الجمعة، أغسطس 21، 2020

إيران تقر باحتجازها سفينة إماراتية بطاقمها


طهران - أعلنت إيران الخميس احتجاز سفينة إماراتية وطاقمها، في أحدث حلقة من مسلسل التهديدات الإيرانية لأمن الخليج تأتي في خضم التوتر المتصاعد مؤخرا بين الجمهورية الإسلامية والإمارات.

ويأتي احتجاز الميليشيات الإيرانية للسفينة الإماراتية على ما يبدو تنفيذا لتهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني الاخير، بعد إعلانه أن الإمارات أصبحت هدفا مشروعا لعمليات طهران وذلك ردا على اتفاق السلام الموقع بين أبوظبي وإسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن "طهران احتجزت سفينة مسجلة في دولة الإمارات دخلت مياهها الإقليمية هذا الأسبوع"، وزعمت أن خفر السواحل الإماراتي قتل صيادين إيرانيين اثنين في اليوم نفسه.

وتصاعد التوتر بين البلدين منذ توقيع السلطات الإماراتية الأسبوع الماضي اتفاق السلام بالشرق الأوسط مع إسرائيل التي تعتبرها طهران عدوا، وهدد روحاني بالقول إن "الإمارات أصبحت هدفا مشروعا لعملياتنا إذا لم تتراجع عن الاتفاق".

ونقل التلفزيون الرسمي عن بيان وزارة الخارجية قوله "يوم الاثنين، احتجز حرس الحدود الإيراني سفينة إماراتية وطاقمها بسبب إبحار غير مشروع في مياهنا الإقليمية".

وكانت وكالة أنباء الإمارات أفادت يوم الاثنين بأن خفر السواحل الإماراتي حاول إيقاف ثمانية قوارب صيد انتهكت المياه الإقليمية في شمال غربي جزيرة صير بو نعير، دون أن تأتي على ذكر وقوع خسائر بشرية.

وعلى الرغم من تواتر حوادث قوارب الصيد بين إيران وجيرانها الخليجيين، حذرت إيران من أي اعتداء على مصالحها ومواطنيها، قائلة في البيان إن "طهران ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية سفنها ومواطنيها في الخليج الفارسي".

يأتي هذا بعيد أيام قليلة من تحذير أطلقته وزارة الخارجية الإماراتية الأحد الماضي من تداعيات تصريحات الرئيس الإيراني على أمن المنطقة واستقرارها على خلفية "تهديدات" وردت في خطابه ردا على اتفاق السلام مع إسرائيل.

وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الخميس توقيع اتفاق مع إسرائيل يشمل السلام بالشرق الأوسط في خطوة تاريخية لاقت ترحيبا دوليا واسعا، بينما انتقدتها إيران التي تعتبر إسرائيل وأميركا عدوتان.

وكان روحاني قد قال السبت الماضي حسبما نقلت عنه وكالة "مهر" الإيرانية "إننا نحذر الامارات من فتح أبواب المنطقة لدخول الكيان الصهيوني، وإن فعلت سوف نتصرف معها بشكل مختلف"، في تهديدات ضمنية لدولة الإمارات

ولإيران سوابق في تنفيذ اعتداءات إرهابية على منشآت نفطية بالخليج العربي وقبالة السواحل الإمارتية أحدثها في سبتمبر/أيلول الماضي، فيما تثير الأنشطة الإيرانية ونفوذ ميليشياتها الممتد إلى أكثر من دولة، قلقا دوليا مستمرا حيال أمن منطقة الشرق الأوسط.

واحتجزت إيران أواخر العام الماضي في مضيق هرمز السفينة البريطانية 'ستينا امبيرو'، ما سبب أزمة بين لندن وطهران، فيما تثير الأنشطة الإيرانية المشبوهة في مياه الخليج قلقا دوليا حيال منطقة تأوي ثلث إمدادات النفط العالمية.

واعتبر الرئيس الإيراني أنّ أبوظبي "ارتكبت خطأ كبيرا جدا ونأمل أن تتراجع عن هذا الخطأ وتنتبه الى طريق الخطأ الذي سلكته والذي لا يخدم حكامها ولا يخدم أمنها".

في المقابل اعتبرت الخارجية الإماراتية في بيان "هذا الخطاب غير مقبول وتحريضيا ويحمل تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي".

وردا على تصريحات روحاني استدعت الإمارات الأحد القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية في أبوظبي الأحد وسلّمته مذكرة احتجاج.

ونبهت المذكرة إلى "مسؤولية إيران تجاه حماية بعثة الدولة في طهران ودبلوماسييها وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وبناء على خلفية سوابق الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية الأجنبية في إيران".

وأكّدت أبوظبي "رفضها المطلق للغة الخطابات التحريضية من السلطات الإيرانية عقب معاهدة السلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل معتبرة ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية واعتداء على السيادة".

والعلاقات بين إيران والإمارات متوترة منذ 2016 حين خفّضت أبوظبي مستوى التمثيل الدبلوماسي مع طهران بعيد مهاجمة سفارة السعودية في العاصمة الإيرانية على خلفية إعدام رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر في المملكة.

وذكرت صحيفة 'كيهان' الناطقة باسم التيار المتشدد في النظام الإيراني السبت أن الإمارات أصبحت "هدفا مشروعا" للقوات الموالية لطهران بعد توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية