الثلاثاء، أغسطس 25، 2020

نتنياهو يعارض صفقة أسلحة إسرائيلية متطورة مع الإمارات

ألغت الإمارات اجتماعاً علنياً كان مقرراً عقده في نيويورك، ويجمع كل من سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة مع نظيريها السفيرة الأميركية والسفير الإسرائيلي.

وقال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي إن قرار الإمارات بإلغاء اللقاء الثلاثي الذي كان من المزمع عقده يوم الجمعة الماضي، جاء على إثر تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حول معارضته لبيع مقاتلات "إف-35" الأميركية للإمارات.

ونقل الموقع عن ثلاثة دبلوماسيين مطلعين على التفاصيل، قولهم إن اللقاء جاء بمبادرة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، وكان من المفترض أن يعقد بأجواء احتفالية علنية تشمل التقاط الصور لوسائل الإعلام يعقبها عقد مؤتمر صحافي مشترك.

وبحسب المصادر، فإن جميع الأطراف كانت قد أكدت بالفعل مشاركتها في الاجتماع وأجرت محادثات حول التفاصيل، لكن ممثلي الإمارات أبلغوا السفيرة الأميركية والبيت الأبيض، في وقت لاحق، بإلغاء اللقاء حتى إشعار آخر.

وقال أحد المصادر إن "المسؤولين في الإمارات قرروا إلغاء الاجتماع في رسالة إلى إسرائيل بأنهم يشعرون بخيبة أمل من تصريحات نتنياهو العلنية بشأن بيع مقاتلات إف-35، علاوة على أنه ينوي معارضة صفقة السلاح عندما تطرح بالكونغرس الأميركي".

وقال موقع "أكسيوس" الأميركي إن الإماراتيين ينوون تأجيل المزيد من الاجتماعات العامة رفيعة المستوى مع إسرائيل، حتى يتم توضيح موقف نتنياهو من الصفقة التي تمثل أولوية قصوى بالنسبة لدولة الإمارات، والتي ترى أنها لا تنفصل عن اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

وقال المبعوث الأميركي لإيران براين هوك، والذي يسافر مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في جولته الشرق أوسطية، إن إدارة ترامب تسعى لتحقيق هدفين؛ الأول هو حماية التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، والثاني هو مساعدة الإمارات على الدفاع عن نفسها ضد إيران.

وأضاف هوك لموقع "أكسيوس"، أن الإمارات وإسرائيل تواجهان عدواً مشتركاً هو إيران. وتابع: "سنواصل تعزيز الموقف الدفاعي لدولة الإمارات بطريقة تحافظ على التزاماتنا الأمنية تجاه إسرائيل".

وبحسب الموقع الأميركي فقد ناقش مسؤولون في الولايات المتحدة صفقة الطائرات مع الإمارات، وذكروا للإماراتيين أن التطبيع يرفع من فرص تحققها مع التزامهم بضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة. ونتيجة لذلك نشأ لدى الإماراتيين انطباع بأن التطبيع من شأنه أن ينهي أية تحفظات لدى نتنياهو تجاه إتمام الصفقة.

لكن خلافا للتصريحات التي يكررها نتنياهو عن معارضته لصفقات أسلحة أميركية للإمارات وعدم معرفته بصفقة الطائرات "إف35"، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ضغوط مارسها جهاز الموساد وبمعرفة نتنياهو على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتمنح الضوء الأخضر لبيع أبو ظبي أسلحة متطورة.

ووفقا للصحيفة فإن الموساد وبإيعاز ومعرفة من نتنياهو مارس بالعامين الأخيرة ضغوطا على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتبدي موافقتها على إبرام صفقة أسلحة مع الإمارات، بيد أن هذه الضغوط لم تأتِ ثمارها بسبب المعارضة التي تبديها وزارة الأمن الإسرائيلية لبيع أسلحة إلى الإمارات.

وتحدثت الصحيفة عن وجود صراع خفي بين مكتب رئيس الحكومة والموساد وبين وزارة الأمن، يديره نتنياهو لإبرام صفقات أسلحة إسرائيلية مع الإمارات، تشمل معدات ذات معلومات ومعرفة بدرجة عالية من السرية، بينما تعارض وزارة الأمن بيع بعض الوسائل والأسلحة خوفاً من تسريب المعلومات والمعرفة إلى "دول معادية"، على حد تعبير الوزارة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة في المؤسسة الأمنية أن مكتب رئيس الحكومة والموساد ومنذ أكثر من عامين يضغطان من أجل أن تبدي وزارة الأمن الإسرائيلية موافقتها على بيع أسلحة ومعدات التي لا تشمل فقط القدرات الاستخباراتية، بل تشمل أيضا أسلحة هجومية متطورة ودقيقة.

وتعتمد وزارة الأمن الإسرائيلية منظومة مهمتها فحص أي توجه لبيع أسلحة من الصناعات الإسرائيلية إلى أي دولة أجنبية، وتصنف المنظومة الدول على ثلاث فئات، عادي، وخاص، ومحظور. ووفقا للمنظومة المعتمدة فإن الدول العادية، هي تلك التي يسمح للصناعات الدفاعية الإسرائيلية ببيع أسلحة عالية الجودة إليها، وتشمل، دولاً صديقة في أوروبا.

بينما الدول الخاصة، هي تلك التي يوجد فيها خوف من نقل المعرفة الإسرائيلية الفريدة منها إلى جهاتٍ معادية، وعليه يتم بيع هذه الدول أسلحة ومعدات منخفضة السرية، بينما المجموعة الثالثة هي الدول المحظورة التي يحظر بيعها كل المعدات العسكرية.

ومن الناحية الرسمية، تصنّف وزارة الأمن الإسرائيلية الإمارات على أنها دولة خاصة، بحيث لا يسمح بيع الأسلحة لها، لكنها في الواقع تتمتع بتوريد معدات عسكرية إسرائيلية عالية السرية منذ أكثر من ثماني سنوات. وكشفت الصحيفة النقاب أنه تم تجاوز هذا الحظر والسماح ببيع الأسلحة الإسرائيلية عقب اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح، في دبي عام 2010، إذ اندلعت أزمة عميقة في العلاقات بين البلدين تسببت بأضرار لإسرائيل.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية