اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الثلاثاء أن بلاده يجب أن
تكون لديها "القدرة على الرد" على أي هجوم محتمل من إيران يستهدف المصالح
الأميركية في الخليج، مؤكدا أن واشنطن لا تريد حربا مع طهران وإنما تريد
ردع أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
والتقى بومبيو في مدينة تامبا مسؤولين في القيادة المركزية للبنتاغون
التي أعلنت في اليوم السابق إرسال ألف جندي إضافي إلى منطقة الخليج لمواجهة
"السلوك العدائي" لطهران.
وقال إن عملية الانتشار هذه يجب أن "تقنع الحكومة الإسلامية في إيران بأننا مصممون لردعهم عن ارتكاب اعتداءات جديدة في المنطقة".
وأضاف أن الزيارة هدفها "وضع اللمسات الأخيرة على الأهداف الإستراتيجية"
التي حددها الرئيس دونالد ترامب، مستدركا بالقول "لكن لا يمكننا القيام
بذلك دون التأكد من أن لدينا القدرة على الرد إذا اتخذت إيران قرارا سيئا
وهاجمت أميركا أو منشأة أميركية أو استمرت في تطوير برنامجها للأسلحة
النووية".
وقال "يجب أن نكون مستعدين للرد على أي تهديد من إيران"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "الرئيس ترامب لا يريد الحرب" مع طهران.
ولاحقا قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة نشرتها مجلة تايم
اليوم الثلاثاء إنه مستعد للقيام بعمل عسكري لمنع إيران من امتلاك سلاح
نووي، لكنه لم يجب على سؤال بشأن ما إذا كان سيلجأ للقوة لحماية إمدادات
النفط من الخليج، مضيفا أن تأثير الهجوم على ناقلتي نفط نرويجية ويابانية
في خليج عمان "طفيف للغاية" حتى الآن.
وتأتي تصريحات الوزير الأميركي بينما هدّد قائد
الحرس الثوري بأن الصواريخ الباليستية الإيرانية "فائقة الدقة" قادرة على
استهداف سفن في البحر، في إشارة إلى القوات الأميركية في الخليج وإلى السفن
التجارية في الممرات المائية الحيوية بالمنطقة التي يمر عبرها ثلث إمدادات
النفط العالمية.
ولا يزال التوتر بين طهران وواشنطن يتصاعد بعد هجمات على ناقلتي نفط
أثناء إبحارهما في خليج عمان قرب مضيق هرمز نسبتهما واشنطن إلى الحرس
الثوري الإيراني.
والشهر الماضي تعرضت أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط للتخريب، قبالة
دولة الإمارات العربية المتحدة. وكانت واشنطن قد ألقت باللوم على طهران
التي نفت ذلك.
وقد انسحب ترامب في مايو/ايار 2018 من الاتفاق النووي الذي وقّعته القوى
الكبرى وإيران منذ ثلاث سنوات، قائلا إنه لا يسمح بالحد من البرنامج
النووي لطهران. وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية لإقناع الجمهورية
الإسلامية بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال بومبو الثلاثاء إن حملة "الضغوط القصوى هذه فعالة للغاية"، في حين
يبدي المجتمع الدولي قلقا بشأن تصعيد قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن الرئيس ترامب "لا يريد حربا" وإنما يريد
ردع إيران، مضيفا للصحفيين بعد اجتماعه مع قائد القيادة المركزية
الأميركية كينيث ماكنزي والجنرال ريتشارد كلارك قائد القوات الخاصة في
مدينة تامبا بولاية فلوريدا "لقد تبادلنا عدة رسائل مع إيران وإننا نريد
ردعها ولا نريد الحرب "، مشيرا إلى تعاون بلاده مع الشركاء في هذا الصدد.
وتلتقط إيران هذه التصريحات بوصفها ضعفا وعدم
قدرة أميركية على المواجهة، فقبل تصريح بومبيو قال الرئيس الإيراني حسن
روحاني اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة فشلت في عزل بلاده عن العالم.
وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء "على الرغم من جميع
الجهود التي بذلها الأميركيون في المنطقة ورغبتهم في قطع علاقاتنا مع
العالم ورغبتهم في إبقاء إيران معزولة فإنهم فشلوا".
وكان باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي والذي خلفه
رسميا في المنصب اليوم الثلاثاء مارك اسبر، قد أعلن أمس الاثنين عن نشر نحو
ألف جندي إضافي في الشرق الأوسط لأغراض وصفها بأنها دفاعية وناجمة عن
مخاوف من تهديد إيراني.
وفي المقابل تستمر الجهود الدبلوماسية لتجنب تصاعد التوتر في المنطقة
فيما ذكر دبلوماسي أوروبي كبير ومصدر آخر مطلع اليوم الثلاثاء أن الممثل
الأميركي الخاص لإيران برايان هوك يعتزم السفر لباريس الأسبوع المقبل
لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن
الانتهاكات النووية والأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وكان من المتوقع أن ينعقد الاجتماع يوم 27 يونيو/حزيران.
Posted in: شؤون دولية
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة في Facebook
0 comments:
إرسال تعليق