السبت، أكتوبر 20، 2012
اصابع الاتهام تتجه لدمشق في اغتيال وسام الحسن
السبت, أكتوبر 20, 2012
اضف تعليق
يرى محللون ان الشبهات في اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في لبنان وسام الحسن تتركز على سوريا، الا انهم يستبعدون دخول لبنان في الفوضى التي يخشاها كثيرون نتيجة هذه العملية.
ويرى هؤلاء ان الدقة التي نفذت بها الجمعة عملية الاغتيال التي اودت بحياة اللواء الحسن، "راس الحربة ضد النظام السوري"، تؤشر الى ان هذا النظام، قوة الوصاية السابقة على لبنان، على الرغم من الضربات التي تلم به بسبب الازمة على ارضه، لا يزال قادرا على التحرك على ارض جاره.
ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي "وسام الحسن كان هدفا لحملات يومية من الصحافة اللبنانية المقربة من سوريا وكانت دمشق تتهمه بمساعدة الثوار السوريين المعارضين لبشار الاسد".
ويضيف "دمشق لم تعد تتحمله خصوصا بعد ان ضبط الوزير السابق ميشال سماحة، احد ابرز حلفاء سوريا، بالجرم المشهود وهو ينقل متفجرات من الاراضي السورية لتفجيرها في لبنان".
واوقف فرع المعلومات الذي يراسه الحسن في التاسع من آب/اغسطس ميشال سماحة في منزله.
وافادت معلومات التحقيق معه انه تم ضبطه، في شريط مسجل بالصورة والصوت، وهو ينقل متفجرات في سيارته مخصصة للتفجير في مناطق في شمال لبنان لزرع الفوضى.
واصدرت مذكرات توقيف في حقه وفي حق المسؤول الامني السوري علي المملوك.
وترى عميدة كلية العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف فاديا كيوان "انها حرب بين الاجهزة الامنية (السورية واللبنانية)، ووسام الحسن كان رأس حربة في هذه المواجهة مع النظام السوري، لا سيما منذ اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري" العام 2005 في بيروت.
وتضيف "بقي النظام السوري في لبنان 35 عاما، وتمكن من اختراق كل الادارات، وكان موجودا في كل الحكومات. وقد تسلل الى كل جهاز".
وكانت كيوان تشير الى فترة وجود الجيش السوري في لبنان بين 1976 و2005، والتي مارست خلالها دمشق نفوذا واسعا على الحياة السياسية اللبنانية. وخرج الجيش السوري تحت ضغط الشارع والمجتمع الدولي من لبنان بعد اغتيال الحريري.
وكان الحسن يعرف انه في خطر، وقد عاد في المساء الذي سبق اغتياله الى بيروت من باريس التي هرب عائلته اليها خوفا من تعرضها لاذى في حال استهدافه.
ونقلت صحيفة "السفير" الصادرة السبت عن مدير عام قوى الامن الداخلي اشرف ريفي ان احدا لم يكن يعرف بموعد عودته الى لبنان. وقال ريفي انه لم يكن يطرح عليه اسئلة حول تنقلاته وامنه، لانه "عقل امني" وكان يتولى مسالة المواكب التي ترافقه.
ورغم انه لم يكن ضمن موكب الجمعة، بل في سيارة عادية مع مرافق قتل بدوره في الانفجار، الا ان منفذي الجريمة كانوا على علم بهذه الرحلة القصيرة بين منزله في الاشرفية ومكتبه الواقع على بعد بضعة كيلومترات.
وفجروا السيارة المفخخة بـ"ما بين ستين الى سبعين كيلوغراما من ال تي ان تي"، بحسب ريفي، في شارع ضيق وحي سكني اصيب بدمار شامل.
ويقول العزي ان السوريين "يعرفون كل دهاليز الدولة، والشبهات تتركز حولهم، ولو انه لا يمكن استبعاد الفرضية الاسرائيلية تماما"، مذكرا بان الحسن تمكن ايضا من تفكيك شبكات تجسس عديدة كانت تعمل لصالح اسرائيل.
ويرى الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش بدوره ان سوريا هي المشتبه به الاول.
ويقول مدير مجموعة الابحاث والدراسات حول المتوسط والشرق الاوسط التي تتخذ من ليون (فرنسا) مقرا، ان "بشار الاسد يريد ان يفرض احترامه عبر فرض الخوف على اعدائه".
الا ان المحللين، رغم ذلك، يستبعدون تدهورا واسعا في لبنان بعد عملية الانفجار- الزلزال.
ويقول العزي "سيظل البلد يعيش تحت الضغط على وقع الثورة السورية"، مضيفا "لا حزب الله الذي يملك الوسائل العسكرية ولا خصوم دمشق لديهم الرغبة في اغراق البلاد في حرب اهلية".
وتقول كيوان من جهتها "الاطراف اللبنانيون مدركون لخطورة الوضع وسيتوصلون الى حل سياسي بعد هذا الاغتيال، لان احدا لا يريد حربا اهلية جديدة".
ويرى بالانش ان "لبنان هو المتنفس الطبيعي للازمة السورية. ستخرج الامور عن السيطرة فقط في حال استخدمت قطر او السعودية (الداعمتان للمعارضة السورية) لبنان كقاعدة خلفية للمعارضين" السوريين.
0 comments:
إرسال تعليق