ودخلت القوات الموالية للحكومة السورية بشكل سريع أراضي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بمحافظة درعا على مدى الأسبوعين الأخيرين مدعومة بقصف جوي روسي.
وقال المتحدث إبراهيم الجباوي إن المعارضة حملت إلى طاولة المفاوضات ردا على قائمة المطالب الروسية التي تشمل تسليم الأسلحة وتسوية وضع المسلحين في اتفاق ينهي القتال.
وقال "يحمل المفاوضون عن القوى الثورية ردودهم على بنود الاتفاق الذي كان المفاوض الروسي قدمه".
وتسببت المطالب الروسية، التي سلمت إلى المعارضة خلال اجتماع في بلدة بجنوب سوريا السبت في انسحاب مفاوضي المعارضة الذين قالوا إن المطالب تصل إلى حد الاستسلام المذل. وذكرت مصادر دبلوماسية أن الأردن تمكن من إقناع فريق المعارضة بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
ويعمل الأردن من وراء الكواليس لتجنب إراقة المزيد من الدماء في منطقة يعد استقرارها المستقبلي حاسما لأمن المملكة. وكشف وصول آلاف النازحين السوريين إلى منطقة قرب الحدود الأردنية عن تحديات أمنية وإنسانية جديدة للسلطات.
قال مصدر دبلوماسي إن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي سيجري محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن سبل تنفيذ شروط التسوية في جنوب سوريا بعد أن يسلم المعارضون أسلحتهم.
وقالت البعثة في تغريدة على تويتر "الوقت حان لبحث الخطوات الممكنة لتحسينه (الوضع الإنساني)".
وقال الجباوي إن مفاوضي المعارضة اتفقوا أيضا على زيادة حجم فريقهم ليضم 12 عضوا بعد أن اتفقوا فيما بينهم على ضم محافظة القنيطرة إلى الغرب قرب هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وكانوا قبل ذلك يتفاوضون نيابة عن محافظة درعا إلى الشرق.
وجاء في بيان صدر عن غرفة العمليات المركزية في الجنوب التي تمثل فصائل المعارضة الرئيسية في تلك المنطقة "تم تشكيل لجنة تفاوض موسعة تمثل الجنوب بشكل كامل للوصول إلى اتفاق يحفظ دماء الأبرياء ويضمن سلامة الأهالي والمقاتلين لتهيئة الظروف لحل سياسي نهائي يحقق طموحات الشعب السوري".
انقسام داخل المعارضة
سيسعى فريق التفاوض الجديد إلى التغلب على انقسام المعارضة بشأن المطالب الروسية بعدما قال بعض المفاوضين إنهم يرغبون في مواصلة القتال واتهموا بعض قادة المعارضة بالخيانة وإبرام اتفاقات منفصلة مع الجيش الروسي.
ويقول معارضون وسكان إن سلسلة من البلدات التي تقع تحت سيطرة المعارضة أبرمت اتفاقات استسلام خاصة بها سمحت للجيش الروسي بدخول تلك البلدات ونشر دوريات مراقبة في أحيائها.
ويأمل المعارضون في أن يفضي توحيد صفوفهم إلى تحسين موقفهم في المفاوضات ويتيح لهم الحصول على ضمانات بدور أكبر للشرطة العسكرية الروسية في بلداتهم وضمان ابتعاد قوات الأمن السورية والفصائل الشيعية التي يقولون إنها تقاتل بجوار القوات الحكومية.
وفي مدينة بصرى الشام المعقل الرئيسي للمعارضة اختلف قائد عسكري قوي مع فريقه المشارك في المفاوضات وبدأ تسليم ما لديه من أسلحة قبل التوصل لاتفاق.
وستسعى المعارضة أيضا لنيل دعم الأردن للحصول على عفو عن آلاف المنشقين عن القوات الحكومية الذين يفضلون البقاء بالمنطقة وعرض ممر آمن على من يرفضون السلام مع السلطات.
وسيجد كثير من السوريين الذي ثاروا على حكم الرئيس بشار الأسد من الصعب القبول بسلطة الدولة بعد سنوات من الحرب وسيخشون دائما من أن يصبحوا عرضة للانتقام.
0 comments:
إرسال تعليق