الأربعاء، يونيو 19، 2019
دفن فجراً دون جنازة.. لماذا يخشى النظام المصري تشييع محمد مرسي؟
الأربعاء, يونيو 19, 2019
اضف تعليق
مع الشعاع الأول من ضوء فجر الثلاثاء، وعند الخامسة والنصف فجراً وسط
انتشار أمني مكثف، وبحضور أفراد أسرته الذين يعدون على الأصابع، وري جثمان
الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي الثرى في إحدى مقابر "الوفاء والأمل" شرق
القاهرة، من دون جنازة وتغطية إعلامية.
هذا ما أكده عبد
المنعم عبد المقصود، محامي عائلة مرسي، في تصريحات صحافية، مشيراً إلى أن
السلطات الأمنية سمحت لنجل الراحل (أسامة)، الذي يقضي بدوره عقوبة الحبس
بحضور مراسم تجهيز الجثمان والدفن، بعد تأدية صلاة الجنازة عقب صلاة الفجر
في مستشفى سجن طرة. وحضر من عائلة مرسي زوجته وأبناؤه وشقيقان له فقط.
وفي منشور موحد عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب نجل الراحل، عبد الله، وشقيقه أحمد ووالدتهما نجلاء محمد
(زوجة مرسي): "نحتسب الرئيس محمد مرسي عند الله من الشهداء، وعند الله
تجتمع الخصوم. قمنا بتغسيل جثمانه الشريف بمستشفى سجن ليمان طرة وقمنا
بالصلاة عليه داخل مسجد السجن ولم تصلِّ عليه إلا أسرته وتم الدفن بمقابر
مرشدي جماعة الإخوان المسلمين لرفض الجهات الأمنية دفنه بمقابر الأسرة
بالشرقية".
جاء دفن مرسي بعد ساعاتٍ معدودة من إعلان
التلفزيون الرسمي المصري، بعد عصر الاثنين، نبأ وفاته فور رفع جلسة
لمحاكمته في إطار قضية "التخابر" مع جهات أجنبية (منظمة حماس الفلسطينية).
وكان المصدر نفسه أكد، بعد منتصف الليل، أن سبب الوفاة هو "نوبة قلبية".
لم
تكتف السلطات المصرية برفض دفن الرئيس الأسبق في مسقط رأسه، بل منعت أي
شخص، عدا أسرته حضور مراسم الدفن، حتى الصحافيين أخرجتهم جميعاً من المقبرة
ومنعتهم من تغطية مراسم الدفن، وفق مراسل وكالة الأبناء الفرنسية.
ودفن مرسي
في مقابر الوفاء والأمل شمال شرقي العاصمة القاهرة على الرغم من وجود وصية
للمتوفى توصي بدفنه في مقابر أسرته بقرية العدوة بمحافظة الشرقية. وكان
محاميه أوضح أن أسرة مرسي وافقت على دفنه في القاهرة استجابةً للسلطات الأمنية.
ورغم
الاهتمام الرسمي والإعلامي العالمي والشعبي بنبأ موته المفاجئ في ظروف
غامضة، جاءت التغطية الإعلامية المصرية لخبر وفاة "الرئيس المصري الأسبق"
مقتضبة للغاية. واكتفت النسخة الورقية لصحيفة الأهرام الرسمية بذكر الخبر
في جزء صغير غير ملحوظ من صفحة الحوادث، وهو أمر غير متبع في حالة وفاة
"رئيس سابق" للبلاد.
وركز الإعلامي المصري تامر أمين في
تطرقه لخبر رحيل مرسي على أن المتوفى هو "مجرد سجين ومتهم في قضية خيانة
وتخابر"، في حين أعربت المذيعة ريهام سعيد عن "دهشتها واستيائها" من
التعاطف الشعبي الواسع مع مرسي بعد رحيله، مذكرةً بشماتة الإخوان المسلمين
في شهداء الجيش والشرطة المصريين.
0 comments:
إرسال تعليق