الاثنين، مارس 26، 2012

"حزب الله" فقد اتجاهه

لا يختلف اثنان على أن ما جرى في الجامعة الانطونية قبل أيام خسارة مجانية ألحقها "حزب الله" بنفسه أولاً وبحليفه ميشال عون ثانياً. لكن السؤال الذي لم يبادر الحزب الى الجواب عنه: لماذا يصرّ الطلاب التابعون له على إثارة قضية الصلاة في حرم الجامعة المسيحية التي ينتسبون اليها، والتي تمثّل معقلاً لنفوذ عون السياسي؟ وهذا ما يطرح على بساط البحث حل معضلة الصلاة، إذا افترضنا وجودها، في العديد من جامعات لبنان التي يعود فضل انشائها الى المذاهب المسيحية، وعلى رأسها الجامعتان الاهمّ، الاميركية واليسوعية.

بعد اجيال في لبنان والمنطقة والعالم نالت فرصة العلم منذ منتصف القرن التاسع عشر في هذه الجامعات، والتي تبدل اسم أشهرها، أي الاميركية التي كانت سابقاً تحمل اسم الكلية البروتستانتية، يخرج شبان "حزب الله" الى إشهار هويتهم الدينية في الانطونية، مما يماثل ما فعله النائب السلفي في البرلمان المصري قبل اسابيع عندما أذن للصلاة في قاعته للقول ان للبرلمان الجديد هوية لم تكن قبل أن تنتصر ثورة 25 كانون الثاني 2011. لكن خطوته استدعت التوبيخ ممن هم من قومه دينياً وسياسياً. فهل شعر طلاب "حزب الله" بأن ثورتهم انتصرت وآن الاوان لاشهار الصلاة لأجلها في حرم الجامعات المسيحية في لبنان؟

ربّما لا يعلم هؤلاء الطلاب ان ثورة "حزب الله" في طريقها الى هزيمة كاملة، لكن حالة الانكار على جميع مستويات الحزب في لبنان وايران تحاول أن تنتزع الانتصارات الوهمية التي تصطدم بجدار الواقع، امتداداً من الملف النووي الى ثورات "الربيع العربي" التي هي على وشك انتزاع سوريا من قبضة حكام ايران.

هذا الوضع يستوجب الصلاة ليس من طلاب "حزب الله" فحسب، بل من جميع اللبنانيين على المصير الاسود الذي بات محتوماً لبيئة الحزب. وفيما يستعدّ عون للاحتفال بخروج أحد قيادييه فايز كرم بعد أيام من السجن بعد تمضية المحكومية الأقصر في التاريخ بتهمة العمالة لإسرائيل، دخل السجن أخيراً أحد رجال الدين التابعين للحزب وهو شقيق نائب للحزب بتهمة انشاء معامل لتصنيع حبوب "الكبتاغون" في الضاحية الجنوبية والبقاع الشمالي، مما وفر له ولاشقائه والمتعاونين ثروات طائلة ما دامت هذه المعامل تنتج يومياً نحو مليون ونصف مليون حبة من هذا المخدّر!

الحديث يطول عن الفساد الأكبر الذي يغرق فيه حزب يمسك بناصية حكم لبنان وحكومته.

"الربيع العربي" الذي ألقى بحبل النجاة لحركة "حماس" يلوّح بحبل لتقييد اليدين لـ"حزب الله" الذي يبدو مشروعه بحاجة الى الصلاة لراحة نفسه.

ايلاف

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية