الأحد، أكتوبر 21، 2012
"السياسة": الإرهاب "السوري" يضرب قلب بيروت
الأحد, أكتوبر 21, 2012
اضف تعليق
في جريمة جديدة تضاف إلى السجل الأسود للنظام السوري وحلفائه في لبنان, قتل رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن, أمس, في انفجار ضخم هز منطقة الأشرفية في بيروت, وأسفر عن سقوط ثمانية قتلى ونحو 78 جريحاً من المدنيين.
ووسط تزاحم الأسئلة برزت مؤشرات فورية على أن لبنان يتجه نحو المجهول خلال الأيام القليلة المقبلة مع تسجيل ظهور مسلح وقطع طرقات واحتجاجات غاضبة في بعض المناطق, احتجاجاً على اغتيال الحسن, الذي يعد رمزاً سنياً, ربما يضاهي كبار زعماء هذه الطائفة في لبنان.
وفي ما يبدو ترجمة عملية لتهديدات النظام السوري بتفجير الأوضاع في الدول المجاورة, هز انفجار ضخم ناجم عن سيارة مفخخة تحمل نحو 50 كيلوغراماً من المتفجرات, وفق المعلومات الأولية, منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية في شرق بيروت, قرابة الثالثة بعد الظهر, وهي ساعة الذروة مع خروج غالبية الموظفين من وظائفهم وعودة التلامذة من مدارسهم.
وفي حين كانت القوى الأمنية وعمال الإنقاذ ينقلون جثث الضحايا الذين بلغ عددهم ثمانية ويساعدون الجرحى الذين وصل عددهم إلى نحو 78, انشغلت الساحة السياسية طيلة ساعات النهار بقراءة أبعاد التفجير الإرهابي لجهة موقعه وتوقيته, قبل أن يتضح ليلاً أنه استهدف العميد وسام الحسن.
ووقع الانفجار أمام أحد المباني السكنية مقابل مكتبة الفرح, على بعد 200 متر من "بيت الكتائب", الحزب المسيحي المعارض للنظام السوري, وعلى مقربة من مقر الأمانة العامة لقوى "14 آذار", وأسفر عن دمار هائل في عشرات المباني والسيارات كونه وقع في منطقة مزدحمة.
وفي حين كانت التحليلات والمواقف السياسية تتجه نحو وضع الانفجار في خانة الرسالة الموجهة إلى قوى "14 آذار" المعارضة للنظامين السوري والإيراني وحلفائهما في لبنان, اتضح مساء أمس أنه استهدف العميد الحسن الذي يعتبر رأس حربة في مواجهة الهيمنة السورية على لبنان.
وأفادت معلومات إعلامية أنه "تم التعرف على الحسن من مسدسه بعد أن تحول جسده إلى أشلاء بفعل قوة الانفجار".
وفور إعلان استشهاد الحسن, عمت الاحتجاجات الغاضبة مناطق عدة, تعتبر ذات أغلبية سنية, حيث سجل ظهور مسلح وجرى قطع طرقات وإشعال إطارات في منطقة البقاع الشرقي ومنطقة عكار الشمالية واحياء بالعاصمة بيروت وفي مدينة صيدا الجنوبية.
وكان للحسن الدور الأبرز في كشف مخطط التفجيرات الإرهابية التي كان يعتزم النظام السوري تنفيذها في لبنان بهدف إشعال فتنة طائفية وحرب أهلية, عن طريق الوزير اللبناني الأسبق الموقوف ميشال سماحة.
ويعد الحسن, وهو من كبار الضباط السنة, مقرباً من زعيم قوى "14 آذار" المعارضة رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري, وكان مرشحاً لتولي قيادة قوى الامن الداخلي بعد تقاعد مديرها الحالي اللواء اشرف ريفي.
وأدى فرع المعلومات بقيادة الحسن دوراً أساسياً في التحقيق في سلسلة الجرائم التي استهدفت شخصيات سياسية لبنانية معارضة لسورية بين العامين 2005 و2008, ابرزهم رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005.
وسبق لضباط كبار في الفرع ان استهدفوا بتفجيرات, آخرهم الرائد وسام عيد الذي اغتيل في يناير 2008 الذي يعزى إليه الفضل في التقنية التي كشفت شبكة من الارقام الهاتفية التي يعتقد ان حامليها مسؤولون عن تنفيذ اغتيال الحريري.
ولفت مراقبون إلى أن جريمة اغتيال الحسن تشبه إلى حد كبير جريمة اغتيال النائب السابق جبران تويني في ديسمبر 2005, حيث ان كليهما استهدف بعد ساعات على عودته إلى لبنان, إذ ان الحسن كان قد وصل ليل اول من امس من القاهرة إلى بيروت.
وبحسب المراقبين, فإن اغتيال الحسن تقف وراءه جهة تمتلك تقنيات هائلة, سواء لجهة جمع المعلومات أو لجهة التحرك على الأرض, إذ انه من المعروف في لبنان أن الشهيد كان محاطاً بإجراءات أمنية مشددة يمكن القول انها الأكثر دقة بالنسبة للشخصيات السياسية والأمنية.
والحسن هو المسؤول الأمني الأبرز الذي كان يحذر الشخصيات السياسية من محاولة استهدافها, والتي كان آخرها محاولة اغتيال النائب في قوى "14 آذار" بطرس حرب ورئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع.
ووسط موجة التنديد بالانفجار الإرهابي وعودة مسلسل الاغتيالات, وجهت قوى "14 آذار" والنائب وليد جنبلاط أصابع الاتهام إلى النظام السوري.
وقال جعجع خلال تفقده موقع الانفجار ان الحسن هو "من بين المسؤولين القلائل الذين لم يستهيبوا شيئاً ويكشفون الحقائق", مؤكداً انه استهدف لأنه أوقف ميشال سماحة وأحبط مخططات النظام السوري.
وإذ أكد أن قوى "14 آذار" ستكمل مسيرتها مهما كانت التضحيات, تساءل جعجع: "أسأل كل العالم أن ينظروا, من العام 2005 حتى اليوم, كل الضحايا هم من "14 آذار", أسأل كل العالم, من يمكن أن يكون وراء هذه الاغتيالات?", في اشارة إلى النظام السوري.
بدوره, اتهم النائب وليد جنبلاط النظام السوري والرئيس بشار الأسد مباشرة بالوقوف وراء اغتيال الحسن, فيما أكد عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل أن نظام الأسد "ليس بعيداً عن مثل هذا النوع من الانفجارات", مشيراً إلى "هذا النظام الذي ينهار ويحاول أن يصدر أزمته الى لبنان".
من جهته, وصف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون اغتيال الحسن ب¯"الجريمة المنظمة", داعياً اللبنانيين "للتروي والحكمة".
وفي حين استنفرت الدولة بجميع أجهزتها الرسمية والأمنية وعقد اجتماع لمجلس الأمن المركزي, أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حداداً وطنياً اليوم, فيما شدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على ضرورة "العمل بقوة على منع أن يكون اللبنانيون ضحايا على مذبح مصالح الآخرين أو وقودا لرسائلهم النارية ومصالحهم".
ونبه إلى وجوب "الصمود وعدم تحقيق أهداف الإرهاب بالوقوع في الفتنة أو اليأس أو الإحباط".
0 comments:
إرسال تعليق