السبت، أكتوبر 13، 2012

الجيش السوري 'يتشظى' في معارك على مئات الجبهات

بيروت - يتعرض الجيش السوري النظامي لخسائر فادحة في شمال البلاد رغم كثافة قوته النارية، في مواجهة المجموعات المعارضة الأقل تسليحا. ويقول محللون إن كثرة خسائر الجيش السوري تعود إلى أن المقاتلين صعّدوا من هجماتهم بشكل مكثف، ووسعوا من جبهة المواجهة معه إلى محاور عديدة. وتلجأ المجموعات المقاتلة الى التعويض عن ضعف تسلحها، عبر تكثيف هجماتها بالقذائف الصاروخية والهاون والأسلحة الرشاشة على جبهات عدة، ما مكنها من الاستيلاء على عدد كبير من النقاط العسكرية المهمة، وتكبيد القوات النظامية خسائر فادحة. وسجل الخميس وقوع العدد الاكبر من القتلى في صفوف قوات النظام منذ بداية النزاع حيث سقط 92 قتيلا في يوم واحد. ويسيطر المقاتلون على جزء من الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب، على مستوى مدينة معرة النعمان التي وقعت بدورها تحت سيطرتهم قبل ايام. وتعتبر هذه المنطقة في محافظة ادلب (شمال غرب) ذات أهمية استراتيجية، باعتبارها ممرا لتعزيزات القوات النظامية الى مدينة حلب (شمال) التي تشهد معارك مصيرية منذ ثلاثة اشهر. ويقول اميل حكيم، الخبير في شؤون الشرق الاوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن (آي آي أس أس)، ان "امدادات الجيش مسألة مركزية في هذه الحرب". ويذكر ان امداد القوات المتواجدة على جبهات عدة بالذخيرة والمحروقات، "بات امرا شديد الصعوبة" بسبب الهجمات التي تتعرض لها قوافل الامداد من المقاتلين المعارضين. ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان "الجبهات لم تعد تحصى"، مشيرا الى ان "القوات النظامية تحارب في مئات الاماكن". ويوضح ان المعركة كانت محصورة سابقا في حمص (وسط)، وهي اليوم تطال حلب والساحل والحدود التركية ومحافظتي دمشق ودير الزور. ويضيف حكيم "في حالات عدة، اضطرت قوات الرئيس بشار الاسد الى ترك ساحة المعركة او الاستسلام بسبب نقص الذخائر والمحروقات للآليات.. هذا ما حصل في معرة النعمان". ويشير الى ان "الجنود على الحواجز لم يعد لديهم وقود وباتوا معزولين تماما، مما اضطرهم للانسحاب". ويضيف المحللون ان التفوق العسكري لا سيما على صعيد سلاح الجو، لم يعد مؤثرا في النزاع، لأن القوات النظامية بدأت تفقد معنوياتها بعد 19 شهرا من الحرب وارتفاع نسبة الانشقاقات والافتقار الى التعزيزات. ويستطرد حكيم قائلا "تتمتع قوات الاسد بالتفوق التقني لكن هذا العامل لم يعد بالأهمية نفسها لأن عناصرها تعبوا". ويضيف عبدالرحمن "عندما يكون هناك مئات المقاتلين الذين يهاجمون حاجزا بشكل مفاجئ، ويكبّدون الجيش خسائر كبيرة، فإن الغارات الجوية لن تكفي لقلب المعطيات". ويرى الخبراء ان التفوق العددي اصبح نظريا، لأن قسما كبيرا من عناصر الجيش المقدر عدده بـ350 الفا، فر او انضم الى المعارضة، بينما يقبع قسم آخر في الثكنات. وينظر النظام فقط الى وحدات النخبة على انها اهل للثقة والقتال في النزاع الجاري. ويرى حكيم أن "الغارات الجوية تهدف الى رفع معنويات القوات الموجودة على الارض (...) لكنها لا تساعد هذه القوات على تحقيق النصر". ويقول مصدر امني سوري ان الجيش يريد القضاء على آخر معاقل المعارضين في محافظة حمص (وسط). وبدأ الجيش السوري عمليات عسكرية واسعة منذ الاسبوع الماضي لإنجاز ذلك، الا انه لم ينجح بعد، لأنه اضطر الى ارسال القسم الأكبر من جنوده الى الشمال في محاولة لاستعادته. واصبحت اجزاء واسعة من الأراضي السورية الشمالية خارجة عن سيطرة النظام. ويقول حكيم ان أصبحوا الجنود غير مرحب بهم في المناطق التي يدخلونها. ويضيف أن أغلب الأهالي ينظرون اليهم على انهم "قوة احتلال"، بينما في الجانب الآخر يوجد مقاتلون يتمتعون بمعنويات من حديد. ويقول رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي نحن "نحارب في قرانا ومدننا التي نعرفها بكل زواياها، بينما يأتي الجنود من محافظات اخرى، لا فكرة لديهم عن ارض المعركة".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية