الخميس، أكتوبر 13، 2011

عبد الحكيم عبدالناصر يروي ذكريات والده في ذكرى رحيله :توقيت وفاته مؤامرة واسترداد سيناء لم يكن مشكلة

انقطعت العلاقات بيننا وبين السادات بعد زيارته القدس ولم يكن هناك علاقات مع عائلة مبارك
بقي من عبدالناصر الإرادة التي أشعلت ثورة يناير
على الرئيس المقبل أن يختار بين جنازة القرن أو محاكمة القرن
للنجل الأصغر للرئيس الراحل جمال عبدالناصر عبد الحكيم ذكريات عن والده سياسية واجتماعية وعائلية يذكر بعضها في مقابلات ثلاث أجرتها معه صحف ((المصور)) و((روز اليوسف)) و((الاخبار المصرية)) لمناسبة الذكرى 41 لرحيل والده. كما يقيم حدث ثورة يناير ومنطلقاتها وأهدافها التي هي كانت منطلقات أو أهداف الثورة الناصرية أما عن وفاة والده فيرى انه كان هناك مؤامرة في توقيتها، وينصح عبد الحكيم غير المنتمي إلى أي تنظيم أو حزب سياسي رئيس مصر المقبل أن يختار بين جنازة القرن أو محاكمة القرن.
عبد الحكيم لا يغريه مقعد في مجلس الشعب معلناً عدم نيته في الترشح إلى انتخابات مجلس الشعب المقبلة لافتاً إلى ان بإمكانه التحرك سياسياً في مجال أوسع من الانتخابات في دعم تيار سياسي أو مرشحين بعينهم.
وأشار إلى انه ابتعد عن السياسة طواعية طوال الفترة قبل ثورة 25 كانون الثاني/يناير ((لعدم رغبتي في أن أفهم خطأ فضلاً عن المضايقات التي كنا نتعرض لها في العيش لكن في الفترة الأخيرة قبل ثورة ك2/يناير بدأت أعبر عن رأيي صراحة في ما يحدث كما انه لم تكن هناك تنظيمات قبل الثورة تصلح للمشاركة فيها باستثناء العمل السياسي السري وهذا كان مستحيلاً بالنسبة إلي لكوني ابن رئيس سابق والناس كلها تعرفني)).
ونفى عبد الحكيم أن تكون أسرة والده قد تعرضت لمضايقات خلال حكم الرئيس الراحل أنور السادات لكن ما كان يؤلمها في عهد الأخير ((هو محاولات تشويه إسم الوالد وإطلاق الأكاذيب على الرغم من ان أكثر واحد كان يعلم انها أكاذيب هو السادات نفسه)) مشيراً إلى ان العلاقة ازدادت توتراً بعد زيارة السادات إلى القدس وانقطعت العلاقات تماماً.
أما عن علاقته بالنظام السابق وأبناء الرئيس السابق حسني مبارك ورجاله قال عبد الحكيم ((علاقتي بهم كانت لا تتعدى المجاملة والاحترام الشخصي المتبادل. علاء كان يسكن معي في المبنى نفسه وكنا نتقابل صدفة ونتبادل السلام)).
وأكد عبد الحكيم انه بعد 41 سنة على وفاة الرئيس عبدالناصر بقي من سياساته ((الإرادة التي أشعلت ثورة 25 ك2/يناير والمبادىء التي أرساها من كرامة وعدالة اجتماعية)). وبعد حملة التشهير التي انطلقت للنيل من سمعته بعد وفاته جاءت ثورة 25 ك2/يناير لتعيد إحياء مبادئه وقال ((يجب أن نتذكر ان جمال عبدالناصر هو أول حاكم جعل 80 أو 90 في المئة من الشعب المصري يشاركون في الحكم بعد ان كانوا مهمشين وهو الوحيد الذي كان مقتنعاً بأهمية الحرية الاجتماعية وكل ما يقال عن عدم وجود حرية التعبير وكم الافواه كذب وافتراء ارجعوا إلى توفيق الحكيم وما كتب في الصحافة المصرية وما كتبه يوسف ادريس وما قدمته السينما المصرية بدءاً من ((ميرامار)) مؤكداً انه ((لم يتعرض للاعتقال إلا من كان متورطاً في مؤامرة وكان أكثر ناس اعتقلوا هم الشيوعيون والاخوان)) (المسلمين). وأضاف: ((السادات كان يعتقل مصر كلها من أقصى يسارها إلى أقصى يمينها لماذا لا يذكر أحد ذلك)).
وعن ثورة يناير وإدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية رأى عبد الحكيم ((ان المجلس العسكري والجيش قاما بدورهما الوطني في حماية الثورة وها نحن نرى ما حدث في سوريا وفي ليبيا)).
وإذ رأى ان الثورة تعني التغيير أشار إلى ((ان الثوار كان لهم ثلاثة مطالب: حرية، كرامة وعدالة اجتماعية)). معتبراً ان من الواجب أن يبدأ تحقيق هذه المطالب ((وها نحن أمام أحد أمرين إما يحققها الجيش أو أن تقصر الفترة الانتقالية بقدر الإمكان بحيث يأتي نظام جديد يبدأ في تحقيقها ويجب أن يكون معلوماً ان النظام الذي لن يحقق هذه المطالب ستقوم عليه ثورة مرة أخرى)).
وبحماس يقول ((لقد قامت الثورة لأن شعب مصر سُرق وأرض مصر سُرقت والقطاع العام سُرق)) وأضاف: ((لقد ثار الشعب ليس فقط من أجل إسقاط النظام بل أيضاً من أجل أن يسترد بلاده وسوف تعود له وستبقى الثورة مستمرة)).
وعن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك كمنصب وقيمة ورمز، رأى عبد الحكيم ان مبارك هو من تسبب في ذلك سائلاً ((هل تصرف كرئيس دولة؟)) معتبراً محاكمته ((عبرة لأي رئيس يأتي من بعده وعلى الرئيس القادم أن يختار بين جنازة القرن التي أقيمت لجمال عبدالناصر وخرج الملايين في مصر والعالم العربي لتودعه بدموعها، وبين محاكمة القرن التي حدثت لحسني مبارك)).
وأكد انه ليس هناك شبر في الكرة الأرضية بإسم جمال عبدالناصر.
وعن مستقبل العلاقة مع إسرائيل لفت عبد الحكيم إلى ((ان إسرائيل تعيش في مأزق وعليها أن تراجع سياستها وتعترف بحقوق الفلسطينيين المشروعة وبأنه لا يمكن أن تبقى دولة قائمة على الظلم والبغي والعدوان وإلا سوف تحدث مواجهات عنيفة)). موضحاً ((أنا لا أقول بوجوب حدوث مواجهات حربية ولكن من غير المعقول أن تكون البدائل المتاحة أمامنا هي إما التبعية لأميركا وإسرائيل وإما المواجهة العسكرية)) وقال ((من المؤكد انه تحدث قطيعة ليس هناك عاقل يدعو للمواجهة العسكرية مع إسرائيل الآن، ونحن لا ندعو إلى محاربة إسرائيل أو إلقائها في البحر نحن دولة حرة لنا حقوق ولنا حدود ومن ضمن حقوقنا مثلاً ان ندعم المقاومة وحركات التحرر، وعلى الصعيد الداخلي أمامنا حرب من أجل البناء والنهوض بالاقتصاد والتعليم والصحة أما إذا اضطررنا للمواجهة العسكرية فسيكون ذلك قدرنا)).
ورداً على سؤال عن أشرف مروان قال: ((الرد عند الاستخبارات العامة أما أنا فلا أعرف)) وأضاف ((هو بعل أختي وكان تابعاً لمؤسسة السادات وهي مؤسسة ليس لها علاقة بالوطنية التي كان يتحدث عنها عبدالناصر)) لافتاً إلى انه ((كانت تحدث بينه وبينهم خلافات والسادات بذكائه استخدم أشرف ليقول للناس لا تظنوا انني أبعدت رجال عبدالناصر فهذا بعل ابنته يعمل معي)).
ووصف اتهام عبدالناصر بأنه تسبب في عدم تسليم السلطة من المؤسسة العسكرية إلى حكم مدني بأنه ((كلام فارغ)) موضحاً ((ان عبدالناصر يوم الترشح للرئاسة ترك المؤسسة العسكرية وقال أنا ضد تعميم حكم العسكر فمثلاً الرئيس الأميركي ايزنهاور شارك في الحرب العالمية فهل نقول عليه مؤسسة عسكرية، وكذلك شارك ديغول في فرنسا وعبدالناصر ليس له علاقة بمن أتى بعده)).
وأضاف ((عبدالناصر عندما عين السادات كان يبلغ 52 عاماً لمساعدته في شؤون الحكم وطوال فترة حكمه كان يستعين بنواب فعين سنة 56 أربعة نواب وعين مع السادات حسين الشافعي بينما السادات عين مبارك ليخلفه في الحكم)).
وعما إذا كان هناك شك في وجود مؤامرة في وفاة عبدالناصر قال: ((المؤامرة الحقيقية كانت في توقيت الوفاة لأنه كان حرجاً للغاية وجميع العناصر زادت عليه الاحمال من عرب إلى أميركيين وصهاينة لأن سياسته كانت تعبر عن إرادة الشعب فالأميركان كانوا يريدون إجراء صلح منفرد معه لذلك رفضوا تمويل مشروع السد العالي فالمشكلة لم تكن في استرداد سيناء بل كانت في قبول الصلح والتنازل عن التزامنا العربي وإعطاء الحق لإسرائيل في القدس أما توقيت الوفاة فهو تزامن مع وقف إطلاق النار لوضع اللمسات الأخيرة على حائط الصواريخ الذي حمى القوات في العبور لكن تعرض لمؤامرات خارجية تفوق طاقة البشر حيث لم يأخذ عبدالناصر إجازة طوال سنة 70 وهي سنة الوفاة إلا 11 يوماً فقط في حين انه كان يعاني من أمراض ورفضنا إجراء تحليل للحمض النووي (DNA)) للتأكد من سبب الوفاة الحقيقي لكن من الوارد أن يقبل ابناؤنا بذلك فمثلاً نابليون اكتشف انه مات بالسم بعد مرور 150 عاماً على وفاته.
ويتذكر عبد الحكيم حادثة طريفة جرت معه عندما نجح في إحدى سنوات الدراسة وطلب أن تكون مكافأة النجاح سفرة إلى لندن ويقول ضاحكاً ((كنت طول عمري أتمنى اقتناء موتوسيكل، وغيرت عن هذه الامنية. وبعد ظهور النتيجة هنأني الوالد وأراد تطميني إلى انه يتذكر رغبتي وسيحققها لي. فقال لقد طلبت الاتيان لك بالموتوسيكل الذي كنت تريده لمكافأتك على النجاح، كنت قد فكرت انني لم أسافر إلى الخارج كباقي أصدقائي وغالبية الشباب من سني فقلت له أنا لا أريد الموتوسيكل أريد أن أسافر في الاجازة الصيفية إلى لندن)).
وتمتم الوالد قليلاً وقال: ((لا مانع لكن هل ترى انه من اللائق أن تسافر أنت إلى لندن بينما اخوانك الجنود يقضون الصيف على الجبهة؟ كنا وقتها أثناء حرب الاستنـزاف)). (يوضح حكيم ويواصل حكايته) أعدك بتحقيق رغبتك بعدما نزيل اثار العدوان)). قاطعته وخرجت من الغرفة واكتشفت انني لم أحصل على المكافأة، لا السفرية ولا الموتوسيكل لكن بعدها وجدتهم يخيرونني بين اللون الأحمر والأزرق من موتسيكلات كانت شركة النصر تنتجها وقتها)).
الشراع

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية