الخميس، يوليو 18، 2013

الإخوان، تجرع السم لا يعني الموت المحتم


لا يجب أن ننظر إلى الأزمة السياسية الحاصلة في مصر بمنظر واحد ومن زاوية واحدة وبمنظور التعاطف مع فئة ما من فئات أو جهات الخلاف باختلاف أرائها وأفكارها وتوجهاتها، لان كل من تعاطف وقد يتعاطف مع جهة من الجهات بناء على أي نظرة كانت وخاصة من خلال ما تصوره لنا بعض وسائل الإعلام الهادفة وبتوجهات وتوجيهات عديدة لذلك وجب التعامل معها بحذر شديد. فقد ينحاز البعض في غفلة منه إلى جهة ما من هذه الجهات وإحساسه وشعوره بل تهوره يقول له أن كل العالم معه في موقفه الذي اتخذه وضد الجهة الأخرى أو الخصم المفترض. لكن الحقيقة غير ذلك ومن اعتقد ذلك الاعتقاد وسبح وغاص فيه فأكيد انه قد يصطدم وسيصطدم بما قد لا يتصوره أو يكون يتصوره ويضعه في الحسبان.
كلنا ومن معسكرنا نحن الذين وقفنا صراحة ضد أو مع الموقف الذي اتخذه الجيش المصري، وجاء ذلك منا بناء على الطلب الملح والغالبية الشعبية التي خرجت إلى الشارع المصري والجماهير التي نادت بأصوات عالية واعتصمت ليلا ونهارا بميادين كل المدن المصرية من اجل تعطيل زحف الإخوان، أو الخطر الداهم كما وصفوه وبدأ بنخر مفاصل مؤسسات الدولة والسلطة للسيطرة على الحكم في مصر، وعلى رأس تلك الرموز أو الأدوات محمد مرسي الذي كان المطلب الرئيس على راس مطالب المحتجين المطالبين برحيله أو إزاحته. وجاء عمل الجيش ومطالب المحتجين حين قام بعزل الرئيس محمد مرسي، في المقابل كانت هناك ومعروف أن للرئيس مرسي والإخوان أنصارا ليس داخل مصر وحدها بل في كثير من بقاع الأرض عبر العالم وهذه حقيقة لا يجب إخفائها أو تغاضي النظر عنها. وربما أن موقف الجيش المصري والطريقة التي تعامل بها وتم على أثرها إزاحة الرئيس المصري أو الاخواني محمد مرسي وما سعت بعض وسائل الإعلام والأطراف تصويره على انه ضد الشرعية وضد الإخوان والإسلام ذلك هو الذي اكسب بعض التعاطف وعزز شعبية الإخوان وربما أعطاهم الشرعية في ارتكاب بعض التجاوزات التي لا نحسبها عليهم وحدهم فقط بل كذلك على خصومهم ليس في مصر أيضا بل عبر العالم كذلك. وهذا التعاطف وبما أن الإخوان تنظيم عقائدي عالمي فقد يستغل هذا التعاطف لصالحه ويقوم ببناء طريق أخر نحو المستقبل وان كان ذلك سيتم على أنقاض الأطلال التي تهاوت مع سقوط جدارهم بمسقط رأسهم أو ما بنوه في مصر طيلة ثمانية عقود من الزمن، أقول ذلك ونحن نشهد ونشعر تحت إقدامنا ومن حولنا ببعض التحركات وهمس هذا التنظيم الذي أصبح حاله كحال الثعبان الذي ينفث سمه بكل اتجاه، ولا يموت إذا قام بابتلاعه لأنه لم يلدغ به. وحال الثعبان كحال الإنسان أو الإخوان اليوم، لذلك ومها حصل للإخوان في مصر من إطاحة فذلك لا يعني نهايتهم لأنهم تجرعوا الهزيمة ولم يلدغوا بها، أو بالأحرى لم تتم محاربتهم كما تم إعلان الحرب على الجماعات المسلحة الإرهابية ذات التوجهات الإسلامية المتطرفة.
لقد خرجت مسيرات ونظمت اعتصامات ووقفات في عدة بلدان من العالم خاصة العربي والإسلامي منه تضامنا مع حركة الإخوان، فيما سمي واعتبر ذلك بالنسبة للمتعاطفين والتنظيم نفسه بالنكسة التي أصابتهم وألمت بهم جراء الظلم الذي مارسه الجيش المصري ضدهم وقطع الطريق أمامهم على حسب ادعائهم، صراحة وهذه حقيقة يجب ان نفهمها وربما نقر بها أو نهضمها، حيث انه وإذا ما لم يرتكب الإخوان خاصة في هذه الفترة العصيبة التي يمرون بها أي مغبة وتحلوا بالصبر وهضموا هزيمتهم هذه، فذلك سيكسبهم مكاسب أخرى قد يغتنمونها ويدخرونها لمسيرتهم النضالية على اثر هذا التعاطف أو الظرف الذي يمرون ومن مغبتنا نحن إذا اعتبرنا واعتقدنا واهمين أن هذه الهزيمة هي النهاية ومصير الإخوان الحتمي.

خليفة فهيم

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية