واعتبر المحلل العسكري العقيد (عبد الله الأسعد) في تصريح لـ أورينت أن ما جرى في السويداء يأتي على خلفية "رفض شباب السويداء التجنيد الإلزامي منذ أن طلب محافظ السويداء منهم التطوع في الفيلق الخامس مقابل الإعفاء من الخدمة على أيام (الشيخ وحيد بلعوس) الذي قام النظام باغتياله لاحقاً، وبالتالي اليوم الروس عادوا وتواصلوا مع رجال الكرامة الذين رفضوا موضوع الانضمام للفيلق الخامس، لذلك توعدهم النظام باقتحام المناطق".
تدريب داعش
وحول طبيعة منفذي الهجمات على السويداء، أشار (الأسعد) إلى أن "النظام كان يدرب عناصر داعش في أطراف السويداء من جهة الشمال في منطقة تل أصفر والخالدية، للضغط على أهالي السويداء، ولكي لا يشعر نظام الأسد العالم أنه هاجم الأقلية وأنه يمثلهما، قام بفتح الطريق رويداً رويداً لعناصر داعش الذين يتبعون مباشرة إلى فرع المنطقة الجنوبية في السويداء بهدف خلط الأوراق في مناطق المتونة والشبكي التي تم الهجوم عليها".
الضغط على مشايخ العقل
ونوه إلى أن "نظام الأسد سيطلب من بعض مشايخ العقل اللذين وقّعوا مع رئيس فرع السويداء على السماح للنظام باقتحام القرى لإجبار الشباب على الالتحاق بالخدمة الإلزامية، ودفعهم لطلب إقامة حواجز لحمايتهم، ومن هنا سيتم إلقاء القبض على المتخلفين وتركيع السويداء"، وفق تعبيره.
وأضاف المحلل العسكري، أن ما شهدته السويداء اليوم هو بهدف إيصال "بعض الرسائل التي يريد نظام الأسد إرسالها لأهالي السويداء بأنه يقاتل الإرهاب، مستغلاً المعارك الدائرة في حوض اليرموك، لإعادة السويداء إلى حضن الأسد".
رسائل تهديد روسية
من جانبه رأى (أيمن العاسمي) قيادي في الجيش السوري الحر، في تصريح لـ أورينت أن "هناك رسائل تهديد للسويداء، خاصة عقب اجتماع الروس مع مشايخ العقل مؤخراً، ومطالبتهم بإعادة الشباب الرافضين للخدمة العسكرية.
لعبة الأسد وروسيا
وبيّن (العاسمي) أن "ما يحصل في السويداء هو لعبة من نظام الأسد وروسيا، لأن نظام الأسد هو من جلب داعش إلى مناطق بئر القصب حيث نقلهم بموجب اتفاق جنوب دمشق، والآن بدأ النظام يستخدمهم كشماعة عبر تهريب مجموعة من الدواعش إلى المناطق التي جرى الهجوم عليها، لما في ذلك من مصلحة بين النظام وداعش".
علاقة الفيلق الخامس بالسويداء
ولفت القيادي إلى أن "ملف الجنوب السوري لم ينته بعد، لذلك الفوضى لن تنتهي بفترة قريبة، حيث تحاول روسيا والنظام إيصال رسالة واضحة أن اللجوء للنظام هو الحل والتفاهم معه والخضوع لشروطه، وخاصة عبر فكرة الانضمام إلى الفيلق الخامس".
وتابع: "أن ما جرى في السويداء مرتبط بما جرى بين الروس مؤخراً وجيش اليرموك بقيادة بشار الزعبي، وقائد (قوات شباب السنة) أحمد العودة الموجود في بصرى أول مدينة ملاصقة للسويداء، حيث يوجد مقر الضابط الروسي المسؤول عن المنطقة الجنوبية شرقي بصرى، وبالتالي هناك منطقة جغرافية واحدة تتبع لدرعا والسويداء يعمل الروس اليوم على السيطرة عليها"، مردفاً أن "(الزعبي، والعودة) هما أعضاء في الفيلق الخامس الذي يحاول السيطرة على مدينة السويداء بتهديد أهاليها".
وشهدت مدينة السويداء تفجيرات، إضافة إلى هجمات أخرى في قرى بالمحافظة، حيث أفادت شبكة (السويداء 24) أن عناصر محلية قامت بقتل ستة عناصر من "داعش" في بلدة رامي شرق السويداء، وطردهم من القرية. وأضافت أن اشتباكات وصفت بالعنيفة جرت في الساعات الماضية داخل البلدة بين "الفصائل المحلية" وعناصر التنظيم بعد أن تسللوا إليها فجر اليوم.
وأكدت صفحة (دمشق الآن) أن عدد القتلى في مدينة السويداء وريفها "الذين تم الكشف عنهم في الطبابة الشرعية في المشفى الوطني بالسويداء وصل إلى 100".
يشار إلى أنه قبل أيام ذكرت شبكات إخبارية محلية أن شيوخ العقل ووفد روسي رفيع المستوى عقدا اجتماعاً في السويداء، للبحث في مطالبات أبناء المدينة المتعلقة بالخدمة الإلزامية في ميليشيا أسد الطائفية، حيث استمر الاجتماع لأكثر من ساعة ونصف، وتوعد الضاط الروسي بنقل مقترحات وجهاء ومشايخ المحافظة في العديد من الأمور إلى القيادة الروسية لبحثها مع النظام وإيجاد حل لها، كقضية المتخلفين والمطلوبين للاحتياط، إضافة إلى ظاهرة انتشار السلاح العشوائي".
0 comments:
إرسال تعليق