استنساخ لما سبقتحاول الحكومة إقناع الشعب بأنها ليست مرآةً لما سبقها من حكومات، لكنها تُقرّ بالتطابق عبر تبنّي السياسات التي أوصلتنا إلى "أزمة مأساوية"، وهو توصيف أطلقته الحكومة في بيانها الوزاري. وبرغم تأكيدها أن مأساوية الأزمة "تستدعي منا مراجعة عميقة للأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة"، إلاّ أن الحكومة تمسّكت بالأسباب عينها، وكرّرت ما قيل سابقاً.
تكرار الفسادالخطة التي يتحدث عنها البيان الوزاري هي تلك التي أطلقتها وزيرة الطاقة السابقة ندى بستاني، والتي كانت عبارة عن صفقة استفاد منها كلّ من التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي، حركة أمل وحزب الله. ومع أن الخطة سقطت في تصويت مجلس النواب عليها، إلا أن رئيس المجلس نبيه برّي، أحياها من بين الأموات وقرّر أنها نجحت. أما الورقة الإصلاحية التي وضعتها الحكومة السابقة، فكانت محاولة للتذاكي على الشعب الذي ثار في 17 تشرين الأول 2019، ولم تحمل إصلاحات حقيقية. ومع ذلك، تبنّت حكومة دياب ما أُثبِتَ فشله وما رفضه الشعب سابقاً.
تعيين مجلس الإدارة وتشكيل الهيئة الناظمة، خطوتان مُحرّمتان في شرع وزارة الطاقة في العهد العوني، ذلك أن التعيين والتشكيل يقيّد الوزير، الذي يبتدع المشاريع ويعطي لنفسه صلاحيات واسعة مخالفة للقوانين والأنظمة. فهل سيقبل طرفٌ ما بتعيين جهات تقيّده أو تراقب أعماله وقراراته؟
في البيان الوزاري إشارة لخفض التحويلات لمؤسسة الكهرباء. لكن هذا المطلب القديم، كان يرتبط دائماً بشرط الإصلاح الذي سرعان ما أكدت الحكومة الجديدة غيابه لدى الحكومات السابقة، وذلك عبر طرح شراء المحروقات بأفضل الأسعار وأعلى المعايير. وفيما لم تجرِ الإصلاحات بعد، لا يمكن وقف سلف الخزينة التي تُهدَر بشهادة الحكومة الجديدة.
الشعب سيدفع الثمن؟تقول الحكومة أن بيانها الوزاري "يرتكز على برنامج عمل يتضمّن خطة طوارىء إنقاذية وسلة إصلاحات"، لكن التجربة تُثبت بُعد ما تتبناه الحكومة عن الإنقاذ والإصلاحات. ما يعني اتجاه الأزمة المأساوية نحو التفاقم. وما يثير السخرية، هو أن الحكومة قالت: "مُخطىء من يعتقد أنه سينجو من أي انهيار اقتصادي ومن غضب الناس".
أي تحسين للجباية تريده الحكومة في ظل جباية حالية تستند إلى فواتير تعود للعام 2018؟ ناهيك عن استمرار التعديات، الذي لا يعني نزعها انطلاق عملية تحسين الجباية، وذلك بسبب تفاوت تاريخ إزالة التعديات مع تاريخ إصدار الفواتير. فضلاً عن عدم تركيب العدادات الذكية التي صدّع العونيون رؤوسنا بأهميتها لتحسين وضع الكهرباء عموماً. أما البواخر، فحدّث بلا حرج عن متاهاتها التي لم تقترب منها الحكومة الجديدة.
في المحصلة، ما تبتدعه حكومة دياب، هو كابتداع بستاني خطة مستنسخة عن خطة باسيل. ما يعني أن الناس ستزيد اعتمادها على المولدات الخاصة، وبكلفة أعلى، تحت ضغط شراء المازوت بالدولار الشحيح. أي أن الحكومة سترفع كلفة الكهرباء على الناس، وليس تخفيضها.
0 comments:
إرسال تعليق