ويمكن القول بأن هذه المقابلة هي "الشرشحة" العالمية الثانية لجبران باسيل في الإعلام الغربي بعد مقابلته مع CNBC في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي حيث كان لديه من الثقة والغرور ما دفعه إلى حضور مؤتمر دولي من دون أي صفة رسمية باستثناء صفة أكثر سياسي مكروه ربما.
الجمعة، أغسطس 21، 2020
ميا خليفة في مواجهة رئاسة الجمهورية
الجمعة, أغسطس 21, 2020
اضف تعليق
لم تكن السلطة اللبنانية بحاجة إلى حادثة كارثية كانفجار مرفأ بيروت
لكي تصبح مهزلة عالمية كما هو حالها اليوم. فصيتها بالفساد وسوء الادارة
وسوء تقدير العواقب، يسبقها منذ زمن، وهو قد بلغ آذان العالم برمّته عبر
الشتائم التي ردّدتها الصحافة الغربية، محوّلةً من سوّلت له وقاحته التفاخر
بأنه قادر على تعليم الحكومات الأوروبية كيف تدار الدول من دون ميزانية
إلى نكتةٍ سمجة.
إلا أن الوضع اليوم قد تعدّى النكتة مباشرةً إلى المأساة، حتى إستلزم الأمر قيام رئيس دولة أجنبية بتوجيه "تقريع" يليق بحكومة لبنان.
لكن الإهانة لم تتوقف عند توبيخ الرئيس الفرنسي للحكومة اللبنانية، بل
جاءت مضاعفةً على لسان نجمة البورنو السابقة (الاميركية من اصول لبنانية)
ميا خليفة التي سدّدت صفعاتٍ متتالية للمسؤولين اللبنانيين، ولرئاسة
الجمهورية بشكلٍ خاص، عبر منشوراتها وتعليقاتها في السوشيال ميديا.
فقد اثبتت النجمة الإباحية انها أكثر دهاءً ومسؤوليةً من المسؤوليين
اللبنانيين مجتمعين. ففي منشور في انستغرام، تساءلت النجمة
اللبنانية-الأميركية "من منكم يا أيها الجبناء سيستثمر 3 مليارات دولار
لإعمار بيروت؟" مضيفةً أسماء كل من بري، عون، جنبلاط، جعجع، الجميل،
الحريري، ميقاتي، باسيل، وفرنجية.
أما الإهانة الأكبر التي وجهتها إليهم فكانت قدرتها على جمع 150 ألف
دولار (حتى اللحظة) للصليب الأحمر، فيما عجز هؤلاء عن التبرع برواتبهم حتى.
أما الطريقة التي جمعت عبرها التبرعات فكانت ببيع أغراض لها عبر مزادٍ
علني، ومنها نظاراتها الشهيرة
وشفرة حلاقة مستخدمة. باختصار، شفرة الحلاقة الخاصة بميا خليفة كانت أكثر
فائدةً للشعب اللبناني من أدمغة بعض المسؤولين الذين حكموا البلاد لعقود.
ولم تقتصر جهود خليفة على جمع التبرعات فقط بل أصرّت على تحقير الزعماء وتحميلهم مسؤولية ما جرى. في سلسلة من الفيديوهات والصور في إنستغرام، شرحت خليفة آليات الفساد في لبنان والتي أدّت في نهاية المطاف إلى كارثة المرفأ.
ونشرت صورة تقول فيها "تباً للزعماء وآبائهم أيضاً". وقد تبين أنها
على إطلاع واسع بالسياسة اللبنانية وبتفاصيل الإنفجار بالتحديد فنشرت أسماء
وصور المسؤولين عنه مثل شفيق مرعي، حسن قريطم مطالبةً بإنزال العقاب المناسب بهم.
لكن معركة خليفة الشخصية كانت مع رئيس الجمهورية مباشرةً، فانهالت على
حسابه في "تويتر" بالتعليقات الساخرة واللاذعة محمّلةً إياه مسؤولية تدمير
بلده. فكتبت، متهكمةً، في أحد التعليقات: "يقبرني.. لقد دفنت بلادك
بأكملها تحت الركام والدمار"، واصفةً ما جرى بالـ"إبادة". كما سخرت من عون
لعدم اتخاذه أي إجراءات فعالة، فجلّ ما فعله هو "نشر صورة لعلم لبنان من
الواضح أنه قد حمّلها عن غوغل". وقد أدّى سيل التعليقات هذا إلى حظر ميا
خليفة عن حساب رئيس الجمهورية.
خليفة بالطبع ليست الوحيدة التي تعتبر معركتها مع الرئيس عون شخصية،
فهو حال اللبنانيين جميعاً بمن فيهم المغتربون. وقد تداول المستخدمون على
مواقع التواصل الإجتماعي فيديو لشبان في القنصلية اللبنانية في لوس أنجلس
يزيلون صورة رئيس الجمهورية ويدوسون عليها في مشهدٍ يندر حدوثه ويشي بسقوط
عون كغيره من أصنام الأنظمة العربية المرفوضين من شعوبهم.
وبالرغم من أن اللبنانيين يلومون السلطة السياسية، بكافة أطرافها، على
الجريمة التي وقعت جراء فسادهم وجشعهم، إلا أن حصة التيار الوطني الحرّ من
هذا اللوم هي الأكبر، نظراً إلى أن فسادهم هو الأكثر بروزاً، بحسب ما يقول
مغردون، خصوصاً في ما يخصّ قضية المرفأ.
ومن هنا جاءت إستضافة قناة CNN
لجبران باسيل والتي أوضحت المذيعة في مقدّمتها أنها لم تدعوه إلى برنامجها
لأنه يمثّل صوت أكثرية اللبنانيين، "لأنك في الحقيقة لا تمثّلهم، بل أنك
تجسّد بالنسبة لملايين اللبنانيين قمة الفساد والمحسوبية التي أغرقت البلد
في حفرة من اليأس".
ويمكن القول بأن هذه المقابلة هي "الشرشحة" العالمية الثانية لجبران باسيل في الإعلام الغربي بعد مقابلته مع CNBC في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي حيث كان لديه من الثقة والغرور ما دفعه إلى حضور مؤتمر دولي من دون أي صفة رسمية باستثناء صفة أكثر سياسي مكروه ربما.
ويمكن القول بأن هذه المقابلة هي "الشرشحة" العالمية الثانية لجبران باسيل في الإعلام الغربي بعد مقابلته مع CNBC في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي حيث كان لديه من الثقة والغرور ما دفعه إلى حضور مؤتمر دولي من دون أي صفة رسمية باستثناء صفة أكثر سياسي مكروه ربما.
يصعب التسلل إلى عقل جبران باسيل لمعرفة السبب الذي يحمله إلى تعريض
نفسه لهذا الكمّ من الإهانة، وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس عون الذي لا يزال،
بعد كل الإنهيارات التي شهدها عهده، يرفض التنحي والتخلي عن كرسيه.
أما استراتجيتهم لمواجهة هذه الحرب الالكترونية التي شُنت ضدهم فلم
تكن بالإعتذار من الشعب اللبناني أو القيام بأي اجراءات تصبّ في مصلحة
المتضررين والضحايا بل سارعوا إلى التلويح بمحاسبة كل من يتطاول على رئاسة
الجمهورية، غافلين عما تبقى من شرعيةٍ لهذه الرئاسة التي تعرضت للإهتزاز
بفعل انفجار العنبر رقم 12 وإهراءات القمع وغيره من مباني بيروت
المتهالكة.
0 comments:
إرسال تعليق