وقال أبوعبده، وهو ليس اسمه الحقيقي، «هناك طلب كبير على الاسلحة الصغيرة والبنادق الآلية من قبل الثوار في سوريا».
فقد تحولت التظاهرات السلمية المنادية بالديموقراطية، التي بدأت في مارس 2011، الى صراع مسلح بين حكومة الرئيس بشار الاسد وثوار المعارضة.
وأضاف أبوعبده «نستخدم طرق التهريب نفسها، التي كنا نستخدمها خلال الحرب الاهلية في لبنان» التي امتدت لـ 15 عاما وانتهت في عام 1990.
وينتمي أبوعبده لمنطقة الهرمل شمال شرق لبنان، وتقع بالقرب من الحدود السورية.
ومن الواضح أن الحدود السورية - اللبنانية المشتركة البالغ طولها 330 كيلو مترا، التي لا تحظى بحراسة أمنية جيدة، سهلت لأبوعبده وغيره عمليات تهريب السلاح وبيعه لثوار المعارضة.
وقال «منذ زرع النظام السوري ألغاما على الحدود، اضطررنا إلى استخدام طرق وعرة لمباشرة تجارتنا.. وفي بعض الاحيان، اضطررنا الى استخدام الحمير لحمل الاسلحة».
وأعلنت دمشق أخيرا إحباط عدة محاولات تسلل لمتمردين يحملون أسلحة لداخل سوريا عبر الحدود الشمالية اللبنانية. وفي الوقت نفسه، قالت السلطات اللبنانية انها اعتقلت تسعة اشخاص، ستة من السوريين وثلاثة يحملون الجنسية اللبنانية، للاشتباه في محاولتهم تهريب أسلحة لداخل سورية.
الكلاشينكوف بـ 300 دولار
وقال أبوعبده إنه منذ تحول الانتفاضة الى انقلاب مسلح في اغسطس 2011، ارتفعت أسعار الاسلحة المهربة.
وأضاف «قبل (بدء) الثورة، كان يتم بيع بندقية الكلاشينكوف بــ 300 دولار.. الآن تباع بما يتراوح ما بين 1600 و2000 دولار».
وأشار الى أن الطلب ارتفع على القذائف الصاروخية من قبل الثوار السوريين لشن هجمات سريعة ضد القوات العسكرية قرب العاصمة دمشق أو بداخلها.
ويقول أبوعبده «هناك كثير من الاسلحة الخفيفة في لبنان»، موضحا أنه «عندما انتهت الحرب (الاهلية) في لبنان عام 1990، سلمت الميليشيا المنافسة أسلحتها الثقيلة للحكومة وأبقت على الاسلحة الخفيفة. لذلك فإن السوق السوداء في لبنان لديه مخزون كبير من تلك الاسلحة».
وألقت دمشق باللائمة مرارا في اندلاع الانتفاضة على ما وصفته بــ «جماعات ارهابية مسلحة» تزعم تمويلها من قوى أجنبية واتهمتهم بقتل أكثر من 2200 شخص. وتقدر الامم المتحدة أن أكثر من تسعة آلاف شخص، اغلبهم من المدنيين، قتلوا في سوريا منذ اندلاع الصراع.
0 comments:
إرسال تعليق