الاثنين، ديسمبر 31، 2012
لبنان يمضي عطلة نهاية السنة بلا سياح
تركت الازمة في سوريا اثرها السلبي على اسواق لبنان التي افتقدت في عطلة نهاية السنة سياحها الخليجيين، وتراجعت فيها حركة استهلاك المواد غير الاساسية على مدى السنة اكثر من النصف، بحسب ما يقول خبراء.
وتقول صوفي سلامة، صاحبة محل تجاري لبيع الاكسسوارات في وسط بيروت، لفرانس برس "العرب يقاطعوننا. انهم يسجلون موقفا ضد موقف الحكومة اللبنانية من الازمة السورية".
وتلتزم الحكومة اللبنانية المؤلفة من غالبية مؤيدة للنظام السوري سياسة "النأي بالنفس" تجاه الازمة السورية بسبب عمق الانقسامات بين اللبنانيين الذين يتوزعون بين مؤيد لنظام الرئيس بشار الاسد ومناهض له، وخوفا من تداعيات للنزاع في البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة.
وتقول صوفي "نمر في ظروف عصيبة، ما اضطرني الى خفض مصاريفي بشكل كبير حتى اتمكن من تحقيق بعض الدخل في نهاية السنة".
وتضيف انها اعتمدت كذلك "استراتيجية تقوم على تقديم تنزيلات في غير موعدها وعلى توجيه رسائل الكترونية الى زبائني في دول الخليج الممنوعين من السفر الى لبنان لشرح العروض".
وفرضت دول الخليج اعتبارا من الصيف الماضي حظرا على سفر مواطنيها الى لبنان بعد احداث امنية متنقلة في المناطق اللبنانية على خلفية الازمة السورية وحصول عمليات خطف طال بعضها مواطنين خليجيين.
وتقول مديرة الاستراتيجيات في شركة "فيرست بروتوكول" لتنظيم المؤتمرات والمعارض فيوليت بلعة ان "قرار القطيعة الخليجي اثر كثيرا على الحركة السياحية والاقتصادية. هذا القرار ظاهره امني والتذرع بالخوف من زعزعة الاستقرار وعمليات الخطف، لكن خلفيته سياسية وهي الموقف اللبناني الرافض لادانة النظام السوري".
وتوضح الخبيرة في شؤون الاقتصاد ان السعوديين والكويتيين هم اكبر نسبة من السياح الى لبنان بين العرب، وهم اكثر من ينفقون في المجال السياحي في لبنان. غيابهم أخل بالميزان السياحي".
ويضاف الى هؤلاء ايضا الاردنيون الذين لا يشملهم قرار الحظر، لكنهم اعتادوا زيارة لبنان عن طريق البر عبر سوريا، وقد امتنعوا بمعظمهم عن الزيارة هذه السنة بسبب الاحداث الدامية الجارية على الاراضي السورية.
وتقول بلعة "خسرنا هذه السنة حوالى 22 الف اردني يدخلون لبنان عبر الحدود مع سوريا".
وتشكل عائدات السياحة في لبنان اكثر من 22 في المئة من اجمالي الناتج القومي، وقد تراجعت هذه السنة، بحسب تقديرات خبراء، الى حوالي عشرة في المئة.
رغم ذلك، تبدو اسواق بيروت في اليومين الاخيرين من السنة تعج بالزبائن، الى جانب زحمة سير خانقة في العاصمة وعلى الطرق المؤدية اليها.
وتقول صوفي سلامة "اللبنانيون لديهم دائما خطة بديلة... انهم يعشقون الانفاق حتى في الايام الصعبة"، مضيفة ان عددا كبيرا من السوريين جاءوا الى لبنان كما يسهم المغتربون اللبنانيون في تحريك الاسواق.
ولجأ الى لبنان منذ بدء النزاع في سوريا قبل 21 شهرا عشرات الاف السوريين. واذا كان بعضهم يعيش في ظروف مزرية في مناطق بعيدة عن العاصمة لدى اقارب او في مدارس او مراكز ايواء مستحدثة، فان غيرهم ممن ينتمون الى طبقة ميسورة استاجروا شققا او نزلوا في فنادق.
ويقول بالغ الذي يعمل في محل البسة في اسواق وسط بيروت الفاخرة ان كثيرين ممن تعج بهم الاسواق "هم من المتنزهين وليسوا زبائن"، مضيفا ان الحركة تراجعت كثيرا منذ مقتل مسؤول امني كبير قبل حوالى شهرين في عملية تفجير كبيرة وجهت المعارضة اللبنانية اصابع الاتهام فيها الى دمشق.
وتؤكد جوانا التي تعمل في محل للالبسة الداخلية ان الزبائن اللبنانيين "يشترون الاساسيات ويفاوضون على الاسعار بالحاح"، مضيفة "نحن نعتمد خصوصا على السياح، لكن لا سياح في لبنان اليوم".
وتشير بلعة الى دراسات تفيد عن تراجع نسبة الاستهلاك على المواد غير الاساسية في لبنان بحوالى 60 في المئة خلال السنة الفائتة.
وفي مؤشر آخر على وجود ازمة، الغت شركة "سوليدير" التي اعادت اعمار العاصمة بعد الحرب الاهلية (1975-1990)، حفل اطلاق المفرقعات والاسهم النارية الذي كانت تحييه عند منتصف ليلة راس السنة والذي كان ينقل مباشرة على شاشات التلفزة ويتجمع لمشاهدته الاف الناس.
ويعبر طوني عيد العضو في جمعية تجار وسط بيروت عن الاسف لالغاء الحفل.
ويقول "في ايام الازمة، على الجميع ان يضاعف جهوده من اجل ان يحقق اقصى قدر من الربح، او ان يحد من الخسارة".
ويقول طوني سلامة، صاحب احد افخم المحال التجارية في وسط العاصمة، "اذا اوقفنا الالعاب النارية والاعلانات وحملات الترويج، سيعتقد الناس ان بيروت لم تعد مكانا يقصد للسياحة. وهذا ليس صحيحا".
ولا يخلو السوق من بعض السياح الذين قدموا رغم كل شيء. على احد الارصفة، فتاتان اردنيتان تحملان اكياسا باسماء محلات البسة وشوكولا، تعتذران عن الرد على أسئلتنا قائلتين، "نحن في عجلة، علينا ان نلحق الطائرة المسافرة الى عمان".
الخطة الإسرائيلية الفاشلة لاغتيال صدام حسين
نقلت جريدة "صنداي تايمز" البريطانية عن كتاب جديد منشور في إسرائيل تفاصيل خطة اغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والتي كان من المفترض تنفيذها في عام 1992، لولا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين أمر حينها قائد العملية إيهود باراك بالتوقف عن التنفيذ في اللحظات الأخيرة.
وجاء قرار رابين بإلغاء عملية الاغتيال المفترض بأن تتم داخل الأراضي العراقية بعد أن أدت عمليات التدريب عليها إلى مقتل خمسة من قوات النخبة الإسرائيلية وإصابة ستة آخرين بجراح، في خطأ كارثي تم ارتكابه آنذاك.
ويقول الكتاب الإسرائيلي الذي يكشف لأول مرة هذه التفاصيل، إن التقديرات لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية هي أن الرئيس العراقي صدام حسين كان من المفترض أن يشارك في جنازة عائلية لتشييع خاله خير الله طلفاح، وهو أيضاً والد زوجته ساجدة، حيث كان الإسرائيليون يريدون استهداف الجنازة بمن فيها واغتيال صدام حسين في عملية خاطفة.
وفي تفاصيل خطة الاغتيال علمت إسرائيل أن طلفاح الذي كان محبوباً جداً بالنسبة لصدام وقريب من قلبه وصل في مرضه إلى المراحل النهائية خلال عام 1992، وكانت التوقعات بأن يفارق الحياة خلال شهور، على أنه سيدفن في مقابر العائلة بمدينة تكريت، وعلى أن الأرجح أن يشارك الرئيس صدام في مراسم التشييع والدفن، وهناك يتم استهدافه.
وبحسب الكتاب الذي تحدث مؤلفه إلى إيهود باراك شخصياً وحصل منه على بعض المعلومات، فقد تم تدريب فريق من 22 جندياً من قوات النخبة الإسرائيلية على تنفيذ عملية الاغتيال، وتمت عمليات التدريب في داخل الصحراء العراقية بالقرب من مدينة النجف، وذلك لضمان محاكاة بيئة مماثلة للبيئة التي سيتم فيها التنفيذ الفعلي للعملية.
تفاصيل الخطة
وفي تفاصيل التنفيذ فإن مروحيتين عسكريتين إسرائيليتين كان يُفترض أن تهبطا في صحراء العراق، تظل مجموعة من الجنود لحراستهما، بينما يغادر الباقون في أربع سيارات من الدفع الرباعي يكون قد تم إعدادهما سلفاً بنفس الهيئة التي تستخدمها قوات الجيش العراقي، وتتجه هذه السيارات الأربعة باتجاه المقبرة، حيث سيكون الرئيس صدام من بين المشيعين.
وتنقسم السيارات الأربعة بعد ذلك إلى مجموعتين: الأولى وتضم أربعة أشخاص يرتدون الزيّ العراقي التقليدي ومهمتهم الانخراط في صفوف المشيعين، ومن بين هؤلاء الأربعة جندي إسرائيلي يرتدي العباءة العراقية السوداء ويحمل جسماً يبدو على أنه طفل رضيع، لكنه في الحقيقة جهاز اتصال بموجات الراديو سيرسل الإشارة اللازمة عند وصول الرئيس صدام إلى المقبرة.
أما المجموعة الثانية فستتمركز على بعد عدة كيلومترات وبحوزتها صواريخ مضادة للدبابات وجاهزة للاستخدام، وبمجرد وصول الإشارة من المجموعة الأولى، وهي كلمة السر "أرسل التاكسي" يتم إطلاق الصواريخ، ليكون بذلك قد تم إنهاء حياة الرئيس صدام، على أن المجموعة الأولى ستكون قد بدأت الانسحاب بعد تحديد موقع الرئيس وقبل البدء بعملية إطلاق الصواريخ، لتغادر بعد ذلك المروحيات الحربية وعلى متنها وحدة الكوماندوز الإسرائيلية قبل أن تكون أجهزة الأمن العراقية قد استجمعت قواها.
ويبدو إيهود باراك في تصريحاته لمؤلف الكتاب الإسرائيلي نادماً على عدم تنفيذ الخطة، حيث يقول مخاطباً الكاتب: "لقد فقدنا حياة آلاف الجنود الأمريكيين والبريطانيين بعد ذلك من أجل الإطاحة بصدام حسين.. هل لازلت تعتقد أن هذه الخطة كانت حمقاء؟".
يُشار إلى أن الرئيس صدام حسين ظل على رأس الحكم في العراق حتى أطيح به في الغزو الأمريكي عام 2003، وألقي القبض عليه من قبل القوات الأمريكية بعد عدة شهور، قبل أن يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه صباح يوم الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول 2006
مخاطر تواجه لبنان عام 2013
تشير مصادر ديبلوماسية غربية الى ان ربيع سنة 2013 سيشكل مرحلة حساسة للوضع اللبناني الذي سيواجه اربع مراحل خطيرة.
هذه المراحل هي:
اولا: انطلاق المحاكمات في المحكمة الخاصة بلبنان لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري واستدعاء نحو 500 شاهد، والنتائج التي يمكن ان تصدر عنها.
ثانيا: مواجهة التطورات المتسارعة من جراء الازمة في سوريا والانهيار المرتقب للنظام السوري وتصدير الازمة الى لبنان والمضاعفات والانعكاسات من جراء تدفق اعداد كبيرة من النازحين السوريين والفلسطينيين.
ثالثا: القطيعة بين ٨ آذار و ١٤ آذار والتي يمكن ان يؤدي استمرارها الى عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد في حزيران المقبل، والى فراغ برلماني في حال عدم التوصل الى التمديد لمجلس النواب الحالي، يعقبه فراغ حكومي يؤدي الى شلل البلد وسيطرة التطرف المذهبي على الوضع السياسي وعواقب هذا الواقع على الوضع الاقتصادي اللبناني، وقد هبط معدل النمو الى ما دون اثنين في المئة من جراء عدم التوافق السياسي والصدام الاجتماعي.
رابعا: الملف النووي الإيراني حيث ستكون الأراضي الإسرائيلية على مدى السنة المقبلة معرضة لمخاطر القذائف الصاروخية والصواريخ التي تمثل الترسانة الرئيسية لـ"حزب الله"، والنظام الدفاعي لمواجهتها لن يكون جاهزاً للاستخدام العملاني قبل سنة ٢٠١٤، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى المجتمع الدولي مهلة تنتهي في الربيع المقبل أو بداية الصيف المقبل من اجل تحديد الخطوط الحمر للبرنامج النووي الإيراني فيما طهران تواصل بقوة أنشطتها المتعلقة بتخصيب يورانيوم رغم التحذيرات الدولية المتكررة.
وفي حال شنت إسرائيل هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية، فان "حزب الله" الذي يشكل رأس الحربة الإيرانية في المنطقة، والمتعاطف مع المحور الإيراني سيمثل الخطر الرئيسي، وهو يمتلك صواريخ متطورة تمثل خطراً حقيقياً على إسرائيل في الربيع المقبل وكانت ايران قد زودت الحزب نحو ٥٠ ألف قذيفة صاروخية وضعت جانباً للرد في حال تعرض المنشآت الإيرانية لأي هجوم.
ولكن إذا قرّر "حزب الله" مهاجمة إسرائيل رداً على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، فإن إسرائيل لن تتردد في ضرب لبنان بقوة لان القبة الحديدية التي وضعتها وأنظمة الدفاع الجوي المختلفة غير كافية لتأمين حمايتها من اي هجوم صاروخي. وتقول مصادر عسكرية انه بقدر مستوى فاعلية هذه الشبكة الدفاعية، ستتوافر مناورة أوسع للقوات البرية. وفي غياب نظام محكم للدفاع الجوي سينفذ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً واسع النطاق تزامناً مع قصف جوي كثيف، كرد مباشر على القصف الصاروخي لـ"حزب الله"، وقد لا يستثني القصف الجوي البنى الأساسية المدنية مثل الطرق والجسور ومستودعات الوقود والموانئ والمطارات والتجمعات العسكرية.
ونقلت أوساط ديبلوماسية هذه التهديدات الى السلطات اللبنانية، خصوصاً ان الحزب جزء من الحكومة اللبنانية بغرض دفع الأحزاب السياسية اللبنانية، الى ممارسة الضغوط من اجل الحيلولة دون إقدام "حزب الله" على فتح جبهة الجنوب مع إسرائيل في حال توجيهها ضربة الى إيران.
وتضيف هذه المصادر أن هدف الحزب في شكل أو في آخر هو وضع اليد على مقدرات البلد، وهذا ما قام به منذ ان خرج حليفه السوري من لبنان فاستدرج الحزب إسرائيل الى المواجهة عام ٢٠٠٦، ليتحول الى القوة التي واجهت، إسرائيل أمام الشعوب العربية رغم ما تكبده لبنان من خسائر من جرائها. وبعدما خرجت سوريا من لبنان عام ٢٠٠٥ تحول الحزب قوة سياسية وعسكرية إقليمية، وشكّل مع سوريا وإيران ومنظمة "حماس" محور الممانعة. أما في ٧ أيار فنزل الى الشارع بقوته وفرض انقلاباً، وبعد ذلك تسلّم وحلفاءه الحكومة رافضاً مشاركة الفريق الآخر. والسؤال المطروح اليوم: كيف يتمكن الحزب من الاستمرار في الإمساك بمقدرات البلد بعد أن يكون قد خسر حليفه النظام السوري الذي يعيش أشهره الأخيرة؟ وكيف يمكنه متابعة هذه السياسة فيما الوضع اللبناني مكشوف على جميع الاحتمالات؟
هذا ما يحدث في حمص
بقلم: عبد الكريم بدرخان
وقعتْ مجزرة في حي دير بعلبة بحمص، مساء يوم الجمعة 28/12/2012، راح ضحيتها حوالي 150 مدنياً، قُتِلوا وذبحوا وقطّعوا على يد قوات النظام السوري. إذ كانت قوات النظام تحاول اقتحام دير بعلبة منذ أسابيع عدّة بهدف السيطرة على "شارع الستين"، وهو الطريق الدائري الذي يلفّ حمص من جهة الشرق.
ولقيتْ قوات النظام مقاومةً عنيفة من كتائب "الجيش الحر"، واستمرتْ المعارك لأسابيع عدّة متتالية، استخدَمتْ فيها قواتُ النظام الأسلحة الكيماوية يوم 23/12/2012، وفي النهاية اضطُّر الجيشُ الحرّ للانسحاب من دير بعلبة، فدخلتْ قوات النظام وارتكبتْ مجزرتها. وهنا تمّ تحميل الجيش الحرّ مسؤولية ما حدث، لأنه انسحبَ وترك المدنيين يواجهون الموت ... لكن للموضوعية يجب كشف بعض الحقائق.
الوضع الجغرافي والديموغرافي في حمص:
مدينة حمص الآن مقسّمة إلى ثلاث مدن:
1- القسم الأول: يضمّ مركز المدينة، وأحياء حمص القديمة (الحميدية- باب الدريب- باب تدمر- باب هود-....) وأحياء حمص الشمالية (الخالدية- البياضة- القصور-....)، وعدد هذه الأحياء بمجموعها حوالي 14 حياً. يشكل هذا القسم الأول حوالي ثلثي مدينة حمص، وهو القسم المحاصر حصاراً كاملاً من قبل قوات النظام منذ ثمانية أشهر، وهو الذي يقصف بالمدافع والصواريخ والطيران الحربي يومياً، بسبب وجود الجيش الحر فيه.
2- القسم الثاني: يضم ثلاثة أحياء تقع في الجهة الغربية من المدينة، وهي أحياء: (الوعر- الحمراء- الإنشاءات) وهي أحياء حديثة ذات غالبية سكانية سُنّية، وهذه الأحياء لا تتعرض للقصف لعدم وجود الجيش الحر فيها. فهي أحياء آمنة من جهة، ومستباحة من جهة أخرى. لأن قوات الأمن تستطيع دهم واعتقال واختطاف من تشاء منها، وفي أي وقت تشاء. وقد نزح إلى هذه الأحياء مئاتُ الآلاف ممن كانت بيوتهم تقع في أحياء القسم الأول.
3- القسم الثالث: وهو يضم الأحياء الموالية للنظام، وهي أحياء ذات غالبية سكانية علوية، تمتد من جنوب شرق المدينة إلى شرقها، وتضم أحياء: (عكرمة- النزهة- الزهراء). وقام النظام بتجنيد عدد كبير من شباب هذه الأحياء في فرق الشبيحة، التي شاركتْ في قمع التظاهرات منذ أول يوم في الثورة. وهذا القسم الثالث، يحيط به جيش النظام من كل الجهات بغرض حمايته، بالإضافة إلى أن البيوت مليئة بالسلاح، فالغالبية السكانية مؤيدة للنظام، وتدافع عن بشار الأسد أكثر مما يدافع هو عن نفسه.
وضع الجيش الحرّ في حمص:
قبل سنة من الآن، كانت كتائب الجيش الحر في حمص، أقوى الكتائب في سوريا. فتجّار المدينة كبّوا أموالهم من أجل الثورة، ونساء المدينة باعتْ أساورها لتشتري بندقية لرجالها. وهي المدينة التي صمد فيها "الجيش الحر" في بابا عمرو شهراً كاملاً، عندما كان جيش النظام في عزّ قوته. والآن.. أصبح الجيش الحر في حمص الأضعف بين كتائب المعارضة في سوريا.
عملتْ الدول الكبرى والإقليمية، بالتنسيق مع مموّلي الجيش الحر، وربما قيادات المجالس العسكرية، على إضعاف الجيش الحر في حمص، وإبقائه غير قادر على مواجهة قوات النظام وشبيحته، ونجحوا في ذلك، فالثوار في حمص محاصرون منذ ثمانية أشهر دون أن تصلهم طلقة رصاص، أو لقمة خبز. وتم إضعاف الجيش الحر في حمص بعدة طرق:
أولاً: عدم إرسال الأسلحة النوعية إلى حمص كالتي ترسل إلى حلب وإدلب، فثوّار حمص يحاربون ببنادقهم الخاصة. ثانياً: عدم وجود ضباط منشقّين يحاربون في حمص، فمعظم الضباط المنشقين جالسون في المخيمات التركية، ومعظم القيادات والتشكيلات العسكرية هي كيانات وهمية، لا يراها الثوار على الأرض. فمن يحارب في حمص اليوم، هم أبناء المدينة الذين كانوا يعملون في مهنٍ أخرى قبل الثورة، أو يدرسون في الجامعات، وهم ليسوا عسكريين أصلاً ولم يحملوا السلاح من قبل. ثالثاً: عدم استجابة القيادة العسكرية للجيش الحر في ريف حمص إلى نداءات الثوّار المحاصرين المتكرّرة، واستنجادهم لفكّ الحصار عن حمص. رابعاً: فوضى التمويل وفوضى السلاح، فالتمويل يكون ضخماً عند كتائب معينة، ومعدوماً عند كتائب أخرى. فكلّ طرف خارجي يموّل فريقاً معيناً، ليضع يداً له في سوريا. وغالباً ما تكون الجماعات السلفية الجهادية صاحبة التمويل الأكبر، فهي تقدّم خدمة للعالم بتشويه الثورة السورية، وحرفها عن مسارها الوطني الشامل، وتحويل سوريا إلى أفغانستان جديدة.
أما الحكمة والغاية التي تدفع الدول الكبرى والإقليمية إلى إضعاف الجيش الحر في حمص، هي منعه من الهجوم على مواقع الجيش النظامي، أو فروع الأمن، أو مراكز الشرطة. لأن هذا الهجوم سوف يؤدي فوراً إلى اقتتال سُنّي- علوي في حمص، لأن معظم ضباط الجيش والأمن وعناصرهم هم من أبناء الطائفة العلوية، بالإضافة إلى الآلاف من الشبيحة الذين تطوّعوا في مراكز الجيش والأمن منذ بداية الثورة. فلذلك رأى المجتمع الدولي أن تدمّر مدينة حمص بأكملها، وأن يهجّر مئات الآلاف من سكّانها، ريثما يتمّ التدخل لحماية الأحياء العلوية، أو تقسيم البلاد، الذي تشكّل مدينة حمص العقبة الأولى في طريقه، وهي المدينة التي سوف تفشل مشروع تقسيم سوريا رغماً عن أنف الجميع.
ماذا وراء الترويج لـ 'النصرالمستحيل'..والتلويح بخيار التقسيم في سوريا؟
بعد التطورات التي طرأت على تشكيلة المعارضة السورية بشقيها المدني والعسكري في الشهرين الأخيرين، وخروج فاروق الشرع (نائب بشار) بتصريح اعتبره البعض"بارومترا" يستهدف جس نبض من يعنيهم الأمر تجاه حل سياسيي عن طريق الحوار بين النظام وقوى الثورة. يحق لكل منا أن يتساءل: أين كان هذا الرجل كل هذه الفترة التي لم نره خلالها غير ثوان عابرة، كما ظهر في جلسته الصامتة أواخر آب الماضي مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى البرلمان الإيرانى.
ولماذا لم يَبُح طوالها ببت شفَة، وما الذي أعطاه جرعة هذه الجرأة كي يُدلي بكلام يُناقض الموقف الرسمي المعلّن على الملأ ليل نهار،عندما اعترف أن نظامه غير قادر على حسم الصراع مع قوى الثورة السورية؟
لا أحد يمكنه أن يفسّر جازما في أي سياق أُرِيدَ لتصريحه أن يصبّ، على الرغم من المعلومات التي تؤكد أن ثمة من التقطه وبدأ حراكا في أكثر من اتجاه وعاصمة للإستفادة منه، على اعتبار أنه يمثّل موقف النظام غير المصرّح به حتى الآن.
ولكن السؤال الذي يتوجّب طرحه هنا ومنذ بداية التطوّرات الأخيرة هو : هل وضعت فصائل المعارضة السورية وقوات جيشنا الحرّ موضع التساؤل والتفسير حالة الاستنفار الفجائي التي أحدثتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قبل شهرين من اليوم، أي بعد مضي حوالي عشرين شهرا على انطلاق الثورة وما رافقها من مجازر هزّت ضمير العالم، عندما دعت علانية إلى تجاوز المجلس الوطني السوري، والبدء بعملية تجديد وتوسيع وتآلف، بعد سلسلة تصريحات لمسؤولين أميركيين انتقدوا فيها تقصير المجلس وعدم قدرته على جذب المزيد من المعارضين المدنيين والعسكريين؟
هل سأل أحد نفسه عن السر الحقيقي الكامن وراء هذه الدعوة وتوقيتها وما تلاها من تغييرات، وكيف تمت الإستجابة الفورية لها وجرى تنفيذ مضمون ما ورد فيها بقدرة قادر، بعد أن بقيت متعثرة تراوح مكانها منذ انطلاق الثورة؟
طرح هذه الأسئلة لا يرمي إلى تحقيق هدف ما بقدر ما يستهدف الحصول على أجوبة تمكننا من حل اللغز الكامن وراء هذه التطوّرات، كي يتأكد العالم بمنأى عن"بروباغندا" الدولة الأكبر وألاعيبها، هل الولايات المتحدة حريصة فعلا على دماء الشعب السوري ودعم ثورته، أم أن وراء الأكمة ما وراءها، وهذا لن يثبت إلا بانكشاف النتيجة التي قُصِد الوصول إليها من وراء هذه التغييرات، وهي لن تخرج في أي حال عن ثلاثة احتمالات.اثنان منها طبيعيان في مسيرة أي ثورة. أما ثالثها فغير طبيعي، وهو المخيف المخبّأ من قبل القوى التي تدّعي السعي لمصلحة الشعب بالتصريحات الكلامية وعقد المؤتمرات هنا وهناك، دون أن تُقدّم شيئاً ملموساً لدعمه. بانتظار...
الاحتمالان الأوّلان لا يخرجان عن إطار إما أن يسقط النظام بأية وسيلة من الوسائل، أو أن تُسحَق الثورة لا قدّر الله.
أما الاحتمال الثالث فيدور في فلك استعصاء تحقيق أي من الإثنين، إلى جانب عدم التمكن من فرض تسوية مرضية عن طريق الحوار، أو أي شكل من أشكال التدخّل الخارجي، الأمر الذي سيدفع الأوضاع إلى حال أسوأ من الوضع الحالي.
عندها، يستحيل التعايش بين "الفرقاء" الذين يمثّلون أطراف الصراع، ويكون انكفاء كل منهم داخل محيطه الطائفي أو المناطقي هو الحل الأسلم بالنسبة إليه بدل استمرار مسيرة التصفية حتى النهاية، وهذا ما بدأنا نتخوّف منه ونسمع عن الإعداد المسبق له في مناطق معيّنة كساحل المتوسط وجبل العلويين، كما بدأنا نسمع أصواتاً تريد أي حل يوقف شلاّل الدم.
قبل قراءة ما حصل في الشهرين الأخيرين ومحاولة تفسير هذا الحبّ الأميركي الجارف والمفاجئ، الذي فرض تغيير هيكلية الثورة وإعلان التآلف ثم تشكيل القيادة العسكرية العليا، وما تلا ذلك من اعترافات دولية واسعة، لا بد من الرجوع إلى الوضع الذي سبق انطلاق الثورة، ومعرفة ما الذي دفع ـ مؤخرا فقط ـ إلى التدخل الطارئ بعد كل الذي حصل.
بالنسبة للأميركان وغيرهم من القوى الكبرى، ليست دكتاتورية أي نظام ولا قائمة جرائمه الداخلية هي الأهم والأكثر خطورة، بل السياسة والمواقف.
وإذا اعتبرنا إن أبرز ما ميّز نظام بشار ووالده من قبله ما اصطلح على تسميته بالممانعة التي لم تُطلق رصاصة واحدة بعلم الجميع، فإن الثابت بالتجربة طوال العقود الأربعة الماضية أن هذه الممانعة بكل أطروحاتها المقتصرة على الكلام أفضل حالة لكل من أميركا وإسرائيل، لأنها لا تعني التحرير، ولا حتى توهم الناس بجديتها العملية في هذا الاتجاه، بل تعني ـ في أحسن التفسيرات ـ التمنّع عن فعل ما سلباً أم إيجاباً، في حين تُبقي الوضع مجمّدا إلى ما شاء الله!
هذه الصيغة "الفهلوية"لا ترفضها إسرائيل، بل تتعايش معها وتقبل بها مثلما تقبل بمن يتعامل معها بنصف علانية أونصف سرية، كما تقبل أيضاً بمن يتعامل معها بسرية كاملة.
المهم بالنسبة إليها أن تفعل ذلك ولو بأية صيغة، ولا أحد حتى الآن لا يتعامل مع هذا الكيان الصهيوني، سواء مباشرة أم عن طريق طرف ثالث بغير هذه الطرق، اللّهمّ إلا إذا اعتبرنا الممانعة طريقا مميزا لذاته، يُرضي الممانِع والممانَع أمامه وبعض المخدوعين فيها. وهذا هو الاستثناء الذي مثّله موقف نظام عائلة الأسد.
أَمَا وقد وصل وضع هذا النظام إلى نقطة تؤكد استحالة بقائه مهما طال الوقت، فهذا يعني أن الوضع البديل سيكون مفتوحاً على المجهول في ظل عدم معرفة ملامحه أو الاتفاق عليه، وهذا ما شغل الغرب والشرق ودفع وزير الخارجية الروسي أخيراً الى القول بأسلوب ليّن أن ما يُشغل بلاده ليس شخص بشار وذهابه بالدرجة الأساس، بل من سيكون البديل. وأنه قد عبّر عن هذا الموقف مرارا وتكرارا، لكن الكثيرين لم يقرأوا ذلك حسب قوله. علما بأن الولايات المتحدة قد اعترفت هي الأخرى أن عقدة التفاهم بينها وبين موسكو تكاد تُحَل إذا حصل الروس على الإجابة الواضحة، وكيفية التعامل المشترك مع هذا البديل. ذلك لأن مجهولية البديل تعني مجهولية المستقبل داخل منطقة مشتعلة، وفي بلد محوري وأساسي سياسيا وجغرافيا. فسوريا من هذا الجانب ليست كتونس ولا السودان أو البحرين..وغيرها.
خصوصية هذا الوضع الذي كانت روسيا تضعه في الاعتبار الأول وبقيت تضرب على وتره حتى الآن، كان الأميركان يدركون أهميته ويتعاملون معه انطلاقا من موقع الحرص على ضمان استقرار ما كان مستقرا طوال العقود الماضية، سواء بوجود بشار أم بمن سيخلفه لا يهمّ.
لذلك واجهوه بالتريث وإعطاء الفرص المتتالية للنجاة، ثم بتوجيه نداءات التحذير له كي يلتزم أوّلا بالتجاوب مع متطلبات شعبه، ثم بوجوب وقف عمليات القتل والتدمير، وأخيرا بدعوته إلى التنحّي.
أّمَا وقد استنفدت كل المحاولات دون أية استجابة من قبل النظام، فإنه لم يعد أمام الولايات المتحدة في ظل فقدان الحل الذي يضمن حالة الاستقرار التي كانت سائدة، إلا أن تعيد النظر في صيغة المجموعات المعارضة من باب الحرص اللفظي عليها، وهكذا أتت دعوة التغيير الشامل التي أوعزت السيدة كلينتون بضرورة تنفيذها. وسريعا جاء الجواب في مؤتمر الدوحة، وتم تشكيل الائتلاف الذي سارع إلى إعلان تمسكه بهدف إسقاط النظام وعدم الحوار معه.
لكن توحيد الإرادة السياسية لن يستطيع وحده أن يُسقط النظام أو إجباره على حلّ لا يريده، طالما أن التدخل العسكري غير قابل للتنفيذ، بعد أن سقطت حجّة الكيماوي منذ كذبة إدارة بوش حول العراق ولم تعد مقنعة لأحد. ولهذا جرى استكمال هذه الإنعطافة السياسية بعقد "دوحة العسكر"في أنطاليا.
وإذا كان الأميركان لم يظهروا علناً عند تشكيل التآلف السياسي في العاصمة القطرية، فقد كانوا هم أصحاب الحضور المباشر على تشكيل التآلف العسكري في أنطاليا، وتسمية مجلس القيادة العسكرية المشتركة بحضور الأتراك وغيرهم، وقد اكملوا تحضيرهم للمشهد الجديد بالاعتراف الكامل بكل من التآلف والمجلس العسكري.
هل بتنا الآن أقرب إلى تبيان المخبّأ من النوايا وراء الوُدّ الأميركي ـ الأوروبي المصطنع، وهل ينتهي الصراع بانتصار الثورة التي أكدت في آخر بيان مشترك بين هيئة الآركان والائتلاف المشترك على هدف إسقاط النظام بكل رموزه، أم يستحيل انتصار طرف على آخر على حد تعبير الشرع، ومن بعده ما أُوعِز لمفتي النظام الأكثر تملقاً لبشار بقوله للمعارضة أن عليها السعي إلى "تغيير النظام بالحوار لا بالقوة"؟
أسئلة تخلو من الإشارة إلى الاحتمال الذي يجري التجهيز له، وقد يكون هو البديل والضياع في آن. اللهمّ إلا إذا كنا ممن يحلمون بإمكانية أن ينشقّ بشار عن نظامه أو ينشق النظام عن جزّاره.
د.عمّار البرادعي
كاتب سوري
الأحد، ديسمبر 30، 2012
الأسد يرتاب في طهاته ويغير غرفة نومه كل ليلة
كشفت مصادر استخباراتية غربية وشرق أوسطية عن عزل الرئيس السوري بشار الأسد لنفسه داخل قصره خوفا على سلامته الشخصية، مضيفة أن الأسد قلص دائرة المحيطين به إلى عدد من المستشارين وأفراد عائلته فحسب.
وفي عالمه شبه المنكمش والذي تقلص ليشمل دائرة صغيرة من المستشارين الذين يثق بهم وأفراد عائلته، يعيش الرئيس السوري بشار الأسد منعزلاً إلا عن الخوف الذي يحيط بنظامه المتهاوي والذي يتلقى النكسة تلو الأخرى بحسب مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين.
وبحسب المصادر نفسها، لم يبق للأسد في سوريا إلا القليل، كما تقلص ظهوره على محطات التلفزة المحلية والعالمية، فآخر مقابلة تلفزيونية له تعود إلى نوفمبر الماضي، فيما أصبح دائم التنقل داخل قصره خوفاً من رصاص قناصة، فضلاً عن تشديد الرقابة على معدي طعامه، مؤكدين أن الأسد أصبح مشغولاً بأمنه أكثر من قواته العسكرية.
ورغم مخاوفه المتزايدة من وصول المسلحين إلى عقر داره، لا يزال الأسد مصراً على البقاء في السلطة، فهو الذي وعد بالعيش في سوريا والموت فيها قبل شهرين، وهذا ما أظهرته لقاءاته الأخيرة مع مسؤولي الأمم المتحدة، فيما الدبلوماسيون السوريون يسعون مع حلفاء النظام لدراسة الخيارات المتاحة مع اقتراب قوات النظام من الانهيار في مواجهة تقدم عناصر الجيش الحر.
كما عزا مسؤولون أمريكيون الانشقاقات التي جرت مؤخراً إلى عزل الرئيس لنفسه داخل أسوار قصره، كما اعتبروا أنه السبب الأبرز في بدء حلفاء النظام في التنصل من حمايته؛ وإعلان روسيا اهتمامها ببقاء سوريا لا نظام الأسد دليل على ذلك.
سفينة النظام آخذة بالغرق شيئا فشيئا مع النكسات المتتالية التي أفقدتها التوازن، وليس آخرها تأكيد محللين عسكريين مقتل ما يقرب من ألف عسكري في صفوف جيش النظام شهرياً، أما حبل النجاة بالنسبة للأسد فيبقى في هذه الحلقة المقربة التي كونّها حوله، والتي يعتقد بأنها تشمل عددا من أبناء طائفته المصرين على حماية النظام حتى النهاية.
متظاهرون غاضبون يهاجمون نائب رئيس الوزراء العراقي
هاجم مئات المحتجين في الرمادي، الذين يواصلون منذ أسبوع قطع الطريق الدولي الذي يصل العاصمة بغداد بالأردن وسورية، نائب رئيس الوزراء السني صالح المطلك بالحجارة وأجبروه على الفرار. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد أصيب شخصان على الأقل بجروح اثر فتح الشرطة النار في الهواء لتفريق الحشود. والرمادي عاصمة محافظة الانبار، ومعظم سكانها من السنة، وقد شهدت المحافظة منذ الأحد الماضي تظاهرات احتجاج على رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. وقطع المتظاهرون الطريق الدولي، مطالبين بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب وإطلاق سراح "الأبرياء من السجون". وقالت الوكالة إن نائب رئيس الوزراء لشوؤن الخدمات صالح المطلك وصل إلى تجمع المتظاهرين صباحا وصعد إلى منصة الخطابات، لالقاء كلمة. وأضافت أن المطلك بدأ كلامه بالسلام ثم قال "اسمعوني ياشباب"، فانطلقت صيحات من عدد من الحشد، "خائن". وتابعت الوكالة أن المتظاهرين قاموا بقذف زجاجات المياه والحجارة والأحذية تجاه المنصة، وأجبروا المطلك على النزول منها وأحاطوا به، ما دفع حراسه إلى اطلاق النار في الهواء لتفريقهم. وأضافت أن الحشود أجبرت المطلك على التوجه إلى جهة عكس الجهة التي تقف فيها سيارات موكبه مشيرة إلى أن المتظاهرين هرولوا خلف المطلك لمسافة كليومتر قبل أن تصل قوة من الشرطة الاتحادية التي قامت بدورها باطلاق النار بالهواء وانقاذ المطلك. وانتزع المحتجون ربطة عنق المطلك الذي تعرض للكمة على فمه، واصيب بنزيف، كما قالت الوكالة. ونسبت الوكالة إلى متحدث باسم المطلك في بغداد القول إنه سليم وهو في طريق عودته إلى بغداد. ويتزعم المطلك الذي تعود أصوله إلى الأنبار، جبهة الحوار الوطني وهي جزء من ائتلاف العراقية الذي يتزعمه إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق. وكانت الاحتجاجات في الرمادي قد بدأت اثر اعتقال قوة خاصة 150 عنصرا من حمايات وزير المالية رافع العيساوي القيادي في القائمة العراقية، قبل ان تفرج عنهم وتبقي على تسعة فقط. وعلى اثر الحادث اتهمت القائمة العراقية المالكي باستهداف السنة، فيما وصف العيساوي القوة الحكومية التي دهمت مقر الوزارة بأنها "قوة مليشياوية".
صدام حسين يدخل على خط الانتخابات الاردنية
عمان - قال المحامي الاردني فايز زيادنة مفوض قائمة "صدام حسين" البرلمانية التي ترشحت للانتخابات التشريعية في الاردن المقررة في 23 كانون الثاني/يناير المقبل ان قائمته قدمت طعنا لدى القضاء في قرار مجلس مفوضية الهيئة المستقلة للانتخابات، رفض قبول اسم القائمة والطلب من مرشحيها تغيير اسمها.
وقال زيادنة لوكالة الصحافة الفرنسية "قدمنا طعنا الاحد في قرار مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب برفض تسمية قائمتنا بأسم (صدام حسين) امام محكمة استئناف عمان والتي ستصدر قرارها خلال ثلاثة ايام".
واضاف انه في حال عدم الموافقة على الاسم، فان "اسم القائمة سيحدد في وقت لاحق بعد الاجتماع والتشاور مع اعضاء القائمة، فربما نستمر في خوض الانتخابات او لا نستمر وسنقرر موقفنا فور صدور قرار المحكمة".
واوضح زيادنة ان "قرار الهيئة اداري ولا يستند على اي اساس قانوني"، مشيرا الى ان "قانون الانتخاب يخلو من أي نص قانون يحدد طبيعة اسم القائمة الانتخابية".
وبحسب زيادنة فان قائمته وهي من محافظة المفرق (70 كلم شمال) وتضم تسعة مرشحين "اطلقت على نفسها اسم المرشح رقم 5 في القائمة ذاتها، ويحمل اسم صدام حسين وارد الحوامدة".
ويرى اردنيون ان مرشحي القائمة "يعيشون في الماضي" ويسيطر عليهم خطاب سياسي غير مجدي في الوقت الحاضر بعد التغيرات السياسية التي يشهدها العالم العربي.
وكان مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات وافق الخميس على "قبول جميع القوائم واسماء المترشحين فيها كاملة باستثناء قائمة واحدة تم الموافقة على ترشيح جميع الاسماء الواردة فيها، لكنه رفض الاسم الذي حملته تلك القائمة لانه اسم شخص".
واوضح المجلس انه قرر "عدم قبول اسماء القوائم التي تضمنت اسم شخص طبيعي او أي اسم يمكن ان يثير نعرات طائفية او مذهبية او عرقية او سياسية او يخالف النظام العام او يؤثر على الوحدة الوطنية وأمن الوطن".
واكد زيادنة ان "قائمته لاتنتمي لاي من الاحزاب خاصة حزب البعث"، مشيرا الى ان "حجم التاييد الشعبي للقائمة زاد كثيرا بعد اعلان الهيئة رفض اسم القائمة والتي جاءت احياء لذكري الرئيس العراقي الراحل صدام حسين".
ونفذ حكم الاعدام شنقا بصدام حسين في مثل هذا اليوم في 30 كانون الاول/ديسمبر من عام 2006 في مشهد تصاعدت فيه الهتافات الطائفية من قبل عناصر في الاحزاب الدينية الحاكمة في العراق والمدعومة من ايران. وكان الجيش الاميركي اعتقله قبل ذلك بثلاث سنوات في مخبأ في تكريت شمال البلاد ثم سجن بالقرب من مطار بغداد.
واعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات في الاردن الاثنين ان اكثر من 1500 مرشحا بينهم 213 امرأة، تقدموا بطلبات لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في 23 كانون الثاني/يناير المقبل.
إيران الإسلامية... الطَّائفية في عروق الدَّولة!
في مقابلة أجريت مع صباح الموسوي، الكاتب العربي الأحوازي، المقيم في كندا، مدير موقع: "المركز العربي الكندي" والمختص في الشؤون الإيرانية أفصح فيها عن بعض التجاوزات:
- مسجد الجامع في ميناء "لنجة" قد تعرض إلى هجوم من قبل الحرس الثوري الإيراني (أوائل الثمانينيات)؛ وجرت فيه مذبحة راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى من المصلّين والمعتكفين.
- بعد سقوط الشاه وقيام نظام الثورة زادت السلطات الإيرانية من ضغوطها على (عرب الأحواز)، وأخذت تعمل على إلغاء هويتهم العربية، وبدأت تستعمل الخرافات والطقوس الصفوية بشكل واسع، من أجل الهيمنة الفكرية والثقافية على الشعب الأحوازي.
- إن السلطات الإيرانية قامت باعتقال إمام أهل السُّنّة في الإقليم الشيخ عبد الحميد الدوسري، وأصدرت ضده حكماً بالسجن سبع سنوات، وأغلقت جامع الإمام الشافعي، المسجد الوحيد لأهل السُّنّة في الإقليم، إضافة إلى الاعتقالات والإعدامات في صفوف العديد من النشطاء الإسلاميين .
- ويفيد آخر أنه في العام 2005 كشفت وثائق ومخططات رسمية، صادرة من قبل أعلى الهيئات القيادية في إيران، وهي مكتب رئاسة الجمهورية، عن تهجير مئات الآلف من الأحوازيين وتوطين أعاجم محلهم في إطار سياسة التفريس المستمرة.
- ويفيد "المركز الأحوازي لحقوق الإنسان" أن السلطات الإيرانية تقوم بقتل المدنين الأحوازيين - حيث نسبة العرب السنّة فيها كبيرة- العزّل؛ بعد كل مظاهرة سلمية مدنية بهدف زرع الخوف و الإرهاب في قلوبهم و العمل على إخماد أصواتهم المنادية بحقوق الإنسان والحقوق المدنية و الإنسانية. وشهدت هذه المدينة التاريخية العريقة في فترة ما بعد الثورة (1979) جملة من التجاوزات في حق رموز سنّية:
- الشيخ ناصر سبحاني، من رموز أهل السُّنّة في إقليم كردستان أعدم في عام (1992)، بتهمة نشر الوهابية بعد تعرّضه للتعذيب الشديد على يد الاستخبارات الإيرانية.
- أحمد مفتي زادة، من رموز السُّنّة في محافظة كردستان، وهو مؤسس أول حركة دينية لأهل السُّنّة في إيران بعد الثورة عرفت باسم (شمس– شورى المسلمين السُّنّة)، وبسبب مواقفه الصريحة مع ما رآه توجهاً طائفياً لنظام الخميني أطلقت عليه النار أثناء إلقائه كلمة في "حسينية إرشاد" في طهران، ومن ثم تم اعتقاله. وبعد عشر سنوات من سجنه أُطلق سراحه بعد التأكد من إصابته بمرض عضال. وقد توفّى (1993)، عقب إطلاق سراحه من السجن بشهور قليلة بعد رفض النظام السماح له بالسفر إلى الخارج من أجل العلاج، وقد منع تشييع جنازته ودفن بأيدي رجال الحرس الثوري.
- الشيخ محمد الربيعي من مشاهير الكتّاب في محافظة كردستان، وكان إمام جمعة مدينة كرمانشاه. أُغلق جامعه في (1996)، واغتيل على يد الاستخبارات الإيرانية في العام نفسه. وبعد اغتياله شهدت المدينة مظاهرات احتجاجية قتل وجرح فيها العشرات من أهل السُّنّة كما تم اعتقال آخرين منهم.
- الشيخ أيوب كنجي، اعتُقل وعذّب، منذ بداية (1429ه) للهجرة، وكان إماماً و خطيبًا في جامع قبا في مدينة "سنندج".
محافظة أذربيجان الغربية:
- مدينة "مهاباد" إحدى أهم مدن أهل السُّنّة والجماعة، التي تقع جنوب بحيرة أرومية في وادٍ ضيق، على ارتفاع (1300 متر) فوق مستوى سطح البحر، في محافظة "آذربيجان الغربية" (شمال غربي إيران). تعد "مهاباد" رمزاً وطنياً بالنسبة للأكراد -ذوي الأكثرية السنّية-. فقد كانت عاصمة (لجمهورية مهاباد) التي تأسست في أقصى شمال غرب إيران حول هذه المدينة، وكانت دُويلة قصيرة العمر غير معترفٍ بها دولياً مدعومة سوفياتياً كجمهورية كردية أُنشئت سنة (1946م) ولم تدم أكثر من 11 شهرًا. شهدت هي الأخرى تجاوزات حقوقية. فالملا سيد محمد أبو بكري، إمام سنّي في بلدة «ربط» قرب سردخت (شمال غرب) أصيب برصاصات عدة أطلقها مجهولان أثناء توجهه إلى المسجد لصلاة الفجر، وقد تم العثور على (52) رصاصة فارغة في مكان الحادث.
محافظة كرمنشاه:
شهدت هذه المحافظة أيضا ملاحقات لرموز من أهل السنة؛ منهم: الشيخ حسين الحسيني، من علماء أهل السنّة في محافظة كرمنشاه.
منطقة تركمن صحرا:
تعيش الأقلية السُّنّية في هذه المنطقة في أزمة من أساسيات الحياة وسبل العيش؛ فالفقر، والشعور بعدم الأمان والتحرك بحرية، أخبار تتناقلها بعض الأوساط التي هاجرت منها.
محافظة خراسان:
- نسبة السُّنّة في خراسان حتى منتصف الثمانينات (25%)، ولغة أهل السُّنّة فيها هي لغة إيران الرسمية الفارسية. وفي حدود العام (1985) تم اعتقال الشيخ مولوي محي الدين، مدير مدرسة دينية سنّية بتهمة أنه وهابي، بسبب قيامه بنشاط علمي يرد فيه على ما يراه خطأ.
- تم حلُّ جمعية "جوانا توحيد" بتهمة الشيوعية مرة، وبتهمة الانتماء ل"مجاهدي خلق"، وهي معروفة بقربها من السنّة.
- مدينة تايباد عدد سكانها - حتى منتصف الثمانينيات- (25) ألف نسمة، و(60%) منهم من أهل السُّنّة، تمارس ضدّهم الرقابة الأمنية في الخطب والتقييدات في الأنشطة المدنية.
محافظة سيستان وبلوشستان:
- يعيش أهل السُّنّة، وهم أكثرية، حياة بدائية بسبب الإهمال، والتهميش. وتنتشر بين شريحة الشباب المخدرات.
- تتحدث السلطة عن وجود الوهابية والوهابيين، ويتم إصدار الفتاوى بتكفيرهم.
- تم اعتقال صوفي دوست محمد، وهو ناشط ديني وتم عقابه بالسجن لمدة سنتين.
- مع أن جامعة دار العلوم بزاهدان، وهي أكبر مركز علمي لأهل السُّنّة في إيران، في حين أن الجامع المكي – الضخم- في مدينة زاهدان مركز بلوشستان جنوب شرقي إيران؛ هو أكبر مسجد لأهل السُّنّة في إيران، ويری أهل السُّنّة أن هذا الجامع هو الوحيد ظل ساطعاً نجمه في سماء إيران، حيث يستهدي به في الليالي والدياجير، ويراه معقل آماله وملتقی أفكاره، وعندما تضيق الدنيا عليه وتضطهده، فإن هذا الجامع يبسط له أحضانه بحنان قلب ورحابة صدر.
- أغلق النظام الحاكم جميع المدارس التي تدرِّس المذهب السنّي الإسلامي في إقليم بلوشستان الإيراني فيما عدا أربع مدارس فقط.
محافظة هرمزقان/هرمزگان:
- حصلت في العام (1980) مصادمات بين السُّنّة والشيعة في مدينة "بندر لنكة"، بسبب خطبة ألقاها الدكتور إسماعيلي، وهجمت مجموعة شيعية على المسجد لقتل الخطيب وأستاذه الشيخ محمد علي الخالدي المشهور بـ"سلطان العلماء"، وبدأ القتال بعد صلاة الجمعة، واستمر حوالى ساعة، وتم إطلاق النار على المصلين.
محافظة فارس:
- يرى البعض أن مدينة شيراز - التابعة لمحافظة فارس- أصبحت مستهدفة (قتل للعلماء، وإغلاق مراكز التعليم)، في وقت مبكر من تاريخ تعاقب الولايات عليها حتى عهد الثورة الإيرانية، فقد كانت من أهم مراكز العلم والفقه والشعر في تاريخ هذه الأمة، وتلألأت كنجم لامع في سماء الحضارة الإسلامية بتخريجها العباقرة والجهابذة في كل فن وعلم، وازدهرت ازدهاراً مرموقاً عظيماً في زمن غابر من تاريخها، ثم تمايل نجمها إلی الأفول والغياب والتخلّف في العلوم الإسلامية بعد ما كانت مأوی الطلبة الوافدين من مختلف الأقطار، وملجأ أصحاب العلم والعرفان والتزكية. هذه المدينة أصبحت تقارن بمثيلاتها -من حيث التردّي العام للسنّة فيها- واستهداف السنّة فيها في حرياتهم كمركز علمي من قبل النظام؛ كغيرها من المدن التي تزخر بحضور السنة مثل: "أصفهان" و "تبريز".
مدينة بوشهر: التشييع لأكثرية سُنّية
- بوشهر من المحافظات الإيرانية التي تقع في جنوب غرب إيران، تبلغ مساحتها حوالى (27،653)، ويسكن فيها قرابة (653،000) نسمة، (48%) في المائة منهم قرويون والباقي يسكنون في المدن.
- كانت مدينة بوشهر (عاصمة محافظة بوشهر باسمها نفسه) منذ نشوئها مدينة سُنّية، (مدينة دشتي التي بناها الخليفة عمر بن عبد العزيز، أيضا كانت سنّية)، وكانت أسرة آل مذكور، التي هي أول أسرة حاكمة في هذه المدينة، جميعاً من أهل السُّنّة الشوافع، إلى أن قدم حسن آل عصفور ( 1216 ه.ق)، من البحرين إلى بوشهر، وقدّم مساعيَ كبيرة لتشييع أهلها، وازداد عدد الشيعة في هذه الناحية نتيجة نشاطاته. وقد كانت أيضاً نشاطات آل عاشور والبحرينيون، وآل أمير مرموقة أيضاً في مدينة "دشتي" للدعوة إلى التشيع في تلك السنوات.
مع وجود هذا التاريخ الطويل، الذي عاشه أهل السُّنّة في بوشهر، لم يجرِ حتى الآن بحث كامل وشامل حول تاريخ حضور علمائهم في بوشهر، وحول نشاطاتهم وخاصة مراكزهم التعليمية والتربوية والمكاتب الشخصية لكبار العلماء، بحيث ليست لدينا معلومات كافية عن علمائها وعن علماء أهل السنّة المقيمين في بوشهر، وما هي الكتب التي أُلِّفت ودوِّنت أو تُرجمت على أيديهم؟. ويوجد بها حالياً مسجدان للسنّة.
محافظة أردبيل:
- يبلغ عدد سكان مديرية خلخال - التابعة لمحافظة أردبيل- حوالي (1000) عائلة ومنهم (280) عائلة بعدد (1120) نسمة من أهل السُّنّة والجماعة والآخرون من الشيعة.
- بتاريخ 13 مارس ( آذار) 2010 السلطات الإيرانية تعتقل عالم الدين الشاب الشيخ علي رضا رسولي، من علماء أهل السُّنّة، في مدينة مشهد " (كانت تسمى قديما طوس). جدير بالذكر أن هذا العالِم الشاب كان أستاذاً بجامعة دار العلوم في زاهدان، ولكن قبل زهاء سنتين – من تاريخه - ذهب إلى منطقته في محافظة خراسان الرضوية واشتغل بنشاطات دينية تربوية في مدينة مشهد. وقد قامت السلطات الأمنية باعتقاله، يوم الأربعاء 24 ربيع الأول1431ه)، بعد اقتحام بيته ومطالبته بالإجابة على أسئلتهم في دائرة الاستخبارات، ولكنه لم يرجع.
منطقة طالش وعنبران:
- مدرسة الإمام عبد القادر الجيلاني -السُّنّية- في مدينة أسالم، من مدن منطقة طالش إحدى مناطق أهل السُّنّة الحدودية الشمالية، بدأت نشاطاتها العلمية والدينية (سنة 1396) بمساعي وجهود كبار علماء المنطقة آنذاك كالشيخ شير محمد آفندي والشيخ حاج رؤوف آفندي ومسلم آفندي. واستمرت دراسة العلوم الشرعية فيها نحو خمس عشرة سنةً في عمارة المسجد والغرف المتواضعة بجنبها. ثم نقلت المدرسة بسبب وجود المزيد من الإمكانيات إلى مسجد فاروق الأعظم الجديد، وتولى إدارة شؤونها الشيخ برهان آفندي إمام الجمعة في مسجد الفاروق الأعظم. ثم تبرع بعض أهل الخير، من سكان المدينة، بقطعة أرض وقفاً باسم المدرسة، حيث بنيت العمارة الجديدة للمدرسة في الأرض الجديدة الموقوفة بعد جمع الإعانات الشعبية ومساعداتهم وأخذ ترخيص البناء والإنشاء من البلدية وسائر المؤسسات، وواصلت فيها نشاطاتها إلى أن واجه أصحابها ضغوطاً ومخالفات من جانب مسؤولي المنطقة وقالوا مرة إن المدرسة لا تحمل الترخيص للنشاط التعليمي، ولما رأوا المقاومة من قبل أساتذتها جاؤوا بعد شهور بعذر جديد وهو أن عمارة المدرسة غير مضادة للهزات الأرضية والزلازل ويمكن أن تسقط على الطلاب والأساتذة بأول زلزلة. وزادوا في الضغوط على مدرّسيها إلى أن تمكنوا من تخريبها.
العاصمة طهران:
- تشير المصادر إلى أن الوجود السُّنّي في العاصمة الإيرانية طهران ليس بالقليل، وتتضارب التقديرات حول هذه النسبة التي يرجح البعض أنها لا تقل عن "مليون سني". وتتحدث أوساط سنية - في ما أصبح من قبيل الظاهرة الشائعة بين القاصي والداني ودونه ما يحصى من المقالات والكتب- أن السُّنّة في طهران لا يوجد لهم مسجد واحد؛ على الرغم من حضورهم الكبير فيها، بينما تنفي أطراف أخرى هذه الشائعة. وعلى كل فإن دلّ ذلك على شيء إنما يدلّ على ضعف التحقيق المسيحي الببليوغرافي، وهذا الأخير مؤشر على مدى عدم الوضوح والضبابية التي تكتنف المسألة السنّية في إيران وسياساتها الداخلية، لا بل في طهران العاصمة.
- لا يوجد في طهران مركز أو مؤسسة رسمية لمتابعة قضايا أهل السُّنّة إلا ممثلوهم في مجلس الشورى، وهم قليلون؛ والسبب في قلة هذا العدد هو أن مجلس صيانة الدستور في الغالب يرفض صلاحية معظم المرشحين من أهل السنّة من ذوي الخبرة والصلاحية.
خريف لبنان..في عزّ الربيع: نصر الله وعون شاول ويوناثان في مواجهة الثورة السورية
حليفان رئيسيان لبشّار الأسد على الأرض اللبنانية: حسن نصر الله، وميشال عون. كان وقت لمْ يرَ فيه الرجلان أمراً يحدث في سوريا. ثم كان وقت رأيا فيه حسماً سريعاً للوضع لصالح النظام. الأوّل اتصل "بأصدقائه" في أيّام "الحسم النهائي" في بابا عمرو فأخبروه بأنّ لا شيء في حمص، فلم يكذّب خبراً، الى ان "وجد نفسه" بعد ذلك ببضعة أشهر، يعترف بأنّه يقاتل في حمص، دفاعاً عن "القرى اللبنانية" على الأراضي السورية. والثاني، وعدنا بـ"ذات ثلاثاء" تنتهي فيه العملية التأديبية البعثية للشعب السوريّ، لكنه وجد نفسه بعد ذلك، مثلاً في أيلول الماضي، يحذّر بجدّية من سقوط النظام الأسديّ ويقول بالحرف "ان تغيير النظام في سوريا قد يقضي علينا وعلى لبنان لأن الأنظمة التي ستأتي تفكيرها يرجع الى القرن الرابع عشر".
اللافت في هذا القول، ومن بعد الذعر الذي يطبعه من حتمية انتصار الثورة السورية، ان صاحبه يعتبر الموقف من تغيير النظام في سوريا مسألة تعني الداخل اللبناني. وكان عون نفسه، برّر نقلته من "سيادي" الى "اسدي" بعد عودته من المنفى، بحجة ان تغيير النظام في الشام ليس بمسألة تعني الداخل اللبناني، بل حاول ان يروّج وجماعته العكس. اللافت هو ربطه "فكر" الثورة السورية بـ"القرن الرابع عشر" الميلادي. وهذا يعيدنا بشكل أو بآخر الى بعض من اطروحة "الصراع على تاريخ لبنان" لأحمد بيضون. فالقرن الذي اختاره عون لنبذ الثورة السورية بحجة انتسابها اليه هو قرن اصطنعت له كل جماعة لبنانية تاريخاً خاصاً لنفسها، ولتاريخ منطقة كسروان بالأخص فيه. فالشيعة يرون ان المماليك اخرجوهم وقتها من كسروان وجبيل، وبعض الموارنة يرون ذلك ايضاً، وثمة من يرى العكس، اي ان الموارنة كانوا المستفيدين في بعد زمني معيّن من هذا التهجير المملوكي للشيعة. أما ميشال عون فهو من حيث يدري او لا يدري يضغط كل هذا فوق بعضه بعضاً ويسقط على القرن المذكور ثنائية الكراهية التي يروّج لها اليوم. فمن جهة، المماليك وابن تيمية والثورة السورية وتيار المستقبل، وكل هؤلاء من القرن التاسع عشر، أما محمود احمدي نجاد وبشار وماهر الأسد وحسن نصر الله فمن عصر ما بعد الحداثة. وعندما يقيم عون الدنيا ويقعدها ضد "شريعة الاخوان" كما يسمّيها، فكما لو انه لم يوقع اتفاقاً تبعياً مع "حزب الله" قبل ست سنوات، او ان "حزب الله" حزب ديموقراطي ليبرالي علماني، لا شريعة غيبية له، ولا ولاية فقيه، ولا حرساً ثورياً هو امتداد له. اكثر من ذلك: ان لم تكن عقلية "أحكام أهل الذمّة" هي تلك التي تجعل الجماعة المسيحية في قيد الجماعة الشيعية المسلّحة التي يحصر بها السلاح، وتناط بها الحماية، فما الذي تكونه "الذميّة"؟!
أم انه "تحالف الاقليات"؟
لكن حينها هو تحالف بين اقليات مسلّحة ومقاتلة وبين اخرى لا تملك السلاح ولا تملك غير كيل المدائح للسلاح الاقلوي، البعثي او الخميني، وكيل الأهاجي لمن يقف بالمرصاد.
وتيار العماد عون كان عمد بالفعل الى محاكاة هذا التصور لتحالف الاقليات قبل سنوات عديدة. منذ عودته وتفاهم مار مخايل، وصولا الى سفره لسوريا ولقائه بشار الاسد وحجّه الى براد. فاذا كان حسن نصر الله وجد ضالته في ما اسماه "قرى لبنانية في سوريا"، فان ميشال عون قبل ذلك بكثير كان لجأ الى التلاعب بالهويات الوطنية على هواه: فالأقلوي السوري شريك اللبناني (المحض) في "المشرقية". أما الأكثرية السنية فعنصر دخيل، قدم الينا بالفتوحات. هذا أيضاً معنى آخر لحديث ميشال عون عن "العودة الى القرن التاسع عشر". عنده ان الاكثرية السنية ليست من هذه البلاد، وانها اما دخيلة واما مؤقتة. أمّا نظام بشار الاسد فأصيل سواء تحت عنوان "ما في شي صير بسوريا" وما تحت عنوان "ستطول الى ابد الآبدين".
حسن نصر الله لا يمكنه في المقابل ان يستعير تماماً العبارات نفسها. هو في النهاية قائد لجماعة دينية مهدوية مسلّحة، ولا يمكنه ان يتظاهر بحمل مشعل التنوير والعقلانية في مواجهة الاسلاميين السوريين. لكن الغريب ان هذا تحديداً ما يفعله. يحدّثك عن ظلامية المسلحين الاسلاميين في سوريا، ثم يتحدّث الى مقاتلي القاعدة او من هم مشتبه بهم بعلاقتهم معها، فيقول لهم انهم قد غرّر بهم.
العام الماضي كان عام البدع في طريقة تناول "السيد حسن" للثورة السورية. بدأه باستعجال الحسم لصالح النظام وانهاه بالاطمئنان الى انها "طويلة، طويلة"، ملقياً مسؤولية ذلك على المعارضة التي ترفض الحوار.
المدهش هنا، ان نصر الله القى المسؤولية على هذه المعارضة بهذا الشكل، لكنه اختزال الثورة في جبهة النصرة والنصرة في تنظيم القاعدة دون اي تخصيص او تمييز، فهل انه يدعو مثلاً لحوار وطني بين النظام البعثي وتنظيم القاعدة، ام انه يعوّل على "تفاهم مار مخايل" بين النظام والتنظيم في وجه متن الثورة السورية؟
هو اكتفى بمخاطبة التنظيم. وكان فعلها سابقاً ذات يوم، ايام التفجيرات المروعة في العراق. النصيحة التي يسديها للمسلحين العابرين للحدود انهم مغرّر بهم، وانه نصب لهم شرك من طرف الامبريالية الغربية لكي يجري اصطيادهم واستئصالهم.
من حيث "لا يدري" تطوّع زعيم "حزب الله" بذلك لاعتبار تنظيم القاعدة وليس تنظيمه هو الد اعداء الاستكبار العالمي. والا، لماذا تنصب لهم الامبريالية مثل هذا الشرك الدموي المتواصل؟ طبعاً، كان يمكن لنصر الله ان يكون اكثر انسجاماً مع منطقه لو قال: يا اخوتي في تنظيم القاعدة، ان الاستكبار العالمي ينصب شركاً دموياً لنا ولكم كي نتقاتل نحن ويفوزوا هم. لكنه لم يقل شيئاً من هذا القبيل. هو خارج المصيدة. هذه قناعته. هو شريك في الصيد. هذه ايضاً قناعته. هو عدو الاستكبار. نعم، لكن كيف؟
في المقابل، سجّل حسن نصر الله سابقة هذا العام: اعترافه بأن حزبه ضحى بخيرة شبابه على مذبح اهواء الضباط الاسديين في لبنان، كما حدث في مجزرة ثكنة "فتح الله"، وانه بذل كل ذلك فداء للمقاومة، والوجهة الاساسية للصراع، أو قبلته، فلسطين. قالها نصر الله في معرض محاججة الاستقلاليين اللبنانيين الذين عبثاً "يؤلبون" الماضي نابشين في ذكرى ثكنة فتح الله. لكنه لم ينتبه الى انه ما كان ليجرؤ على هذا الكلام لولا بطولات "الجيش السوري الحرّ".
ولأن الوجهة "فلسطين"، فقد تعرّض "حزب الله" لمأزق جديد مع اتضاح موقف "حركة حماس" من الموضوع السوريّ، علماً ان مشكلته الكبرى تبقى ازدواجية موقفه، وموقف ايران من الصعود "الاخواني" في طول العالم العربي وعرضه. من جهة، هذا الصعود يوحي في مكان ما، بمحاكاة ولو نسبية للثورة الايرانية، رغم ان هناك الف فارق وفارق، وكان المرشد علي خامنئي قد استبشر منذ ثورتي تونس ومصر قرب قيام "شرق اوسط اسلامي". ومن جهة ثانية، يركّز "حزب الله" اكثر فاكثر اتهامه للثورة السورية بأنها "اسلامية" بعد ان كان يتهمها بأنها "اطلسية" في المقام الاول. الآن، صار يكتفي بتوسيع وتمغيط حجة واحدة ضد الثورة: وهي ان "جبهة النصرة" صارت على لائحة الارهاب الأميركية. هل فاته انها على هذه اللائحة، الى جانبه؟
"شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ الْمَحْبُوبَانِ وَالْحُلْوَانِ فِي حَيَاتِهِمَا لَمْ يَفْتَرِقَا فِي مَوْتِهِمَا. أَخَفُّ مِنَ النُّسُورِ وَأَشَدُّ مِنَ الأُسُودِ"، هذا ما جاء في المرثية العتيقة.
نصر الله وعون لم يفترقا في موقفهما المعادي لثورة الشعب السوري لكن هذه الثورة جعلتهما يقولان على التوالي الشيء ونقيضه: خارطة كاملة من الأمثلة على تهافت المنطق. اكتفينا بايراد نتف منها قليلة.
باحث أميركي: خيبة أمل سنة العراق قد تكون وراء موجة الغضب
قال الباحث والصحافي الأميركي مايكل روبن إن المظاهرات التي تشهدها الأنبار ومحافظات أخرى في العراق قد يكون سببها "خيبة أمل السنة" بعد خروج القوات الأميركية، وإدراكهم بأنهم لن يكونوا القوة العظمى في البلاد بعد الآن، على حد تعبيره.
وأوضح روبن في حوار مع "راديو سوا" أنه "بعد خروج القوات الأميركية، يشعر السنة بأنهم محرومون ومعزولون، ولذلك يشعرون بالمرارة. سؤال آخر يطرح نفسه هنا هو ما هو التفكير الإيراني أثناء هذه الأزمة، وإذا ما كانوا يضغطون لإطلاق رصاصة الرحمة على السنة في العراق."
وأضاف أن ما يحدث في العراق الآن من موجة غضب قد يتطور إلى شيء أكبر، بسبب ما وصفه باللون الطائفي الذي تتسم به بعض الاحتجاجات.
وأردف قائلا أنه "لا شك في أن إجراءات رئيس الوزراء المالكي تسببت بتأجيج الصدع الطائفي، والسؤال حول قضية اعتقال عناصر حماية العيساوي ذو شقين، الأول: هل كان الدافع وراء الاعتقال طائفيا؟ أما الشق الثاني: هل كان الحراس المتهمون مذنبين؟ هما سؤالان مختلفان، ولكن في النهاية التصور قد يكون أهم من الواقع في هذه القضية".
وأشار روبن إلى أن الخلاف بين المالكي والعيساوي يرجع في تاريخه إلى عدة أعوام حسب قوله. وتابع "في الواقع كان هنالك توتر في العلاقات بين المالكي والعيساوي منذ الأيام التي كان العيساوي يشغل فيها منصب مدير مستشفى الفلوجة، في وقت كانت الفلوجة فيه مأوى للأعمال العسكرية المناهضة للحكومة، ولكن ما يقوله المالكي هو: الأمر ليس طائفيا فقد وقع على مذكرات الاعتقال 10 قضاة معظمهم من السنة العرب".
وأعرب روبن عن اعتقاده أن رئيس البرلمان أسامة النجيفي هو المستفيد الأكبر من المعارضين لسياسات المالكي، مشيرا إلى حجم دوره في التهدئة والتوصل إلى الحلول.
وأردف قائلا "الفائز الحقيقي في هذا الصراع بحسب تصوري، هو رئيس البرلمان أسامة النجيفي، الذي لا يشغل منصبا رفيعا وحسب، بل إنه ومع سقوط بعض رموز العراقية، يصبح هو الزعيم الافتراضي للحركة، وبسبب موقفه الهادئ حتى الآن، سيصبح الشخص الذي يتبادل الدبلوماسيون الحوار معه".
احراجات يواجهها "حزب الله" بفعل الأزمة: النازحون وتراجع الغطاء العربي والانتخابات
تقول مصادر سياسية بارزة لـ«الحياة» إن استمرار الأفق المسدود في الأزمة السياسية الراهنة في لبنان مع تزايد تداعيات الأزمة السورية على أوضاعه غير المستقرة، بات يسبب إحراجات لا حصر لها عند جميع الأطراف السياسيين، لا سيما «حزب الله» الطرف الأقوى على الساحة والذي يشكل الدعامة الأساسية لاستمرار الحكومة الحالية التي يرفض تغييرها بعد أن تحوّل مطلب سقوطها بالنسبة الى قوى المعارضة محور أي ثغرة يمكن أن تفتح في جدار التأزم السياسي الذي تصاعد في لبنان منذ 3 اشهر.
وتشير هذه المصادر الى أن الإحراجات التي تطاول «حزب الله» باعتباره العمود الفقري للأكثرية الحالية تأتيه من خصومه ومن حلفائه وأصدقائه على السواء، وباتت تتطلب منه خطوات وقرارات جريئة تساهم في تخفيف تعرض لبنان لأضرار المرحلة الدقيقة على الصعيد الإقليمي ولتحصينه حيال انعكاسات التأزم الناجم عما يدور في سورية على علاقات مكوناته.
وترى هذه المصادر أن هذه الإحراجات تتراوح بين ما هو يومي وآني يطرأ بفعل تطورات الأزمة السورية، وبين ما هو جوهري واستراتيجي في تحالفاته وموقعه الإقليمي واللبناني.
وتقول هذه المصادر إن على رغم أن جميع الأطراف في «قوى 8 آذار» و «قوى 14 آذار» تعتمد في مواقفها سياسة انتظار ما ستؤول إليه الأزمة في سورية، فإن هذا الانتظار لا يلغي التحديات التي تواجهها والتي تستنزفها بهذا القدر أو ذاك وهي في حال الانتظار.
وتعدد هذه المصادر بعض القضايا التي تحرج «حزب الله» وتفترض أن يلجأ الى سياسة أكثر ليونة في تعاطيه مع التأزم السياسي اللبناني بالآتي:
1 - تزايد أعباء قضية النازحين السوريين والفلسطينيين على لبنان والتي لبعض حلفائه موقف سلبي حيالها، لا سيما بعد اندلاع معارك مخيم اليرموك الفلسطيني في ضاحية دمشق. ففضلاً عن أن هذه المعارك أدت الى خروج «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بقيادة أحمد جبريل من المخيم بدخول «الجيش السوري الحر» ومجموعات معارضة إليه، يطرح استمرار المعارك في المخيم، والذي استهدف في الحصيلة حليفاً رئيساً للحزب ولإيران، السؤال عما إذا كان انتقال مقاتلين من «القيادة العامة» الى لبنان سيزيد على الحزب أعباء تأمين مظلة لتزايدهم على الأرض اللبنانية.
إلا أن الإحراج في هذا المجال يزداد عند الحزب في ما يخص اللاجئين الفلسطينيين الذين تزايدوا بعد معارك اليرموك في ظل موقف سلبي من حلفائه في «التيار الوطني الحر» الداعي الى إقفال الحدود في وجه هؤلاء. وهو أمر لا يتناسب مع موقف الحزب الداعم للشعب الفلسطيني ولا يتناسب مع كل عناصر التعبئة السياسية والأيديولوجية للحزب في ما يخص شعارات الممانعة والمقاومة والتضامن مع الفلسطينيين، هذا فضلاً عن أن الحزب سيكون مدعواً لكل هذه الأسباب الى تسهيل إقرار خطة استيعاب النازحين السوريين والفلسطينيين التي ستبحث في مجلس الوزراء، وقادته لم يكونوا مرتاحين لمواقف حلفائه حيال إيواء هؤلاء.
أما بالنسبة الى النازحين السوريين الذين بات عددهم يفوق الـ 160 ألفاً، فإن أمام الحزب، باعتباره الفريق الفاعل في الحكومة والأكثر قدرة وتأثيراً في الأكثرية، تحدي الحؤول دون تنامي النقمة عليه في صفوف هؤلاء، بسبب مواقف حلفائه السلبية منهم، بحجة أن في صفوفهم «إرهابيين» أو نشطاء معادين للنظام.
«حماس» و «الأخوان»
2 - تراجع الغطاء العربي والسنّي للحزب في سياسته بالعلاقة مع الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، بدءاً من انفكاك التحالف بين إيران وحركة «حماس»، على الصعيد الفلسطينيين. وإذ يعتبر حلفاء إيران أن على رغم انتقال «حماس» الى الموقع المنحاز الى الثورة السورية والرافض لسياسة النظام السوري وبالتالي اختلافها مع إيران على دعمها له، فإن بقاء «الجهاد الإسلامي» في فلسطين على علاقتها الوثيقة مع طهران يبقي للأخيرة ورقة مهمة في موطئ القدم ضمن الخريطة الفلسطينية، هذا فضلاً عن اعتقاد بعض قادة «حزب الله» والقيادة الإيرانية بأن ثمة جناحاً في «حماس» ما زال يصر على استمرار التحالف معها نظراً الى الدعم التسليحي الذي تقدمه الى المقاومة في غزة.
إلا أن المتتبعين لما آلت إليه علاقات الحزب العربية، بسبب موقفه المنحاز الى النظام في سورية، يرون أن هذا لا يلغي واقعاً جديداً نشأ هو انفكاك قيادة «حماس» عن هذه السياسة، فضلاً عن أن الأخيرة وجدت مصادر تمويل أساسية بديلة أهمها المصدر القطري الذي تجلى أثناء زيارة أمير دولة قطر غزة، حيث أعلن عن مساعدات مالية لإعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي عام 2008 - 2009.ويذكّر هؤلاء، في سياق الحديث عن تراجع الغطاء السنّي العربي للحزب، بابتعاد «الإخوان المسلمين» عن الحزب، الذين كانوا ساندوه ودعموا مواجهته لإسرائيل عام 2006، خلافاً لنظام حسني مبارك آنذاك. فحكم الإخوان في مصر أخذ موقفاً منحازاً الى الثورة السورية ويساند الحلول التي تدعو الى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وباتت مصر في ظل قيادة «الإخوان» هي التي ترعى الأوضاع السياسية والأمنية في غزة، حيث كانت اليد الطولى في التفاوض على وقف العدوان الإسرائيلي الأخير، وفي التفاوض على الهدنة من دون أي دور لإيران. وهي تواصل جهودها لرعاية تنفيذ خطوات المصالحة الفلسطينية.
وبينما يرى حلفاء طهران والحزب أن للأولى أوراقاً لا تقل أهمية هي صلاتها مع فرقاء في دول عربية عدة مثل بعض دول الخليج كالبحرين، وفي اليمن حيث يجب عدم الاستهانة بصلاتها مع أطراف الأزمة فيه، فإن متتبعي خريطة العلاقات الإيرانية يرون أن هذه الأوراق لها وظيفة الإزعاج للخصوم، لكنها لا تتيح للسياسة الإيرانية التغطية اللازمة لاستراتيجيتها العربية.
3 - لهذا التراجع في الغطاء العربي لسياسة الحزب وأهمها العطل الذي أصاب التغطية السورية بسبب الأزمة المفتوحة في بلاد الشام، امتدادات على الصعيد اللبناني. ويلاحظ مراقبون حياديون أن هذا الامتداد، أدى الى فكفكة مجموعات وهيئات دعم الحزب إنشاءها ونموها في بعض الأوساط السنّية التي لـ «تيار المستقبل» النفوذ الراجح فيها، هذا فضلاً عن أن المزاج السنّي الشعبي العام أظهر تصاعداً في التضامن مع الثورة السورية، ما زاد في ظهور مجموعات مضادة للنظام السوري وللحزب في لبنان مثل ظاهرة إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير، أخذت تتجرأ على الحزب وقائده.
أما المجموعات التي تعرضت للتفكيك، فبعضها في طرابلس والآخر في عكار، فضلاً عن منطقة الطريق الجديدة في بيروت. وكان لهذا التفكيك امتداده الفلسطيني، إذ أعلن تنظيم «أنصار الله» الذي يتواجه في مخيم عين الحلوة، قطعه العلاقة مع «حزب الله» بسبب دعمه للنظام السوري، بعد أن كان هذا التنظيم يصنف على أنه حليف رئيس للحزب، الذي اقام معه علاقة مبكرة.
4 - مع اعتقاد خصوم «حزب الله» اللبنانيين أن الإحراجات التي يواجهها بسبب رعايته للتركيبة الحاكمة الحالية في لبنان، منذ إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري بداية عام 2011، تكبر وتزداد، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، فإن الإحراج الذي يبدو ملحّاً هو المتعلق باستحقاق الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، لا سيما إذا حال تباعد المواقف بين الفرقاء حول قانون الانتخاب دون التوافق على قانون جديد، ما سيفرض إجراءها على قانون الستين الحالي الذي يقول عدد من حلفاء الحزب، لا سيما حليفه الرئيس العماد ميشال عون إنه لن يقبل أن تجرى على أساسه، ما يعني السعي الى تأجيلها، الأمر المتعذر لأن لا أكثرية نيابية توافق على التصويت لقانون التمديد للمجلس النيابي الحالي، ولأن إحالة مشروع للتمديد للبرلمان من الحكومة قد يكون متعذراً أيضاً طالما أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان يعارض ذلك ومعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط. وهذا يحرج الحزب لأن تأجيل الانتخابات متعذر، (إلا إذا حصل حدث أمني ما قد يزيد في إحراجه) وإجراؤها يتطلب حواراً معمقاً بينه وبين خصومه لتجرى على قاعدة قانون الستين، يتناول ما بعدها. وباب الحوار ما زال مقفلاً، وقد يتطلب مبادرة ما منه بالعلاقة مع قوى المعارضة، لا سيما «تيار المستقبل»، فيما يشكل استمرار الحكومة الحالية عائقاً أمام إطلاق أي حوار.
الربيع العراقي قد يؤجل زيارة الوفد السعودي لإنهاء ملف الإعدام
حذر النائب عن ائتلاف دولة القانون العراقي عبد السلام المالكي عشائر الانبار من مخطط خارجي يتضمن دخول جماعات من الجيش الحر و«القاعدة» في مظاهرات الانبار لإفراغها من محتواها الشعبي ونقلها للمظهر الطائفي لخلق أجواء تناسب عودة الاقتتال الطائفي الى البلاد.
وقال المالكي في بيان صحافي أمس ان التظاهر السلمي حق مشروع كفله الدستور لكل ابناء الشعب العراقي، ونحن لسنا ضد التظاهر والمطالبة بحقوق المواطن بل نشعر بالتعاطف والتضامن مع حقوق الشعب ونسعى جاهدين لرفع الحيف الذي اصابه من نقص للخدمات.
وأضاف أن تظاهر عشائر الانبار هو أمر لا نرفضه لأننا نشعر ان اهل الانبار هم اهلنا وهمهم همنا ولكننا نخشى من استغلال بعض الجهات التي لا تريد الخير للعراق من خلال تمريرهم لأجندات دول معروفة بموقفها السلبي من العراق، لافتا الى أن هناك اشارات لوجود مخطط مما يسمى الجيش الحر والقاعدة لإظهار تلك المظاهرات بمظهر طائفي لخلق أجواء تناسب عودة البلد الى الاقتتال الطائفي.
وانتقد المالكي، بعض الوزراء والسياسيين الذين من المفروض أن يكونوا جزءا من الحكومة ولكنهم لبسوا ثوب المعارضة وهم في الحكومة وبدأوا يحرضون الشارع الانباري من خلال الخطابات الطائفية وتأجيج النفس العنصري وإدخال جماعات متشددة في وسط تلك المظاهرات لرفع الصور والشعارات التي تدعو لإراقة دم العراقي لأخيه.
ودعا أهالي وعشائر الانبار الشرفاء الى التنبه لتلك اللعبة التي يحاول اعداء العراق من خلالها جر البلد لدوامة الصراع الداخلي وان يعمل ابناء الانبار على طرد هؤلاء ومن خلفهم كما فعلوها سابقا في طرد فلول الإرهاب من المحافظة.
من جانبه، قال النائب عن ائتلاف دولة القانون المنضوي في التحالف الوطني خالد الاسدي ان المظاهرات التي خرجت في محافظة الانبار بسبب اعتقال حماية وزير المالية رافع العيساوي كانت مزعجة للوجدان العراقي لرفعها شعارات طائفية.
وأضاف الاسدي في تصريح أمس إن المظاهرات حق مكفول للجميع للتعبير عن رأيهم ومهما كان هذا الرأي لكن ينبغي ان يكون في ضوء المصالح العليا للبلاد وان يحترم الدستور العراقي ومكونات الشعب العراقي.
وتابع الاسدي، انه لا يمكن القبول بأي شكل من الاشكال ان تكون هناك اعتداءات من خلال المظاهرات، مضيفا رغم أن هذه المظاهرات قليلة وقد لا تمثل اهلنا في الانبار لكنها كانت مزعجة للوجدان العراقي بأن تكون فيها شعارات طائفية.
وقال إن اكثر ما يؤذي أن بعض السياسيين يحاولون العزف على وتر الطائفية في سبيل تحقيق مكاسب سياسية او العودة للحياة السياسية التي أقصوا منها من خلال رفض الشارع العراقي للنهج الطائفي لبعض التوجهات السياسية. وأهاب الاسدي بأبناء الشعب العراقي وأهالي الأنبار برفض ومقاومة النبرة الطائفية عند البعض لأنه اذا اصبح هناك ضرر فسوف يضر اهالي الانبار وأهل السنة لأنه نهج تكفيري خطير، على حد قوله.
وكان محتجون في محافظة الانبار اعلنوا الاحد الماضي عن دخولهم في عصيان مدني الى ان يتم الافراج عن بعض أفراد حماية وزير المالية رافع العيساوي.
فيما تطور الامر إثر تصريحات للنائب عن القائمة العراقية احمد العلواني نعت فيها أبناء الطائفة الشيعية بأوصاف غير لائقة مما دعا اطرافا سياسية في التحالف الوطني الى تشكيل لجنة تحقيقية حول ما ادلى به العلواني من تصريحات خلال مشاركته في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الفلوجة بسبب إلقاء القبض على افراد من حماية وزير المالية رافع العيساوي.
في السياق نفسه، أعلن مصدر مطلع في محافظة الأنبار أمس الأول عن موافقة رئيس الوزراء نوري المالكي على نقل ملف المعتقلات إلى محاكم الأنبار وتشكيل هيئة للدفاع عنهن من المحافظة.
وقال المصدر إن رئيس الوزراء نوري المالكي وافق في اتصال هاتفي مع محافظ الأنبار قاسم محمد الفهداوي، على نقل ملف المعتقلات إلى محاكم استئناف الانبار، مشيرا الى أن المالكي طلب تشكيل هيئة دفاع من محامي الانبار للدفاع عنهن.
ومن جانبه، قال محافظ الأنبار قاسم الفهداوي إن المحافظة ستشكل فريق محامين على نفقتها للترافع عن المعتقلات العراقيات بعد موافقة رئيس الوزراء على نقل ملفات المعتقلات إلى محكمة استئناف الأنبار.
وأضاف الفهداوي في تصريح له أمس الأول إن الهدف من وراء تشكيل فريق الدفاع منح المعتقلات محاكمة عادلة.
إلى ذلك، توقعت صحيفة الشرق السعودية أن تؤجل أحداث الربيع العراقي زيارة الوفد السعودي الرسمي إلى بغداد المقررة هذا الأسبوع، لإنهاء ملف السعوديين المحكومين بالإعدام في العراق، والعراقيين المحكومين بالإعدام في المملكة، وعددهم عشرون من الجانبين، إلى وقت لاحق.
وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة (الشرق) السعودية عن تسمية الحكومة العراقية لمندوبيها في اللجنة السعودية العراقية المشتركة المكلفة بنقل المحكوم عليهم بالسجن بين البلدين، بحسب الاتفاق بين وزارتي الداخلية في الرياض وبغداد.
السبت، ديسمبر 29، 2012
372 شخصا على الأقل في سورية ضحايا النظام اليوم السبت
أفادت لجان التنسيق المحلية بأن عدد قتلى أعمال العنف في سورية السبت ارتفع إلى 372 قتيلا بينهم أكثر من 20 طفلا و20 امرأة.
وذكرت اللجان أن أكثر من 220 من الضحايا قتلوا في "عملية إعدام ميدانية" في حي دير بعلبة في حمص الذي سقط بأيدي قوات النظام، فيما سقط الآخرون في قصف بالطيران والدبابات في مناطق أخرى.
وأضافت أن 55 شخصا قتلوا في دمشق وضواحيها، فيما سقط 39 في حلب و21 في دير الزور بينهم 15 جثة مجهولة الهوية، و11 في درعا و11 في حماة وستة في إدلب واثنان في الرقة.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تمكن مقاتلين من جبهة النصرة وعدة كتائب أخرى في الاستيلاء على حاجز الطراف شمالي معسكر الحامدية في إدلب بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية.
روسيا: من المتعذر إقناع الأسد بالتنحي (12:51 غرينيتش)
حذر المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي من تفاقم الأوضاع في سورية التي تشهد قتالا دمويا بين قوات المعارضة والجيش النظامي منذ أكثر من 21 شهرا.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في ختام محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو السبت إن سورية تواجه في المرحلة الراهنة خيارا "بين الجحيم والحل السياسي"، وإن على المجتمع الدولي والقوى المتصارعة في سورية السعي إلى ترجيح كفة الحل السياسي.
وأضاف الإبراهيمي الذي عقد اجتماعات مع الأطراف في سورية قبل يومين إنه يعمل جاهدا من أجل التهدئة بين الأطراف المتنازعة، معربا عن أمله في التعاون مع الدول الأخرى لاسيما الولايات المتحدة لتخطي هذه المرحلة الحرجة، حسب تعبيره.
موسكو: الأسد لن يتنحى
وبدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن التوصل إلى حل سياسي لتسوية النزاع لا يزال ممكنا، لكن من المتعذر إقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن السلطة.
وأضاف لافروف أن "الأسد قال مرارا إنه لا ينوي الذهاب إلى أي مكان، وإنه سيبقى في منصبه حتى النهاية ... وليس ممكنا تغيير هذا الموقف".
وأشار إلى أنه اتفق مع الإبراهيمي على أن تطبيق اتفاق جنيف هو الأساس لحل الأزمة السورية، مقترحا أن تنضم دول أخرى مثل السعودية وإيران إلى المحادثات في هذا الصدد.
وجدد المسؤول الروسي دعوة طرفي النزاع إلى الجلوس على طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل سلمي.
اتهامات متبادلة
في غضون ذلك، اعتبر نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض جورج صبرا أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة هو رحيل الأسد وليس الحوار.
وأضاف في اتصال مع "راديو سوا" أنه من الصعب أن يتفهم أي "معارض سوري حقيقي أو أي مواطن سوري يمكنه أن يقبل بفكرة أن يبقى بشار الأسد لعام 2014"، مشيرا إلى أن مبادرة كهذه تعد إجحافا بحق الشعب السوري.
وفي المقابل اتهم عضو مجلس الشعب السوري فايز الصايغ، المعارضة في الخارج بعرقلة التوصل إلى أي حل سلمي للأزمة، وأضاف أن ائتلاف المعارضة السورية في الخارج "عبارة عن تجمع محدد بما تريده قطر".
اجتماع للدول المانحة
وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن اجتماعا للجهات المانحة لسورية سيعقد في الـ30 من الشهر القادم في الكويت لجمع مزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين.
وقالت المنظمة الدولية في بيان إن "على الأسرة الدولية بذل مزيد من الجهود لتخفيف معاناة ملايين الأشخاص في سورية والبلدان المجاورة"، في إشارة إلى مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في تلك الدول.
التطورات الميدانية
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش النظامي سيطر السبت على حي دير بعلبة المحاصر في مدينة حمص وسط البلاد.
وقال المرصد إن سيطرة القوات النظامية على الحي جاءت بعد انسحاب مقاتلي قوات المعارضة إثر عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية استمرت عدة أيام.
وتابع أن "الحي يعيش ظروفا إنسانية مزرية ووردت أنباء عن سقوط شهداء وجرحى لم يتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقها بسبب صعوبة التواصل مع نشطاء الحي".
وفي ريف دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية بوصول تعزيزات عسكرية للقوات النظامية عند أحد مداخل مدينة داريا، فيما أشارت إذاعة شام FM إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش النظامي وما أسمتها ميليشيات مسلحة في المدينة، انتهت بمقتل جميع أفراد الميليشيا المسلحة، حسب قول الإذاعة.