الأحد، أكتوبر 21، 2012
شعار النظام السادي السوري "انا اقتل، اذا انا موجود"
الأحد, أكتوبر 21, 2012
اضف تعليق
هل يحاول النظام السوري توجيه رسالة فحواها انه لا يزال قويّا وانه لم يتغيّر شيء في سوريا؟ ربّما كان الامر كذلك مع نظام رفع شعار "انا اقتل، اذا انا موجود". منْ يتمعّن في جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبنانية يكتشف ان بشّار الاسد ضلّ الطريق مرة اخرى. يضلّ رأس النظام السوري الطريق باستمرار، لكنّ الثمن يدفعه دائما ابرياء من اللبنانيين والسوريين لا علاقة لهم بالارهاب ولكن بمكافحة الارهاب والتصدي له حتى لو كلّفهم ذلك حياتهم، كما حال وسام الحسن. مرّة اخرى تكون الضحية مواطنا لبنانيا وعربيا شريفا حقّا يعتقد هذا النظام ان اغتياله بواسطة ادواته اللبنانية المعروفة جدّا سيخرجه من ازمته. ازمة النظام السوري في 2012 ليست مع اللواء وسام الحسن مثلما انهّا لم تكن في العام 2005 مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وبقية الشهداء والشهداء الاحياء. كانت هذه الازمة ولا تزال مع الشعب السوري. انها ازمة نظام لم يمتلك يوما اي شرعية من اي نوع كان، نظام يعتقد انّ في استطاعته الانتصار على شعبه الى ما لا نهاية. بعد وسام الحسن، سيقتل النظام السوري آخرين في لبنان. لم يفعل النظام شيئا غير ذلك منذ بدأ صعود حافظ الاسد في اتجاه الاستحواذ على السلطة كلها في سوريا الحبيبة في العام 1966. لم يتوقف حافظ الاسد بصفة كونه وزيرا للدفاع بين 1966 و1970، اي انه كان وزيرا للدفاع في عام الهزيمة التي خسرت فيها سوريا الجولان، عن ارسال الاسلحة الى لبنان بهدف تفجير الوضع فيه. كان همّه محصورا في القضاء على التجربة اللبنانية التي يعتبرها العقبة في وجه وضع يده على سوريا عن طريق القمع والقتل ونشر ثقافة الرعب. بعد مرحلة اغراق لبنان بالسلاح الذي كان يتدفق من الاراضي السورية على الميليشيات المحلية مسيحية واسلامية، لا فارق، وعلى الفلسطينيين، باشر النظام السوري مرحلة الاغتيالات. كان كلّ همّ حافظ الاسد محصورا في احراق لبنان. لم يتردد في اغتيال كمال جنبلاط عندما فهم الزعيم الدرزي ان عليه اقامة جسور حوار مع اللبنانيين الآخرين وعندما استوعب، متأخرا، ان مشكلته ليست مع المسيحيين بمقدار ما انّها مع النظام السوري الذي يريد تحويل لبنان الى "سجن كبير" على غرار ما فعله في سوريا ابتداء من العام 1970 وحتى قبل ذلك. اغتال النظام السوري آلاف اللبنانيين. اغتال كلّ من تجرّأ على رفع رأسه والعمل من اجل لبنان العربي السيّد الحر. اغتال، بين من اغتال، المفتي حسن خالد واغتال رئيسين للجمهورية هما الشيخ بشير الجميّل ورينيه معوّض واغتال رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما مستخدما ادواته المحلية التي لا تزال، الى الآن ترفض تسليم المتهمين بتنفيذ الجريمة. لا وجود لاسرار في لبنان. كلّ لبناني يعرف من اغتال سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار امين الجميل وانطوان غانم واللواء فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد. كلّ لبناني يعرف من اغتال كلّ هؤلاء الشهداء ومن حاول اغتيال مروان حماده والياس المرّ ومي شدياق. كان وسام الحسن يعرف تماما انه على درب الشهادة. كان يجيب الذين يعرفونه عن قرب لدى سؤاله: كيفك؟ بكلمة واحدة هي "بونوس". كان يعرف ان كلّ يوم عاشه منذ اغتيال رفيق الحريري هو يوم زائد في عمره. اكثر ما كان يعرفه ان كلّ من يمس بشكل جدّي الملف المتعلق باغتيال رفيق الحريري سيقتل. كان يعرف تماما المصير الذي ينتظره، لكنّه لم يتراجع او يتردد على الرغم مما حلّ بالرائد وسام عيد الذي دفع ثمن تفكيكه رموز الاتصالات الهاتفية التي قادت الى معرفة منْ وراء اغتيال رفيق الحريري ورفاقه. مرة اخرى، لا اسرار في لبنان. الجريمة واضحة وابطالها معروفون. الجديد في سوريا وليس في لبنان. بات الشعب السوري يعرف قبل غيره اين المشكلة الحقيقية وأنّ الف اغتيال في لبنان وسوريا لن تخرج النظام من ازمته. اللعبة باتت مكشوفة والسؤال اكثر من واضح. هل يمكن لنظام الانتصار على شعبه؟ كلّ تجارب التاريخ تؤكد استحالة تحقيق مثل هذا الانتصار. في انتظار رحيل النظام السوري، سنشهد مزيدا من الجرائم التي لا تقدّم ولا تؤخر. كلّ ما في الامر انّ على الرئيس بشّار الاسد ان يفهم ان شعبه يرفضه وان ليس في امكانه حلّ ازمة النظام لا عن طريق اغتيال رفيق الحريري ولا عن طريق اغتيال وسام الحسن. مشكلة النظام السوري في مكان آخر، لا يفيد معها اللجوء الى اشخاص مثل ميشال سماحة لتنفيذ تفجيرات في شمال لبنان السنّي او الاستنجاد بميشال عون لايجاد غطاء للجرائم المرتكبة عن طريق الحديث عن تطرّف سنّي وما شابه ذلك. مشكلة النظام السوري مع الشعب السوري اوّلا واخيرا ولا يمكن معالجتها بجريمة من هنا واخرى من هناك... ولا بحكومة يشكلّها "حزب الله" ويضع على رأسها نجيب ميقاتي بهدف واحد وحيد هو اذلال اهل السنّة والمسيحيين. ساعة الحقيقة تقترب ومحاولات تفجير لبنان وقتل العرب الشرفاء ستستمرّ. ولكن في نهاية المطاف، لن يصحّ الاّ الصحيح، ذلك انّه آن اوان كشف الشعب السوري لتلك الكذبة الكبيرة التي اسمها النظام السوري! خيرالله خيرالله
0 comments:
إرسال تعليق