وبدأت هذه الاعتداءات في الخروج من نطاق القاهرة إلى باقي المحافظات، في مؤشر على أن الدولة المصرية ماتزال غير قادرة على فرض سلطتها بما يحقق حدا أدنى من الاستقرار الاجتماعي.
واقتحم عدد من الأهالي الخميس مستشفى سمالوط العام بمحافظة المنيا ـ جنوب القاهرة ـ وقاموا بالاعتداء على مجموعة الأطباء المتواجدين داخله.
واندلعت الأزمة بسبب مشادة كلامية وقعت بين طبيب وأحد أقارب مصاب بحادث مروري.
وأصدر مركز 'حماية' لدعم المدافعين عن حقوق الانسان، بيانا استنكر فيهاستمرار وقائع التعدى على المستشفيات العامة والتي خلفت وراءها إصابة العديد من الأطباء وطواقم التمريض وبعض المرضى والعاملين بالإضافة إلى إثارة الرعب والفزع في أوساط المرضى المقيمين فيها.
وأكد أحمد غازي مدير المركز أنه تم رصد خمس اعتداءات على مستشفيات مصرية حكومية خلال الأسبوع الماضي فقط منها أربع وقائع في محافظة الدقهلية شمال القاهرة حدثت في يوم واحد.
واقتحم العشرات من البلطجيةالاثنين الـ23 من يوليو/ تموز الجاري على مستشفى بولاق الدكرور العام بجوار جامعة القاهرة.
وقاموا بالاعتداء على أطباء وممرضين بالضرب المبرح أحدثت لهم إصابات متفاوتة الخطورة.
وبرر البلطجية اعتداءهم بدافع الغضب من تأخر إسعاف أحد أقاربهم.
وهاجم العشرات من البلطجية بالأسلحة النارية والأسلحة البيضاء في الـ25 من يوليو/تموز مستشفى المنصورة الدولي التابع للتأمين الصحي.
وقاموا بالاعتداء على أفراد الأمن وإصابة خمسة منهم إصابات بالغة، وذلك بسبب قيام أفراد أمن المستشفى بمنع دخول عدد كبير من أسرة احد المصابين في حادث سير طبقا للتعليمات الإدارية.
وفي مستشفى الطوارئ بالمنصورة أيضا، قام ثلاثة بلطجية باقتحام المستشفى بالأسلحة البيضاء فهشموا زجاج أبوابه واعتدوا على أطباء الاستقبال، وأصابوا أحد أفراد الأمن إصابات بالغة، وذلك بسبب قيام هؤلاء بتعقب أحد المصابين في مشاجرة وضربه داخل المستشفى.
وهاجم العشرات من البلطجية صالة الاستقبال بمستشفى بلقاس العام بالدقهلية حاملين الأسلحة البيضاء وذلك في عملية تعقب لبعض المصابين والاعتداء عليهم الأمر الذي أدى إلى إصابة طبيب وأمين شرطة.
وقام أحد البلطجية باقتحام مستشفى المطرية المركزي بالدقهلية أيضا، في محاولة لسرقة دراجة بخارية مملوكة لأحد المصابين كان يعالج في المستشفى.
وعند منعه من قبل العاملين هناك قام البلطجي بإطلاق الأعيرة النارية من مسدس كان بحوزته.
وأرجع أحمد غازي مدير مركز 'حماية' أسباب هذه الاعتداءات إلى مشاجرات قد تحدث في الخارج ثم تستكمل داخل أروقة المستشفى.
واعتبر أن تدني الخدمات وعدم تواجد أماكن كافية في غرف العناية المركزة للحالات التي تتطلب ذلك، يدفع أهالي المرضى لافتعال مشكلات عادة ما تنتهي بهجمات مضرة.
وأشار غازي أن استمرار مسلسل الاعتداءات على المستشفيات العامة يشكل خطرا حقيقيا يواجه المنظومة الأمنية في مصر، ويؤثر بالسلب على القطاع الصحي في البلاد.
وأكد أن التقصير في تأمين المستشفيات هو جريمة تتحمل مسؤوليتها كافة أجهزة الدولة المصرية المعنية، لأن هذا التقصير يعد تهاونا في حماية أرواح المواطنين.
وطالب مركز 'حماية' الحكومة بضرورة التصدي لهذه الظاهرة بقرارات حازمة بهدف منع تكرارها، حيث أصبح تأمين المستشفيات أمرآ ضروريآ كى يتمكن الأطباء من العمل فى مناخ أمن ويشعر المرضى بالأمان.
كما أكد مركز 'حماية' على ضرورة العمل على تحسين مستوى الخدمة بالمستشفيات ومدها بالأجهزة الحديثة لتتوافق مع المعايير الدولية والعالمية.
وكانت النقابة العامة لأطباء مصر أعلنت منتصف الأسبوع الجاري عن تشكيل لجنة لمتابعة ملف تأمين المستشفيات وحصر خسائرها، لتقديم الدعم للمستشفيات التى تم الاعتداء عليها سواء دعما فنيا أو قانونيا.
ودعا مجلس نقابة الأطباء قبل أسبوعين إدارات المستشفيات المصرية إلى إغلاق الأقسام التي يتم الاعتداء عليها في حالة الخوف من التعرض للأذى، وحتى يتم تأمينها بشكل كامل.
0 comments:
إرسال تعليق