الخميس، يوليو 26، 2012

الثوار السوريون: نعد هدايا لبشار وسيكون هناك الكثير من المفرقعات في احتفالات من نوع خاص

نشرت صيفة "ذي انديبندينت" البريطانية في عددها الصادر اليوم الاربعاء تقريرا تناول تقدم الجيش السوري الحر في معاقل وتحصينات "الشبيحة" وتوعدهم للرئيس السوري بشار الاسد وفيما يلي نص التقرير:

العبوات كانت في مزرعة، مصفوفة في طبقات على الارض المحروثة، وملفوفة في قطع من القماش البالي والصحف القديمة، وكثير منها سجلت عليها أرقامها.

وقال عماد علي الأخضر: "هدايا لبشار الاسد، نحن نقيم حفلة له هنا وفي حلب. ستكون مثل الحفلة في دمشق. الكثير من المفرقعات".

القنابل المصنوعة محليا والخارقة للدروع، ستكون ذات تاثير مدمر يختلف عن تفجير الأسبوع الماضي في دمشق الذي قتل أربعة من أكبر اعضاء القيادة الأمنية. لكنها ستكون مؤثرة من حيث التعبير عن الثوار وهم يسيطرون على المزيد من محافظة إدلب، ويستعدون لشن هجوم على حلب، التي اعتبرت حتى وقت قريب معقل تأييد للنظام.

والأهم هو أنهم يجهزونها في منطقة كانت، حتى أسابيع قليلة، تحت سيطرة الجيش والشبيحة العلويين من طائفة بشار الأسد.

"الاندنبندنت" زارت هذه الأجزاء قبل اربعة شهور بصحبة الثوار، الذين كانوا يقومون بالمخاطرة من أعلى التلال والممرات المشجرة إلى القرى والبلدات . وكانت المحاورات مع السكان المحليين عابرة، وتنتهي بسرعة لدى اقتراب الجيش.

وقال عيسى محمد سيف :"كان علينا أن نركض بسرعة شديدة ، تذكر، لم نكن نستطيع مواجهتهم، ولم يكن هناك خيار آخر. لكننا الآن مرتاحون اكثر. إذا عادوا فنحن مستعدون. الوضع جيد".

واستطرد ضاحكا :"يمكن لهذه العبوات أن توقف حتى الدبابات، ولن تكون مجدية مع الأسلحة الكيماوية، لكن الأسد وعد بأنه لن يستخدمها ضدنا".

الأخضر واحد من اولئك الذين أصبحوا محترفين في تجهيز القنابل الخارقة للدروع. وقال الشاب البالغ 22 عاما، وهو طالب، بفخر :"بعض الناس أخذوا دورات حول هذا الموضوع، لكنني تعلمت صنعها عن الGoogle. إن ذلك سهل. نحن نستخدم سماد النترات والمعادن والأغطية المفجرة. كنا نصنعها في تركيا ونجلبها إلى هنا لكننا نصنع المزيد منها هنا. تعلمنا الكثير من الانترنت، لكننا نستخدم طريقتنا الخاصة في صنعها وهي سرية".

وفي الواقع فالقنابل نسخ بدائية عن "طبق الضغط" و"سلك الأوامر"، النوعين المستخدمين في افغانستان، وقد كان لهما في كل حروب العصابات اثر في تغيير قواعد اللعبة.

أثناء حديثنا سمعنا أصوات انفجارات عالية في الجنوب. وجاء الدليل على فعالية لقنابل المضادة للدروع على شكل شاحنات وناقلات جنود مدرعة مدمرة في الطريق إلى سلاقين، وهي بلدة تبادلتها الأيادي عدة مرات، وكانت هناك جولة قتال تجري .

ومع ذلك فليست العبوات الخارقة للدروع وحدها السلاح الذي أضافه الثوار إلى ترسانتهم. ففي إذار (مارس) الماضيكان الثوار الذين رافقتهم "الاندبندنت: ضمن مجموعة من 50 ثائرا، مسلحين ببنادق الصيد القديمة وبنادق الخرطوش وبندقية كلاشنيكوف حصلوا عليها- لم يغنموها ولكنهم اشتروها من احد أفراد الشبيحة مقابل 2,500 دولار- قضية للنظام. وهذا الثمن هو ستة اضعاف سعر البندقية في ليبيا، التي شهدت حربا اهلية خلال العام الماضي.

الأسعار لم تنخفض كثيرا، لكن هناك الكثير من الكلاشينكوفات، وقذائف "آر بي جي" وبعض الهاونات. سيف، وهو مهندس تحول إلى ثائر، اعترف أنه هو ورفاقه هم مسلحون اكثر من السابق، لكنهم مضغوطون ويعانون أكثر من المقاتلين الذين لديهم أموال كثيرة، وهم الإسلاميون، الذين لديهم حصة الأسد من الأموال التي تدفعها قطر والسعودية.

وتساءل :"بقيتنا يجمعون الأموال من مواردهم الشحيحة والتبرعات من المناصرين الذين يعملون في وظائف مربحة. أين المساعدة التي وعدنا بها المجلس الوطني السوري، والأموال التي يحصل عليها المجلس من جميع انحاء العالم؟".

وأضاف :"أعرف عددا من أصدقائي يتظاهرون بالتدين المبالغ فيه ليحصلوا على بعض الأسلحة. ربوا لحاهم وبعضهم يلبسون سراويل قصيرة مثل السلفيين. لكننا سنخوض معركة مع السلفيين بعد سقوط النظام".

السلفيون الحقيقيون الذين قابلناهم بعد وقت قصير قرب قرقنانيا، وهم مجموعة من 15 مقاتلا، كانوا متحفظين وشكاكين. اثنان منهم قالا إنهما من تركمانستان، ورفضا بأدب أن يتحدثا.

زعيمهم، الذي ذكر إن اسمه أبو عبيد، قال ردا عن اسئلة :"نحن هنا للقتال من أجل سوريا، نحن مستعدون للتضحية بأنفسنا. من أين نحصل على أموالنا؟ هذا يخصنا، لكن ليس المال المسروق من الشعب كما يفعل بشار. لدينا وجهات نظرنا حول الاميركيين وما فعلوه، لكننا الآن نركز على دحر النظام. نحن مستعدون لمساعدة رفاقنا الثوار لأن لنا هدفا مشتركا، وبعد ذلك فلكل منا رايه حول مستقبل سوريا، لكننا بالطبع مسلمون، ومعظم افراد الشعب يريدون الشريعة".

السكان في هذا الجزء من البلاد الذين لم يعرفوا شيئا سوى العنف خلال الشهور الـ 16 الماضية، يريدون السلام اكثر من أي شيء آخر. منى أم خليف، التي فقدت ابنها البالغ 19 عاما، برهان، قبل 8 شهور بقذيفة طائشة، مسحت عينيها وقالت :"لم يكن هناك يوم دون أن أفكر فيه. كان ولدا طيبا، وكان سيعتني بي. لا أريد ان تفقد مزيد من الامهات أبناءهن ويعانين كما عانيت. فقط نريد أن نكون أحرارا، كما اننا بحاجة للطعام، والدواء، والتعليم. آمل ان يتحقق ذلك كله عندما يسود السلام، نحن بحاجة لللسلام".

وعندما غادرنا كان هناك المزيد من القصف قرب الحدود مع تركيا، الثوار كانوا ينسحبون من عدد من المواقع التي سيطروا عليها خلال الأيام الأخيرة. وما يزال للنظام معركة يخوضها، ويبدو ان السلام ما يزال بعيدا بعض الشيء.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية