وبحسب الصحيفة، فأهمية هذا النزاع تتخطى حدود سوريا، لان هذا النزاع يتعلق أيضاً باحتمال تغيير في القوى الاقليمية واندلاع حروب بالوكالة وتفشي عدم الاستقرار واستئناف الحرب الباردة بين الدول العظمى. واشارت الى ان هذا التحذير الشديد اللهجة وجّهه الخبراء الدوليون بمن فيهم المبعوث الدولي الى سوريا كوفي أنان، الذي يشارك حالياً في مساعي الفرصة الاخيرة لتجنب نشوب حرب أهلية في سوريا، التي شكلت لفترة طويلة معقلا لدولة بوليسية تعيش حالة من اللااستقرار وسط منطقة الشرق الاوسط المضطربة.
وأضاف التقرير انه اذا لم يوضع حد لهذا الصراع، ستصبح سوريا، التي تعتبر نفسها قلب العروبة، ساحة لاطول ثورة دموية في الربيع العربي.
ووفق ما يراه كوفي أنان، تمثل سوريا اهم ميدان لصراع جغرافي-سياسي الاكثر اضطراباً في المنطقة.
وذكّر التقرير ان سوريا تشكل حالة فريدة لانها على صلة بعدد كبير من الافرقاء في المنطقة، وبالاضافة الى النزاع داخل سوريا هناك ايضاَ صراع عالمي وصراع اقليمي. وبسبب التحالفات القائمة والعدوات المتشابكة والتوتر الطائفي، تمثل سوريا رقعة شطرنج استراتيجية حيث تتصارع المصالح الكبيرة والصغيرة لمنافعها المستقبلية.
وشرحت الصحيفة الأميركية ان "الاقلية العلوية هي التي تسلمت الحكم في سوريا، وهي فرع من المذهب الشيعي، الممثلة بأسرة الاسد طيلة أربعة عقود". واشارت الى ان لسوريا حدودا مشتركة مع تركيا، العراق، الاردن ولبنان وعدد سكانها يقارب 23 مليون نسمة وتضم خليطاً من جماعات دينية وعرقية قابل للاشتعال السريع، فيما تهيمن على المعارضة الاغلبية السنية.
ولفتت الصحيفة الى ان "القوتين الاقليميتين، ايران التي يديرها حكام شيعة والسعودية التي يتولى عرشها اسرة سنية، هما على طرفي نقيض حول الازمة السورية التي تستمر منذ سنة والتي تعتبر الجبهة الامامية لحربهما الطائفية الباردة. كما ان ايران تعتبر سوريا الحليفة العربية الرئيسية والركيزة الاساسية لـ"محور المقاومة" ضد اسرائيل. أما بالنسبة لاسرائيل يسود الشك حول ما إذا كانت إدارة مرحلة ما بعد الأسد سوف يكون عاما أفضل أو أسوأ بالنسبة لبلدهم".
اما على المستوى العالمي، فقالت الصحيفة ان واشنطن وموسكو لا تزالان على خلاف حول سوريا، ويلجأ المسؤولون في بعض الاحيان الى الخطاب المستخدم إبان الحرب الباردة.
0 comments:
إرسال تعليق