الجمعة، ديسمبر 06، 2013

صمت حزب الله القاتل في قضية اللقيس! _ اللقيس قتل في القلمون السورية.. لا في لبنان "كما روج حزب الله"

 رويدا مروّه
لم تحمل عملية اغتيال المسؤول "العسكري" في حزب الله حسّان اللّقيس قبل يومين نفس الأسئلة وردات الفعل والاهتمام الشعبي المتوقع والذي حظيت به في وقت سابق عمليات الاغتيال والتفجيرات الممثالة والتي طالت قيادات في الحزب وشخصيات سياسية ودينية مقرّبة منه بل ان علامات الاستفهام التي طرحتها الصحافة اللبنانية والراي العام على السّواء حول العملية بدت صادمة بالنسبة لهكذا حدث في زمن التسويات الاقليمية "الدموية" والصفقات الدولية "النووية"!
فان اغتيال مسؤول عسكري بهذا "الحجم" في حزب الله (كان معروفا للجميع انه هدف للكيان الصهيوني وسبق ان اعلن العدوّ عن هذا "الهدف" بأربع محاولات اغتيال تعرّض لها اللقيس) كان لا بدّ ان يطرح علامات استفهام وشكوك كبيرة حول طبيعة المرافقة والحراسة الامنية المخصصة من الحزب لحماية هكذا شخصية حسّاسة اظهرت التقارير الصحافية بعد اغتياله انه عقل عسكري "مدّبر" و"مقرّب جدا" من السيد نصرالله شخصيا اضافة الى روايات نقلت دوره البارز في حسم نجاحات حزب الله في معركة القصير في سوريا وصولا الى القلمون! لكن هذه التساؤلات "المتوقعة" غابت عن ساحة النقاش اللبناني الا في ما ندر بعد مرور 48 ساعة حتى الآن على الجريمة.
فكيف نفسّر انه وبعد ساعات قليلة فقط على الاعلان عن اغتيال اللقيس في قلب منطقة سكنية في ضواحي العاصمة بيروت كان الشعب اللبناني متفاعلا بدرجة قليلة جدا مع الخبر وصولا الى تفاعل "شبه معدوم" بعد مرور ساعات معدودة اخرى فور الاعلان عن غرق العاصمة وضواحيها بمياه الامطار الغزيرة فتحوّل الاهتمام "الشعبي" باتجاه "النفق" المسدود الذي يربط العاصمة بالجنوب بينما غاب عن اهتمام اللبنانيين "النفق" المظلم الذي دخله لبنان مع نجاح اول عملية اغتيال بالرصاص الكاتم للصوت لقيادي بارز في اقوى الاحزاب اللبنانية المعروفة باجراءاتها الامنية "الخاصة"؟
بالمقابل طالعتنا بعد مقالات الرأي لكتّاب محسوبين على فريق الثامن من اذار بالاشارة الى ان الحراسة الامنية "الخجولة" كي لا نقول "المعدومة" في محيط منزل اللقيس والذي يسكنه الرجل بشكل غير رسمي منذ ثلاث سنوات (وهو مكان الإقامة الثاني للرجل ولم يغيره مع ان التغيير من بديهيات التخفي في مكان الاقامة لاي شخصية مهمة) كانت لعدم اثارة الشبهات والانتباه حول مكان سكن الرجل الثاني المرصود من العدوّ منذ حرب تموز 2006! ولكن هذه الرواية لا تبدو منطقية في وقت يعلم الجميع ان غياب الامن والحراسة عن مكان تواجد شخصية هامة لا يبعد الشبهات عن المكان بحد ذاته طالما ان اجهزة استخبارات العدو وعملائه في الداخل موجودون منذ سنوات (وفق ما اثبتت التحقيقات الاخيرة التي قامت بها الاجهزة الامنية اللبنانية) في مناطق شعبية سكنية وتجارية محسوبة على جمهور حزب الله وابناء طائفته وبالتالي يمكن لهكذا شخصية ان تتنقل فيها مّما يشكل خطرا عليها! كما ان هذه الرواية في حال ثبتت صحتها (على سبيل الخيال) تدفع الحزب نفسه الى مراجعة نفسه حول جدوى تغييب الامن والحراسة عن مكان يحتضن شخصية مهمة مطلوب رأسها للعدوّ بذريعة عدم اثارة الانتباه لتواجد تلك الشخصية في المكان!
في المقلب الآخر خرجت اصوات ابرز المحللين السياسيين المحسوبين على فريق الثامن من اذار ايضا بمطالعتنا بتحليلات اشبه ما تكون "بالتوقعات الفلكية" لهؤلاء برّد حزب الله على اغتيال احد قادته بعملية نوعية بمسدس يحمل كاتم للصوت وفي حرم موقف السيارات الخاص بمبنى سكني في منطقة حاشدة بالسكان بينما كانت كل عمليات العدو الناجحة والفاشلة منها ضد عناصر قيادات المقاومة في السابق تتم بتفجير او صاروخ! ولكن عن اي رّد يتحدث هؤلاء في وقت دخلنا في نوعية جديدة من العمليات حيث يرصد العدوّ الهدف بطريقة احترافية وينفذها بادوات محترفة ويبقي خيوط العملية بدائية ثم يختم التمويه بنفي اعلامي عن مسؤوليته في وقت كان يفتخر بالسابق بانجاز كهذا ثمّ يخرج حساب باسم احرار السنة - بعلبك على تويتر ليس له اي تنظيم على الارض ليعلن مسؤوليته.
كان لا بدّ لجمهور الحزب - على الاقل اولئك من رواد مواقع التواصل الاجتماعية الذين غرّدوا ودوّنوا كثيرا بعد تفجير السفارة الايرانية في بيروت معتبرين انه استهداف لحليف المقاومة ايران قبل ايام - ان يكتبوا اكثر مما كتبوا عن الاغتيال مّما جعلنا نلاحظ ان هذا الجمهور يعيش حالتين، امّا احباط ما امام قدرة اسرائيل على استهداف قادة المقاومة بطرق جديدة اكثر استفزازا لامن الحزب وقدرته على تحصين جبهته الداخلية او ان هذا الجمهور يضع دائما احتمال وقوع هكذا اغتيالات في الحسبان فيمتص الخبر بسرعة كبيرة وهدوء اكبر ونقمة محدودة كي يبدو قويا متمسكا بخياره الجهادي في الداخل والخارج.
رواية اخرى اشبه بحبكة درامية قابلة للتصديق من قبل عشاق نظريات المؤامرة بان تصفية داخلية من قبل الحزب نفسه تسببت باغتيال اللقيس لانه عارض او تعارض في مكان ما (وفقا للرواية نفسها) مع سياسات الحزب في حربه في سوريا الى جانب النظام ضد المعارضة المسلحة! فكان مصدر الرواية تسريب من داخل اجتماع خاص بين السيد نصرالله واللقيس وقيادات اخرى نقلت ما حصل بعد خبر الاغتيال كما سردت الرواية! اذا هو مشهد درامي محبوك بخيوط من نسج الخيال وابداعات "الاستهبال" للرأي العام خاصة وان "القناة" التي نقلت المشهدية الدرامية تلك هي مجرد رسائل يتم تناقلها عبر الواتس اب والفايسبوك! فعجبا لاجتماع سرّي على اعلى مستوى بين مسؤول في الحزب بحجم اللقيس والسيد نصرالله يتم تسريب فحواه مهما كان الى صفحات اشخاص وصحافيين على الفايسبوك!
روايات كثيرة اذا تحيط باغتيال اللقيس الذي مهما كانت نتيجة تحقيقات الاستخبارات اللبنانية حولها (هذه التحقيقات التي لم تكن ظاهرة للرأي العام في عمليات التحقيقات الاولية في مكان الجريمة ليس لان الحزب يخفي ادلة عن الجريمة كما قيل بل لانه معروف التنسيق الامني في هكذا حالات بين الحزب والدولة اللبنانية والجيش نظرا لخصوصية الوضعية الامنية للحزب في هكذا احداث) ومهما كانت ردات فعل الحزب في خطاب السيد نصرالله القادم بالتصعيد والتهديد بالرّد القريب او ربما "المؤجل" ضد الاغتيال فان جريمة اغتيال اللقيس لم ولن تكون كغيرها من الاغتيالات التي طالت شخصيات الحزب وهي "تبّشر" بمرحلة سياسية جديدة للحزب وللبنان باكمله حتما.

كشف ناشطون سوريون في القلمون عن معلومات تفيد بأن اغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس لم يكن في لبنان كما روج حزب الله، وإنما في القلمون على يد الثوار، مشيرين إلى أن «اللقيس» توجه إلى القلمون نهاية الشهر الماضي برفقة القيادي من حزب الله «جعفر رعد» ليقود المئات من المقاتلين ممن أرسلتهم مليشيا الحزب للقتال في معارك القلمون.

وأكد الناشطون في حديث الى "عكاظ السعودية" أن اللقيس لم يستمر مطولا في القتال، حيث أصيب في الأسبوع الأول في معارك الاوتوستراد الدولي والنبك، والتي تعتبر المعارك الأسخن في سوريا، فقوات النظام ورغم استعانتها بالميليشيات العراقية واللبنانية لم تستطع ومنذ 17 يوما فتح الطريق الدولي، وهو الشريان البري الذي يربط دمشق بالشمال السوري؛ ما شكل عبئا اقتصاديا وعسكريا على دمشق.

ولفتت معلومات المركز  الى أن «اللقيس» خطط مع اللواء هيثم علو قائد غرفة عمليات النظام في القلمون، واللواء لؤي معلا قائد الفرقة الثالثة مدرعة والمنتشرة في القلمون في 29 تشرين الثاني الماضي عمليات القتال، إلا أنهم أشاروا إلى أن إرسال اللقيس إلى القلمون ليس للقتال بقدر ما هو لرفع معنويات الميليشيات التي كانت متدنية جراء المعارك العنيفة مع مقاتلي الجيش الحر وارتفاع الأعداد الكبيرة من القتلى من المليشيا.

وجزم الناشطون أن «اللقيس» أصيب في إحدى المعارك على الأتستراد الدولي وقضى متأثراً بجراحه تلك؛ لينضم إلى العشرات من القتلى المعلنين وغير المعلنين في صفوف المليشيا.

وحول عدم اعتراف حزب الله بمقتل اللقيس في القلمون، أوضحوا أن الاعتراف بمقتله في القلمون سيؤثر على معنويات الكثير من مقاتلي حزب الله.

وسقوط قيادي آخر في حزب الله بعد علي اسكندر الذي قتل في الغوطة الشرقية، يعتبر هزة كبيرة لحزب الله الذي يخسر كل يوم العشرات من المقاتلين في سوريا.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية