الأربعاء، مايو 09، 2012

الدولار الأمريكى والحضارة المصرية ج6


صُحف إدريس (The Hermitica)
بشهادة علماء المصريات جميعاً ، الذين لم يشذّ عنهم واحد قطّ ، أن المصريين القدماء كانوا يعبدون إلها واحداً ، هو الإله الأكبر الأعظم (الله) والذى يُعبر عنه باللغة المصرية القديمة بأنه (neter uno) أى واحد أحد .

وهذه الواحدية ليست عددية لكنها واحدية كلية ؛ ذلك أن الواحدية العددية يستدعي فيها الرقم ما وراءه وما بعده . فالرقم (1) يستدعى الرقم (2) ، والرقم (2) يستدعى الرقم (3) وهكذا ، حتى يصل الأمر إلى الرقم (7) فيكون السّابوع أو الرقم (9) فيكون التاسوع ؛ والعكس صحيح .

أما الواحدية الكلية فهى واحدية تضم الجميع وتحتوى الكل ، وتزيد عنها فلا يخرج منها شىء قط . و لا يبعد عنها أحد أبداً . وهذه الواحدية الكلية هى التى كان المصريون يقولون عنها "الكل فى واحد All in one" وهو تعبير يطلق أيضاً على كوكب عُطارَد بإعتباره الكوكب الذى يجسّد فى المجموعة الشمسية روح الله وكلمة الله ، فيستطيع بهذا الحال أن يحوز خصائص وطبائع كواكب المجموعة الشمسية كلها ، واحدا تلو الآخر أو واحدا مع الآخر ، أو واحدا مع الآخرين ، حتى ليوصف – كذلك – بأنه خاتم الأرباب (أو الأسياد أو السادة) وهم كواكب المجموعة الشمسية ، فلا تستطيع روحانياتهم أن تنقض شيئاً أو أن تُبرم أمراً إلا إذا أجازه هو ، فوضع عليه – مجازاً – خاتمه (Seal) بما يقر الأمر ويسوّغ الإجازة .

والله ، ليس له شريك ولا مثيل ولا ضريب ولا قرين ولا رسم ولا (كسم) ولا إسم ؛ وهو أنأى من الزمان وأبعد من المكان ، فهو يعمل ويخلق بطريقة لا يعرفها أحد ولا يفهمها غيره ، ولا يمكن تقليدها أبداً ؛ ذلك بأن الزمان والمكان لم يوجدا إلا مع خلق العالم المادى (الكون الذى نعيش فيه) فهى أبعاد فيه ، وتعريف الله على مفهوم الزمان خلل لا سبب له ، وتقريبه بمفهوم المكان خطأ لا صحة فيه .

والله يوجد فى كل شىء ، ولا يوجد شىء خارجه قط . وكل مخلوق يعجّ بالحركة والتواصل والتوافق ، بطبعه وخلقه . وعلى سبيل المثال ، فقد كان الظن يجرى على أن الذرة (Atom) هى أصغر عنصر فى الكون المادى ، وأنها لا تتجزأ ولا تنقسم . ثم تبين بعد ذلك أنها تتجزأ وتنقسم إلى أصغر وحدة فى الكون المادى ، وهى الجزىء ، وجمعه الجزيئات (Particles) ، التى توجد فى مجال يصغر عن المجال البشرى بعشرة ملايين مرة ، ولا تُعرف أو تُفهم أو يُدرك عملها إلا فى المعامل المتخصصة لذلك . هذه الجزيئات تنطوى على حقيق طبيعة المخلوقات وتحتوى على أصيل هيئة هذه المخلوقات ، ذلك أنها تتميز بالشعورية والذاتية والإنتقائية والتلقائية ، وهو ما يتصل بالروح والحرية ؛ وتتصرف كما لو أنها تهدف إلى التكامل ، لا مع الوسط المحيط بها فحسب ، ولكن مع كل أكبر من ذلك ، وهو - مع التوالى – ينتهى إلى الكون كله .

ورغم الكثرة الكاثرة والوفرة الوافرة لما فصَلته أرض مصر من آثار ، فإنه لم يظهر تمثال واحد يمثل الألوهية أو يشير إليها أو يرمز لها . فقد كان من البدائه لدى المصريين القدماء أنه لا يمكن نحت تمثال أو وضع رمز أو نطق إسم لهذا الإله الأعظم الأكبر ؛ أى الله . أما رع وآتون وآمون وغيرها فهى أسماء أو أوصاف لمظاهره .

ومع الله وفى الله وبالله ، منذ وُجد ، إن كان لوجوده بداية أو كان ثمت زمن لهذا الوجود ، (إنما هذه مراسيل كلام ومعاريض ألفاظ للتقريب) ؛ مع الله وفى الله وبالله كلمة (أو روح أو حكمة) هى التى بها يصنع (Fabricate)كل شىء ، ويشكل (Animation) كل خلق ، ويقدم الخلاص الحقيقى لمن ينشده (Salvation) .وهذه الكلمة (أو الروح أو الحكمة) تتشخص فى حياة أو حيوات لتعلّم الإنسان ما لم يكن يعلم ، وما يشق عليه – لقصر حياته – أن يعلمه . فيكون التشخيص إنساناً ، ويبقى الأصل إلهياً ؛ لأنه – كما ثبت من علوم الرياضيات – لا يزيد اللانهائى شيئاً مهما أُضيف إليه ، ولا ينقص منه شىء مهما أُخذ منه ، والله وكلمته (أو روحه أو حكمته) هى بطبيعتها وحقيقتها لا نهائية .

وبطبيعته الشخصية يتحمل أضعاف ما يتحمله الشخص العادى من عذابات وشقاءات ومكابدات وسخافات وتفاهات وإشاعات ، وآلام وأحزان ، ومصائب ونوائب ، وجنوح وجموح حتى يعرف ويفهم ويجرب ويتذوق أوضاع البشر وضعفهم وقلة حيلتهم وميولهم المستمرة نحو الظلمات ، وبطبيعته الإلهية تكون له القدرة والمُكْنة على مساعدتهم فى حساب الآخرة .

أما قانون الله فى السماء والأرض فهو الحق والعدل والإستقامة والنظام ، وكان يُرمز له فى مصر القديمة بفتاة وجيهة ، وهى التى صارت فيما بعد تمثل العدالة فى كل أنحاء المعمورة وهى معصوبة العينين ، حتى لا ترى الخصوم ، وتحمل ميزاناً يزن الحقوق ، والحقوق فحسب . وقد رُوى عن ماعت هذه أنها قالت : أنا لم أُولد ، لكنى وُجدت حين وُجد الخلق ، أى إنها مع الله وفيه وبه منذ ما قبل الأزل وإلى ما بعد الأبد . وقد قيل عنها إنها صورة من أوزير (الكلمة) أو أنها قرين له (Consort) .والرمز أو الشبيه أو التمثيل للمعنى المجرد (كالحق والعدل والإستقامة والنظام) بصورة أو تمثال أو شخص أمر معتاد فى الفكر البشرى لتقريب الفهم للذين لا يدركون المجردات وإنما يقف فهمهم عند المشخصات والمجسدات والمجسمات . وثمت أناس كثيرون فى مختلف أنحاء العالم يتصورون أن للموت ملكاً يقبض الأرواح ، مع أن الموت حالة تحدث بلا مَلَك ولا غيره . وآخرون يؤمنون بأن للرعد ملكاً يحدثه وللبرق ملكاً يثيره ، مع أن هذا وذلك ظواهر تحدث عندما تتجمع لها أسباب خاصة ودون حاجة إلى ملك أو شيطان. فى كتاب "إحياء علوم الدين" الذى ظل دستوراً للمسلمين حوالى ألف عام ، يقول مصنّفه أبو حامد الغزّالى أن لكل وظيفة فى جسم الإنسان وكل مهمة له ملكاً يهيمن على الوظائف ويُسيّر المهام . فهو من عجزه عن التجريد، عمد إلى التشخيص والتجسيد ، فشخص الوظائف وجسد المهام ، ثم انتهى إلى أن من لا يقول بمثل قوله فهو عاجز أو جاهل . ولم يدرك أنه هو الجاهل الذى لم يستطع أن يفهم الوظائف فجسدّها ولم يقدر على استيعاب المهام فشخصّها .

أوزير من كوكبة الجبار أصلاً (Orion Constellation) . وعلى الحزام الأوسط لهذه الكوكبة توجد ثلاثة نجوم هى فى الهيئة والوضع والمسافة تقابل الأهرام الثلاثة الموجودة على هضبة الجيزة ، مما يؤكد وجود صلة أزلية بين كوكبة الجبار ومصر ، يمثل الهرم الأكبر الهوائى (Antenna) الذى تتواصل به العلائق بين السماء والأرض ، من خلال مصر ، والهرم الأكبر . وإيزيس زوج أوزير من كوكب يقع ضمن مجموعة أو نجم الشعرى اليمانية (Sirus) وقد كانت تظهر - بعد قليل إختفاء – فيكون هذا الظهور فى شهر يوليو إشارة إلى حدوث فيضان النيل .وأصل إسم أوزير ، غير معروف ، وربما كان له معنى فى كوكبة الجبار لكن أصل الإسم فى عصر الدولة الحديثة فى مصر أصبح يُسْر ، وقد قيل إنه يعنى : القوة والقدرة والعزم . وكان لإسمه أكثر من نطق لكن الغالب كان أوزير ، وهو الإسم الذى صحفه الإغريق فنطقوه أوذريس ، تبعاً للسانهم وإضافتهم الدائمة للياء والسين فى أواخر الأسماء للتنوين . ومنهم إنتقل إلى العرب بتصحيف جعله إدريس ، وقد ذُكر فى القرآن مرتين .

وأوزير هو الذى حضّر ومدّن البشرية ، بدءا من مصر ، وفيما ذهب إليه من أماكن أخرى كالسودان والحبشة والهند وغيرها . ذلك أنه علمهم عبادة الله الواحد الأحد ، وتقدير (أو تقديس) كلمته وروحه . وعلمهم الكتابة والقراءة والحياكة والصناعة والزراعة والحساب والفلك (Astrology) والتنجيم (Astronomy) والختان وحرم عليهم أكل لحوم البشر (Cannibalism) وعرفهم بأنه يوجد حياة أخرى يحاكم فيها المرء عما فعل . كما علمهم أن قانون الله فى السماء والأرض (ماعت) الحق والعدل والإستقامة والنظام ، لا بديل عنه ولا مهرب منه ولا وسيلة لتفاديه ، سواء فى ذلك الشفاعة ، والدعاء ، والتفدية ، والنذر ، وأداء الشعائر ، وغير ذلك مما هو مثله . ويتعين لصدق فعاليته أن يتدرب المرء بالتأمل العميق الواعى (Meditation) على إستيعابه بروحه بحيث يكون هو بذاته القانون ، وليس مجرد مُطبّق له ، فيتغير التطبيق وفقاً لظروف الحال ، إذ يكون المرء متجبرا متكبراً إن كان هو الذى يعطى ويكون ذليلا متصغراً إن كان هو الذى يطلب . بل يطلب القانون الإلهى بعفّة ويعطى بعزّة ، لأنه وغيره من ذات الله . فيعطى بغير إنتظار لإلحاح ، ويهب بغير توقع من الطالب أن تدفعه إلى الطلب ذلة أو زلة .

وسرت روح أوزير وجرى فكره بين أبناء مصر فكان من ينال النور وتفتحت بصيرته يعرف ضمن ما يعرف أن :

• الإله الأكبر جاء إلى الوجود بنفسه وهو خالق نفسه بنفسه .
• بكلمة الله كل شىء صُنع .
• الله خلق السادة (الأرباب) من السكون (السكينة) .
• أوزير هو الروح الكاملة أو الروح الصرف (إى إنه صاحب الروح الكاملة والروح الصرف) .
• أوزير هو الواحد الذى يتفوق بصفاته وملكاته ومُكناته على أىّ مخلوق آخر .
• أوزير هو روح الخالق (الإله الأكبر) أى روح الله .
• وهو الروح المقدس أو روح القدس .
• وقد جاء لينير الظلمات ؛ ذلك أن الأرض هى الظلام الدامس إن دخل نفساً يُظلِمها بشدة وينأى بها عن النور الإلهى ، وهى لا تُنار إلا بفكر أوزير والإتصال بالله من خلاله .
• روح الإنسان النقى الطاهر هى الإله .. هى الأبدية .
• وقد ولد الإنسان ليكون شهادة للحق والعدل والنظام والإستقامة .
• وليس المعبد (أو الهيكل) هو بيت الله ، لكن قلب الإنسان هو البيت الحقيقى لله .
• يا إنسان ! إعرف نفسك . فالمعرفة وعاء من الزجاج النقى الذى يمتلىء بالحكمة . وفى هذا النقاء ينعكس الكون بأسره ، ثم يتركز فى شعاع مفرد ، ثم يتساقط على سطوح الحيطان (أى الأشياء) .

كان أوزير ملكا لمصر ، وكان عادلاً محبوباً من كل الناس . وقد غار منه وحقد عليه أخوه ست (وهو لفظ نطقه العبرانيون الذين كانوا يتكلمون الكنعانية : سيطان ، وصار (Satan) فى اللغات الإنجليزية والفرنسية وغيرها) .فدبر له مكيدة لقتله . وأعد لهذا الغرض مأدبة كبيرة قدم بعدها تابوتاً قرر أنه سوف يكون لمن يجىء على مقاسه . ولما دخل أوزير إلى التابوت سارع ست وأعوانه فأغلقه وألقاه فى النيل فمات خنقاً وغرقاً . وحزنت عليه زوجه إيزيس وسارت فى أرض مصر تبحث عن أشلائه التى مزقها ست إلى 14 قطعة . وكلما وجدت قطعة من جسد أوزير إلتقطتها وأقامت على الأرض ، إلى جوار مياه النيل التى وجدتها فيه مقاماً له (Shrine) . واستطاعت إيزيس أن تجد من جسد أوزير الممزق 13 قطعة أقامت لكل قطعة مقاماً ، فصار يوجد لأوزير 13 مقاماً مقدساً (Shrine) . وهذا هو الذى جعل رقم 13 رقماً مميزاً عند المصريين القدماء ، وعند الماسونيين . إذ لولا وجود القطع الثلاثة عشر من جسم أوزير ما استطاع بعد ذلك أن يقوم من الموت وأن يرتفع إلى السماء . ذلك أن إيزيس – بمعونة تحوت رب الكلمة – إستطاعت أن تخلق القطعة التى لم تجدها من جسد أوزير ، وهى العضو الذكرى ، إذ كانت قد أكلته سمكة ، وما كان يمكن خلق هذا العضو لولا وجود باقى الجسم وهى 13 قطعة . ولما أوجدت إيزيس العضو الذكرى لأوزير ، وقيل إنه كان من ذهب ، قام من الموت وصار إلى الحياة ، فجامع زوجه ، ثم عاد إلى الموت ورفع نفسه إلى السماء حيث صار قاضى القضاة فى محكمة الموتى . وحملت إيزيس بحورس وولدته واختبأت به فى الأحراش حتى كبر وصار شاباً فنازع عمه على مملكة والده ، وبعد صراع طويل إنتصر حورس على ست (رمز الشر) وصار (أى حورس) رمز الكفاح والبطولة ، ومن ثم مُسح (أى توج) ملكاً لمصر وصار كل ملوك مصر من بعده يحكمون بإسمه .

ولم يتغير حال رقم 13 فيصبح نذير شؤم إلا بعد ظهور المسيحية ، وسيطرة الكنيسة ، وهى تنظيم للديانة . ذلك أنها رأت أن العشاء الأخير كان يتكون من ثلاثة عشر فرداً ، هم السيد المسيح وتلاميذه الإثنى عشر ، وبهذا صار رقم 13 نذير شؤم ، مع ما فى ذلك من خلط وتخليط . فما دام الصَّلب كان مقرراً – كما تؤمن الكنيسة – فإن كل الحادثات والواقعات التى أدت إليه تكون أفعالاً نبيلة أدت إلى غرض نبيل ، وهو أمر يناقض ما تراه الكنيسة فى بعض هذه الحادثات والواقعات .

كلمة الله وروح الله لا تبعُد عن العالم ولا تكُفّ عن الخلق ولا تمسك عن الوحى . فقد كان أوزير أول تجسد لها ثم تبعه فى ذلك أكثر من تجسد ، نذكر منهم ايمحوتب (سيد أو رب الطب والهندسة ومصمم وبانى الهرم المدرج فى سقارة) ، ثم إخناتون أول ثائر فى التاريخ وأول من وقف ضد الكهانة والديانة المنظمة . وكذلك سيد هارتا الذى كان أميراً ترك زوجه وولده وسار فى الجبال والأحراش حتى أتاه التنوير فسُمى بوذا أى المستنير . وبعد ذلك سقراط الذى قال عنه تلميذه أفلاطون إنه أنبل وأفضل وأعقل من رأيت . ثم نذكر بعد ذلك السيد المسيح ، وهو وأوزير الذين بشرا بعودة المخلّص (كلمة الله وروح منه) إلى أرض مصر ليظهر من جديد فى العصر الجديد لكل العصور .

فى تاريخ الفلسفة يُقال عن سقراط إنه أول من أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض ، بمعنى آخر أول من نقل الفلسفة من الغيبيات إلى الإنسانيات ؛ وبهذا كان مرشداً للبشرية كلها كما قالت صحف إدريس بحق . فقد صدر عن أوزير صحف قيل إنها 36525 صحيفة ، بعدد أحجار الهرم الأكبر . وهذه الصحف لم تدون ، وإنما جالت معانيها وجاشت مفاهيمها فى نفوس الناس وقلوبهم ، فكانوا معابد الله السائرة . وفى عهد بطليموس الأول (323 – 283 ق.م) دُونت هذه الصحف ، أو ما بقى منها ، فى لغات ثلاث هى اللاتينية واليونانية والمصرية القديمة .وكانت هذه الصحف من جانب ، وتطابق اللاهوت المسيحى الكاثوليكى مع الفكر المصرى القديم هما السبب فى الصراع بين الكاثوليكية (العالمية) وبين مصر ، وكل ما صدر عنها مثل الماسونية وجماعات الإستنارة والمعرفيين


الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الثاني
الجزء الاول
الجزء الخامس

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية