لم تكن الأحداث في إيران، منتصف القرن الماضي مقتصرة على الشارع السياسي وتحولاته، إذ كان قد سبق ذلك على الصعيد الديني يقظة حوزة قم العلمية بعد 200 عام من السبات وسيطرة حوزة نجف على زمام الأمور في البيت الشيعي. وكانت عودة المرجع الشيعي عبد الكريم الحائري اليزدي في 1921 من النجف إلى قم بداية الاتجاه الجديد في الحوزات العلمية لتشهد العقود الأربعة اللاحقة، أي حتى وفاة آية الله بروجردي في 1961، صراعًا شرسًا بين المرجعية في النجف وقُم لزعامة البيت الشيعي. ومنذ عودة الحوزة العلمية إلى بلاد فارس بدأت المرجعية هناك وعلى رأسهم حسين علي منتظري تدشين فكرة «الولي الفقيه» بدلاً من «شورى الفقهاء» في النجف.
لكن الصراع في البيت الشيعي لم ينحصر تلك السنوات على المدينتين التقليديتين في المذهب بعد صعود موجة ثالثة تمثلت بخروج مذهب التفكيك من عباءة قم في خراسان، الذي أعطى الأفضلية للفقه والشرع ودعم الفلسفة والعقل إلى جانب العرفان والأخلاق. وكان السيد جواد خامنئي، والد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وسيد هاشم نجف آبادي، جد خامنئي لجهة والدته، وكذلك محمد تقي شريعتي والد المفكر الدكتور علی شریعتي، وآية الله السيد محمود طالقاني من بين أبرز رجال الدين في مذهب التفكيك.
وفق البيان التأسيسي للجماعة فإنها تدافع عن مذهب التشيّع ضد التبشيرية البهائية. والحقيقة، أنه كان للحجتية دور كبير في استقطاب أبناء الطبقة المتوسطة في بداية نشاطها ولعبت الجماعة دور كبير وإن «غير مباشر وغير مقصود» على تدريب مئات الكوادر والنخب الذين تقلّدوا مناصب مهمة في إيران بعد قيام الثورة الخمينية عام 1979. ويقول حلبي في مقابلة عام 1994 إن الغاية الواضحة وراء تأسيس الجماعة هي «الدفاع العلمي عن مذهب التشيّع والعقيدة المهدوية» في مواجهة تحديات مثل البهائية، ومذاك نجحت الجماعة في تجنيد جيش من المتطوّعين «المؤدلجين» من أبناء الطبقة المتوسطة لمواجهة وقمع الجماعات الدينية والسياسية المنافسة لها في إيران مثل البهائية وحزب تودة الشيوعي. غير أنه لم يكتب للحجتية النجاح في حربها على حزب تودة مثلما نجحت الجماعة على مدى أكثر من ستة عقود على تأسيسها بإلحاق الضرر والأذى بالبهائيين. وفي المقابل، تشير المعلومات إلى أن السنوات الأولى من الثورة اتجهت الجماعة إلى ضرب اليساريين مرة أخرى قبل إعلان الخميني وقف نشاط الجماعة.
ولقد تبادلت كل من الحجتية والبهائية الاتهامات بالعمالة لـ«السافاك» (جهاز الأمن) في زمن النظام البهلوي ووفق المصادر المتوفرة حول الحجتية أن الشيخ محمود حلبي تعهد لدى مركز السافاك (جهاز المخابرات في النظام البهلوي) في مشهد، بألا تتدخل جماعته في السياسة، ويتهم البهائيون الجماعة الحجتية بالوقوف وراء مطاردة أفرادها والحد من نشاطهم بالتنسيق مع السافاك كما توجه أصابع الاتهام بعد الثورة إلى أفراد الحجتية في إتلاف جميع الوثائق لدى السافاك التي تثبت تورطهم.
تتبع الحجتية وفق ميثاقها هدف واضح هو الدفاع والجدل العلمي من مذهب التشيّع والمهدوية والتمهيد لظهور «المهدي المنتظر» في مواجهة تحديات جماعات مثل البهائية، وكذلك الدفاع عن المذهب الجعفري وفق مقتضيات الزمان و«مصلحة الوطن»، رغم بداية نشاط الحجتية في مشهد، مسقط رأس الشيخ حلبي، حيث دفعته معارضة بعض المراجع الشيعة للهجرة إلى طهران. وبعد خطوة الانتقال «الاستراتيجية» إلى العاصمة، جمع حلبي هناك من حوله الحلقة الأولى لجماعة الحجتية من بين طلبة المدارس الدينية وصغار التجار. ومذ ذاك نجحت الجماعة الحجتية في تجنيد جيش من المتطوعين بعد تغلغلها بين الأسر المحافظة لمواجهة البهائية وحزب تودة وقمعهما - وكما سبقت الإشارة - لم تكن موفقة في حربها على حزب تودة بسبب تاريخه وقوته في الساحة السياسية الإيرانية حينذاك.
هذا، وتذكر الفقرة الأولى من البيان التأسيسي للجماعة أن الحجتية تركز على العمل الثقافي ولا تتدخل في الأمور الدينية وأن أهدافها تبقى راسخة حتى ظهور «المهدي المنتظر». وتؤكد الفقرة الثانية على أن الحجتية لا تتدخل في القضايا السياسية، ولا تتحمل مسؤولية المواقف السياسية من قبل منتسبيها. ويقول المفكر الإيراني عبد الكريم سروش، الذي خاض تجربة الحجتية لفترة قصيرة، إنها من أبرز الجماعات الدينية التي كانت تروج للعقائد المهدوية قبل الثورة، كما أن أعضاءها يتبنون العقيدة المهدوية في النشاط اليومي والسلوك الشخصي.
من ناحية أخرى، تشوب علاقة الحجتية بـ«ولاية الفقيه» حالة من الغموض إذ يذكر العضو السابق في الحجتية عماد الدين الباقي في كتابه الشهير «حزب قاعدين الزمان» أن الحجتية في ملحق ميثاقها بعد الثورة الإيرانية تعترف بـ«الولي الفقيه» رغم أن الخميني اعتبرهم خطرًا على وجوده، ووجه أوامر بوقف نشاط الجماعة. ويُعد «حزب قاعدين الزمان» النافذ من الأسواق منذ سنوات، أحد أهم المصادر المكتبة الإيرانية حول «الحجتية» ونشاطها الفكري والآيديولوجي، كما يعد بين الكتب عنه الأكثر مبيعًا في تاريخ إيران بعدما تجاوزت مبيعاته في طبعاته المتعددة 85 ألف نسخة.
الحقبة الصفوية
منذ الحقبة الصفوية وجد حكام إيران ضالتهم بحثًا عن المشروعية في التمهيد لحكومة المهدي المنتظر. وبدأت الحكاية بإسماعيل الصفوي الذين جمع حوله أكبر عدد من الفقهاء الشيعة وأدعى الانتساب إلى آل الرسول - صلى الله عليه وسلّم - وبلغ الأمر ذروته مع صعود ابنه طهماسب الذي اعتبر فقهاء بلاطه نوابًا لـ«المهدي المنتظر» في محاولة لإضفاء المشروعية على الملك الصفوي. وفي المقابل اعتبر طهماسب قائدًا لـ«جيش المهدي». ولم يتوقف الأمر هنا، بل ذهب مقربون منه إلى تسميته «المهدي المنتظر». ولاحقًا، مع انهيار الحكم الصفوي ودخول البلاد في مرحلة فراغ بعد القوة، أدرك الإيرانيون أن الصفوية لم تكن مقدمة لحكومة «المهدي المنتظر»، واتسع نطاق المدارس الشيعية المتطرفة التي تتبع نهج المهدوية تصفها الكتب التاريخية الإيرانية ومن هنا وجد وصف «الحركات الانحرافية» طريقه إلى الأدبيات السياسية والدينية في إيران.
ويظهر أرشيف «مركز الوثائق الثورة الإسلامية» أن «ولاية الفقيه» لدى الجماعة الحجتية ولاية تشمل كل المراجع الشيعة برئاسة «الفقيه الأعلم». وهي بذلك لا تختلف في الجوهر مع فكرة «الولي الفقيه» التي أصبحت من أركان النظام الجديد بعد إعلان «الجمهورية الإسلامية» في إيران وتبنّي «مجلس خبراء القيادة» الفكرة. ومن جهة أخرى ترفض الحجتية الاتهامات الموجهة لها بمعارضة «الولي الفقيه»، بل تدّعي الجماعة أن مقترحها التي تقدمت به كان وراء دخول منصب «الولي الفقيه» إلى نص القانون الأساسي.
هذا، وسرعان ما أدى موقف الجماعة من «ولاية الفقيه» إلى صدام مع المرشد الأعلى الأول آية الله الخميني. وكان إشارة واحدة ضد الجماعة كافية لإعلانها تجميد النشاط. الجماعة اتهمت من قبل حاشية الخميني بعرقلة الأمور والدعاية المضادة للثورة، كما أدى النزاع بين الحجتية والجماعات المعارضة لها إلى اشتباكات في شوارع عدد من المدن، حتى إن الخميني هاجم الجماعة في عيد الفطر 1984 قائلا: «جماعة مشروعها إشاعة الفساد حتى يظهر المهدي، لكن لماذا يأتي المهدي؟ هو يأتي حتى تزول المعاصي ونحن نرتكبها حتى يأتي؟ احذفوا هذه الانحرافات.. إذا كنتم وطنيين احذفوا الفئوية من أجل بلدكم.. واكبوا التيار ولا تسيروا خلافه فإنه يكسر أعضاءكم».
بعد هذا الخطاب تحديدًا، بأيام، أوقفت الحجتية نشاطها إلا أن نشاطها لم يتوقّف عند هذا الحد. بل دخلت الجماعة بعد ذلك في سراديب السرّية والأساليب الغامضة أكثر من أي وقت مضى. وقالت الحجتية في بيان وقف النشاط أنها رغم أنها وإن كانت لا ترى خطاب الخميني موجهًا إليها، فإنها قررت وقف النشاط بأوامر من الشيخ محمود حلبي «حفاظًا على الوحدة والانسجام الوطني وحفظ المصالح القومية وقطع الطريق على أجهزة الدعاية الأجنبية».
مع هذا، لم يوقف اختفاء الجماعة من القاموس السياسي اليومي ودخولها في مراحل السرّية الحديث عن نشاطها. إذ يتهم «مركز الوثائق الثورة الإسلامية» في إيران الجماعة بتأجيج الصراع الطائفي واختيار المذهب السنّي هدفًا ثالثًا بدلا من أعدائها التقليديين، وتحديدًا، البهائية وحزب تودة الشيوعي.
وبحسب المصادر الإيرانية فإن الجماعة الحجتية نشطت في عام 2004 وسط المناطق السنّية في إيران للضغط على أتباع مذهب أهل السنة والجماعة، وذلك عبر توزيع مؤسسات، مقرها قُم، مئات الكتب والمنشورات المسيئة للصحابة والخلفاء بجانب وإساءات لأتباع المذهب السنّي ما أدى إلى غضب واستياء شعبي بين الأوساط الشعبية في تلك المناطق، خاصة بلوشستان.
وتشير المصادر الإيرانية بما فيها «مركز وثائق الثورة» إلى أن فئة متنفذة من الجماعة رتّبت تصفية علماء وشخصيات بذريعة أنهم سبب التأخير في ظهور «المهدي المنتظر»، وهي الفئات نفسها التي تدّعي التواصل مع «المهدي المنتظر».
جدير بالذكر، أن العقيدة المهدوية وعلاقتها بمدارس الدينية الإيرانية على مدى مئات السنين ظلتا مثار جدل ونقاش وخلاف عميق بين المراجع وأتباع تلك المدارس. ولقد كان هاجس البحث عن المشروعية لدى الأنظمة والعقوبات المتعاقبة دفع هذه الأنظمة للجوء إلى شعار «لكل أمة دولة ودولتنا في آخر الزمان». وهو أبرز شعار رفعته التيارات المهدوية منذ الحقبة الصفوية. ومن ثم، استمر الوضع على ما هو عليه مع تناوب الأنظمة وتغيير الخريطة السياسية والفكرية والإنسانية في إيران، وكان تأثير تلك القضايا على عامة الناس على علاقة وثيقة بقرب أو ابتعاد تلك المدارس من السلطان ودوائر صنع القرار.
ومع الحجتية بلغ تطرّف الحركات المهدوية في إيران ذروته، ووصل الأمر إلى أن أصبحت المهدوية تحظى بأهمية أكبر من أصول الدين الإسلامي والقرآن والسيرة النبوية، بل وحتى أهل البيت لدى أنصار تلك الجماعات. وفي سنوات ما بعد الثورة الخمينية أطلق معارضو الجماعة الحجتية تسمية «الفرقة الحجتية» عليها، بينما كشف أعضاء في الجماعة النقاب عن مفاوضات بينها وبين علي أكبر هاشمي رفسنجاني وقادة من الحرس الثوري لانخراط الجماعة في الأجهزة الحكومية والحرب.
توتر العلاقة بين الجماعة والخميني، كما سلف، دفعها إلى العمل في الهامش واللعب في الباحة الخلفية لـ«الولي الفقيه». لكن الجماعة منذ ذلك الحين وطّدت علاقاتها بالسياسيين وتقلدت شخصيات تخرجت في مدارس الحجتية، مناصب رفيعة في النظام كان أبرزهم آنذاك قائد الجيش السابق اللواء محمد سليمي الذي عُزل بأوامر آية الله الخميني من قيادة الجيش. ولكن علي خامنئي عاد فعينه مستشارًا عسكريًا، واحتفظ سليمي في منصبه حتى وفاته في يناير (كانون الثاني) 2016، ويعدّ سليمي أحد أبرز دعاة الحجتية في الجيش الإيراني، ولا سيما، لإدخاله عددا من كبار من الضباط وأسرهم إلى الجماعة.
وإلى جانب سليمي، تجدر الإشارة إلى الجنرال یوسف کلاهدوز، من قیادات الجیش ومؤسس الحرس الثوري (قتل في سقوط طائرة)، وقائد القوات البريّة في الجیش الإيراني الفریق صياد شيرازي، الذي قتل على يد مسلحين 1999، ووزيرا الخارجية الدكتور علي أكبر ولايتي (المستشار الخاص لخامنئي للشؤون الدولي حاليًا) والدكتور كمال خرازي، ووزير التعليم والتربية الأسبق في حكومة خامنئي علي أكبر برورش، وغلامعلي حداد عادل مستشار خامنئي الثقافي حاليًا والمرشح الرئاسي سابقًا، واسفنديار رحيم مشائي رئيس مكتب محمود أحمدي نجاد، والبرلماني الحالي مهدي كوجك زاده، والسياسي مهدي خزعلي نجل آية الله خزعلي الذي كان ممثل «الولي الفقيه» لدى الجماعة الحجتية، والدكتور مصطفي شمران القائد الإيراني الذي قتل خلال الحرب الخلیج الأولی ویعد الشریك الأساسي لموسى الصدر في تأسيس حركة «أمل» في لبنان.
وللعلم، تحيط شكوك كثيرة بعلاقة خامنئي بالجماعة الحجتية بسبب كثرة الأشخاص من حوله ممن انتموا وتخرجوا سابقًا من المدارس الحجتية، وبسبب الاشتراكات الفكرية بين والده وبين مؤسس الجماعة الحجتية الشيخ محمود حلبي كونهم من أتباع مدرسة التفكيك السالفة الذكر.
صعود أحمدي نجاد وتياره في المشهد السياسي الإيراني، وحديثه عن الارتباط بـ«المهدي المنتظر» في إدارة البلاد، وكشفه عن مخطط لإدارة العالم بالتنسيق مع «المهدي المنتظر» عوامل أعادت فتح ملف الحجتية في الأوساط السياسية في إيران. وحاول منتقدوه، الذين يعتبرون من أشد أنصار الخميني، الربط بين تيار أحمدي نجاد والجماعة الحجتية. وانطلاقًا من هنا كثر النقاش حول دور الحجتية وتجديد نفسها في الحياة الفكرية والسياسية في البلاد. وحقًا، طبق تيار أحمدي نجاد شعار العمل الثقافي وحراسة آيديولوجية الثورة، الذي ترفعه الحجتية، بأساليب جديدة جاءت في إطار الحديث عن «المهدي» وحكومته. وكانت الجماعة تستخدم هذا الشعار في بداية الثورة بتبريرها ابتعادها عن العمل السياسي بأنه شعار يشمل القضايا العقائدية والآيديولوجية.
ولقد جدّد أحمدي نجاد وتياره خلال السنوات الأربع الأولى من رئاسته خطاب المهدوية عبر تنظيم مؤتمرات دولية. كذلك شهدت دورته نشاطا واسعا للجماعات التي تتحدث عن ظهور «المهدي». وبعد وصوله إلى دوره رئاسية ثانية كشفت صحيفة «ابتكار» في 2009 عن تقديم الجماعة الحجتية طلبا رسميا لإعادة نشاطها بشكل علني وربط الصحيفة عودة الحجتية بدعم بعض مراجع الشيعة لخطاب المهدوية وخاصة الأب الروحي لأحمدي نجاد، عضو رابطة حوزة قم العلمية، محمد تقي مصباح يزدي الذي يعتبره النقطة المقابلة لهاشمي رفسنجاني. وفي الوقت نفسه كثر الحديث عن تيار «منحرف» في إشارة إلى دور رحيم مشائي في إعادة تنظيم الحجتية في جماعة جديدة أطلقت على نفسها «طريق الحقيقة»، وأسست مراكز لها في عدد من المدن الكبيرة.
وبدورها تساءلت مجلة «مهرنامه» الفكرية والثقافية المرموقة في إيران ضمن ملف خاص عن حقيقة عودة الحجتية، واستندت المجلة إلى تصريحات مؤسس جماعة «أنصار حزب الله» الإيرانية، حسين الله كرم الذي كشف فيها أن جماعة مشائي تعتقد بقرب ظهور «المهدي المنتظر»، كما كشف عن مخططات تلك الجماعات التي تؤمن بقرب ظهور المهدي في أربع دول عربية هي مصر والمملكة العربية السعودية والأردن واليمن.
في هذه الأثناء، كان وزير الداخلية الإيراني الأسبق علي أكبر محتشمي بور قد اتهم في حوار مع صحيفة «اعتماد» في 2009، الجماعة الحجتية بالوقوف وراء قمع «الحركة الخضراء» التي اندلعت في عدد من المدن الإيرانية، وتحدث محتشمي بور عن تمدّد الجماعة في مفاصل النظام الإيراني، وادعى أنها جمعت عددًا كبيرًا من المثقفين وأساتذة الجامعات والطلاب الواعدين، وزعم لجوء الجماعة إلى إرهاب الشخصية أو الحذف المباشر في تعاملها ضد المعارضين. ومما قاله محتشمي بور في ذلك الحوار أن الحجتية «تجاوزت كل الخطوط الحمر، ويصعب التصدي لها. الله وحده يمكن أن يساعد وهو ما حذر منه الأمام الخميني، اليوم هي نار تحت الهشيم».
ختامًا، يتسّع الصراع في إيران على السلطة بين المذاهب والمدارس الفكرية في الفترة الأخيرة، ولعب هاشمي رفسنجاني، الذي يعتبر من أنصار خط الخميني، في ملعب الجماعة الحجتية عبر طرحه مشروع «شورى الفقهاء» كبديل محتمل للنظام الإيراني إذا ما غيب الموت خامنئي. إضافة إلى ذلك يستدعي الدور الإيراني في سوريا والعراق واليمن وتدخلاتها الواسعة في الدول العربية، الوقوف والاطلاع على خلفية الآيديولوجية المسيطرة على هيكل النظام الإيراني. ثم إن حديث قادة الحرس الثوري وكبار المسؤولين الإيرانيين عن التمهيد لظهور «المهدي المنتظر» عبر التدخل العسكري في أكثر من منطقة من الشرق الأوسط وحشد جماعات متطرفة من أجل أهداف آيديولوجية - فضلا عن الصراع الواسع بين المراجع والمدارس الدينية - أمور تثير الكثير من علامات الاستفهام حول دور الجماعة الحجتية وعشرات الجماعات المؤدلجة في الفوضى التي تشهدها دول المنطقة.
0 comments:
إرسال تعليق