان نبيه بري اداتهاوهوالذي كان عليه ان يكون اول الشاكرين للمقاومة الفلسطينية لانه لا شيء لولا دعمها له وتدريبها وجازاها بطعنه له بان امر عقل حمية الذي اعتقد انه بعدة ايام سيقضي على المقاومة الفلسطينية والتي اودت بحيات الالاف من الفلسطينيين وعناصر امل في حرب دامت سنوات وكل هذا لان السوريون كانوا ممن اتفق مع فيليب حبيب والاسرائيليين على ازالة المقاومةالفلسطينية والمرابطون.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية