الجمعة، أغسطس 03، 2018
عالبركة
الجمعة, أغسطس 03, 2018
اضف تعليق
عالبركة - كلمة أعتقد أنكم جميعاً تدركون معناها، و تدركون متى يقع استعمالها، و مبتغى الدلالة منها ... كلمة سمعتها من فترة وجيزة جداً، من أحدهم ... سيرد في السياق أدناه ... كيف و أين
سماعها منه، في هذه الظروف العصيبة استفزني كثيراً ... تمعنت قليلاً بمحتوى الحوار والذي ضمنه وردت هذه الكلمة، وعدت بذاكرتي إلى الوراء ... استذكرت عدة مواقف و أحداث قديمة، مرت و حدثت لأعوام و أعوام مضت، فاخترت ثلاث عابرة زمنياً، و اثنتان حاضرتان، إحداهما التي وردت فيها كلمة ... عالبركة ... وقررت عرضها هنا، لنرى هل يمكن أن نقول عنها ... عالبركة ...
لن أعطي رأي أو تفسير ... لن أحلل أو أفكر ... لن أذكر أسماء أشخاص أو منظمات أو ... لن أحدد تاريخ ... و لن أتوقع أو أتنبأ لست معارضاً ... لست موالياً ... لست منتظماً ... و لست منتسباً ... أنا فقط عربي سوري ...
حسناً ... سأبدأ سردي ... بمـا يلي:
سبعينيات القرن الماضي، فترة الدراسة الإعدادية، الصف الثامن تحديداً
كنت لا أفقه معنى أن يكون المرء منظماً، أو يكون منتسباً، أو أو أو ... كنا زملاء في المدرسة ... نجلس متجاورين في الصف.
أحد أيام الأسبوع ... أثناء إحدى الحصص ... دخل شخصاً وطلب زميلي ...أذن له المدرس (بعد أن همس الشخص باذنه) ... غاب حصتين متتاليتين ... و عدنا اجتمعنا في الفرصة
سألته ... ماذا حدث أين كنت ... أجاب ... كان عندنا اجتماع،
قلت ... اجتماع أي اجتماع و من أنتم ... رفض الإجابة ... و تكرر الأمر، إلى أن ختمت بقولي ... شو اجتماع ( حم...... ) حتى ماعم تقول
نهاية اليوم ... عند باب المدرسة ... كان يقف و معه اثنين آخرين ...الشخص إياه (من طلب زميلي) ... عندما رآني طلبني و قال أن الموجه يريدني ...
ذهبنا إلى غرفته ... دخلنا ... انتصب الموجه و أعطى كرسيه و مكتبه له و هو يؤهل به
جلس المذكور إياه خلف المكتب و بدأ ... توبيخاً و كلمات نابية و تهديدات بالحرمان من الدراسة و و و
تبين لي نهايةً ... أنه الاجتماع الذي ذكره زميلي، كان اجتماع حزبي ...
مضت الأيام ... و تكرم أحدهم لاحقاً ... بعد سنتين ... باطلاعي على ملفي ... أصبح لي ملفاً من السبيعينيات ... من القرن الماضي ... و صفت فيه بالرجعي جداً ... إقطاعي برجوازي ... معارض
هل يمكن أن نقول ... عالبركة ...
ثمانينيات القرن الماضي ... فترة الجامعة و التدريب الجامعي تحديداً ... محاضرة إسبوعية للتثقيف السياسي أثناء العام الدراسي الجامعي، موضوع إحدى المحاضرات ... الوحدة العربية ... و العلاقة مع الاتحاد السوفيتي (سابقاً)
شرح و تفصيل، اجتهد به المحاضر ... كان ملازم أول خريج معهد العلوم السياسية ... كما قدم نفسه ... في الختام ... فتح المجال لمن لديه سؤال ... أو استفسار
تجرأت و طلبت الكلام و سألت ...
... هل أولى مبادىء الدولة هي الوحدة ... أي الوحدة العربية ... ... أجاب موافقاً ... فتابعت ...
... لماذا إذا تقوم سياسة الدولة على زيادة الانقسام و جعل الدول العربية 23 بدلاً من 22 ...
(كانت اليمن اثنان ... و أريتيريا تعتبر من الدول العربية ... و جزر القمر لمن لا يعرف) ... ... سأل ... كيف ذلك ...
... قلت ... الدولة تدعم جبهة البوليساريو التي تسعى للانفصال عن المغرب ...
... قال ... إن سياسة المملكة هي ضد توجهاتنا (كدولة) لذلك نحن ندعمهم ...
... قلت ... هناك اتحاد العمال المغاربي الذي يعارض سياسات المملكة ... لماذا لا ندعمه بدلاً من البوليساريو ...
... بعض الارتباك بدى واضحاً على محياه ... ثم قال ... هذا موضوع شائك نبحث فيه لاحقاً ... لن أكمل ماجرى من نقاش و سأكتفي بما سبق
هل يمكن أن نقول .... عالبركة ...
النصف الثاني تسعينيات القرن الماضي ... تحضيرات انتخابات مجلس الشعب على قدم و ساق ... كانت آخر انتخابات لمجلس الشعب تجرى في الحقبة السياسية الماضية ...
أحدهم طلب مني أن أكون مندوباً له في يوم الانتخابات الحاسم ... كان من معارف المرحوم الوالد ... و كان مشهوداً له بالخلق و المعرفة و التقوى ...
قبلت المهمة و بدأت الاستعداد ... قرأت ما تيسر عن قانون الانتخاب ... استقيت ما أمكن من معلومات ...
في تلك الحقبة ... قبل الانتخابات بفترة ... توجه الرئيس بخطاب للشعب فحواه ... الانتخابات و موقف النظام منها ... كما تذكرون ... كانت خطاباته بغالبيتها ... يشوبها نوع من الغموض ... لكنها كانت برأي الشخصي ... و لمن يتمعن ... واضحة و لا تحتمل التأويل ... رحمه الله ...
مما قاله حينها ... ما معناه ...
... أننا لم نصل بعد لمرحلة تمكننا من خوض انتخابات حرة ... حرة بما تعنيه الكلمة من معنى ... نظامنا الانتخابي حدد عدداً من المقاعد لأعضاء الجبهة جميعاً ... موزعة حسب تقسيمات الدوائر الانتخابية ... وفق قانون الانتخابات ... لذلك فإن هذه الانتخابات هي فعلياً انتخابات للمستقلين ... الشعب ينتخب المرشحين المستقلين ... و تمنى أن يلتزم الجميع بذلك ...
بالنسبة لي ... اعتبرته أمراً و اضحاً لكل من انضوى تحت جناح الجبهة ... بأن يخلي الساحة ... لا دعاية انتخابية ... و لا أي أمر آخر ... بأن يخلي الساحة ... للمستقلين ... دعاية انتخابية ... و ممارسة شرعية ... بأن يخلي الساحة ... لتكون ممارسة نصف حرة ... إن جاز التعبير
اعتبرتها ... مقدمة ... دارت الأيام ... و أتى اليوم المنشود ... كان يوماً لن أنساه ماحييت ... ليس لأنه يوم انتخابات ... ليس لأني شاركت بشكل مباشر ... بل لأني عشت يوماً رأيت فيه ... مركز انتخابي هو بمثابة دولة ... دائرة انتخابية هي بمثابة دولة ... هلم جرا ... هلم جرا ... هلم جرا ...
هل يمكن أن نقول .... عالبركة ...
بدايات القرن الحالي ... حقبة الانترنت و الساتيلايت و الموبايل ... حقبة الحقبات ... بالتحديد العشرة الثانية منه ... جرى ما جرى في سوريا ... و مازال مستمراً ... و بدأت المواجهة ... داخلياً و على كافة الصعد ... و الغالبية مقتنعة و أنا منهم ... أن التكفيريين ... الإخوان ... و ما شابه و لحق ... لهم اليد الطولى فيما جرى ... وما يجري ... وما سيجري ... من قتل و دمار و خراب ...
اكتشفنا ... التضليل الإعلامي ... و لاحقاً التورط الإعلامي اكتشفنا ... التضليل الدولي ... و لاحقاً التورط الدولي
اكتشفنا ... التضليل العربي ... و لاحقاً التورط العربي اكتشفنا ... تضليل الجوار ... و لاحقاً تورط الجوار
لم نكتشف ... التضليل الداخلي ... و لاحقاً التورط الداخلي
عدة أيام مضت ... برنامج سياسي في قناة محلية ... ضيف البرنامج أحد المطلعين على بواطن الأمور و من ذوي المراكز ... و يوصف أيضاً بالمحلل السياسي ... و مؤهل باعتقادي لتبوء مراكز قيادية ...
في رده على سؤال مقدم/ة البرنامج ... عن هذه الجموعات ... التكفيريين ... الإخوان ... و ما شابه و لحق ... و عن رأيه بما يقال من قبل المغرضين ... أن الدولة تعرف بها و تجاهلته
بشار صباغ
0 comments:
إرسال تعليق