وقال غراهام وهو عضو جمهوري في لجنة خدمات القوات المسلحة بمجلس الشيوخ خلال زيارة لبغداد إن تركيا يجب أن تدعم وجودا أميركيا مستمرا في سوريا.
وشنت تركيا عمليتين عسكريتين في شمال سوريا في العامين الأخيرين تمكنت خلالهما من دحر مقاتلين تابعين لوحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية.
وتشعر أنقرة بالغضب من دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب التي تعتبرها منظمة إرهابية. وهددت بشن عمليات أخرى ضد الوحدات الكردية في شمال سوريا بما في ذلك في مدينة منبج التي توجد فيها القوات الأميركية إلى جانب مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري.
وقال غراهام بعد لقاء اردوغان في تركيا ضمن جولة في المنطقة شملت أيضا شمال سوريا والعراق "حاولت إقناعه بأنك تحتاج أميركا في سوريا لأن تبعات رحيلنا ليست جيدة".
وأضاف "أنت في غير حاجة لتوغلات أخرى في سوريا يقوم بها الجيش التركي لأنك ستجد نفسك في مستنقع".
وتقول تركيا إن قواتها والجيش الأميركي يقومان الآن بتنفيذ دوريات منسقة لكنها منفصلة هناك.
وقال غراهام إن إبقاء وحدات حماية الشعب شرقي نهر الفرات على مسافة 20 كيلومترا من منبج "يجب أن يكون كافيا". ولم يرد مسؤولون أتراك بعد على تصريحاته.
لكن السناتور الجمهوري يكون بذلك قد أثار حفيظة تركيا التي ترى في تواجدها في شمال سوريا حماية لأمنها القومي.
وتشير تصريحات غراهام أيضا إلى النقطة الخلافية وهي أيضا بالغة الحساسية في العلاقات الأميركية التركية.
وتدرك واشنطن أن لتركيا أطماع تاريخية في المنطقة وأن تدخلها العسكري سبقه دعم بالمال والسلاح لجماعات إسلامية متطرفة تصنفها الولايات المتحدة إرهابية.
ويأتي تحذير غراهام من غرق الأتراك في المستنقع السوري بينما تخطط أنقرة لتوسيع عملياتها للقضاء على مسلحي أكراد سوريا الذين يعتبرون شوكة في خاصرة تركيا.
ويريد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي أعيد انتخابه لولاية رئاسية جديدة لكن بصلاحيات تنفيذية واسعة، منع قيام كيان كردي يشكل امتدادا جغرافيا وبشريا وسياسيا للأكراد في العراق وتركيا وإيران.
ودفعت تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى شمال سوريا وعززت تواجدها بالسيطرة على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.
ولم يضع اردوغان سقفا زمنيا لعمليات الجيش التركي في سوريا ما يشير إلى بقاء أطول وتورط أكثر في المستنقع السوري.
0 comments:
إرسال تعليق