الثلاثاء، أبريل 23، 2013

استقالة وزيرين عراقيين احتجاجا على قتل عشرات المتظاهرين في الحويجة

كركوك (العراق) ـ شهد العراق الثلاثاء موجة من العنف الدامي بين قواته العسكرية ومتظاهرين مناهضين لرئيس الوزراء قتل فيها 53 شخصا بينهم 13 عسكريا وتسببت باستقالة وزيرين من الحكومة المترنحة اصلا بفعل الازمات المتراكمة.

اعلن وزيرا التربية محمد علي تميم المتحدر من الحويجة ووزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي استقالتهما احتجاجا على مقتل عشرات المتظاهرين فجر الثلاثاء.

واعلنت قناة "العراقية" الحكومة مساء ان نوري المالكي "رفض استقالة وزير التربية".

وجاءت استقالة الوزيرين السنيين بعد استقالة وزيرين سنيين اخرين هما وزير المالية رافع العيساوي والزراعة عز الدين الدولة في اذار/مارس احتجاجا ايضا على اعتبروه قمعا للتظاهرات المناهضة للمالكي، الشخصية الشيعية النافذة الذي يحكم البلاد منذ 2006.

وأدانت السفارة الاميركية في بغداد احداث الحويجة، معتبرة ان التوترات الاخيرة في العراق "سياسية وطائفية".

واشارت الى ان مسؤولين اميركيين يتواصلون مع قادة العراق بهدف المساعدة على نزع فتيل هذه التوترات.

وادان رئيس مجلس محافظة كركوك حسن تروهان "قيام قوات حكومية باقتحام ساحة الاعتصام واستخدام القوة المفرطة". 

وتابع "نحن كمجلس محافظة كنا حذرنا ودعونا الى التهدئة، وما جرى اليوم يجعلنا نطالب الامم المتحدة بالتدخل لان الوضع خطير جدا بالنظر لخصوصية كركوك" الغنية بالنفط والتي تضم خليطا من القوميات.

ولم تكن مواجهات الثلاثاء الاولى بين القوات الامنية والمتظاهرين المناهضين للمالكي، اذ وقعت في الاشهر الاربعة الماضية اشتباكات في عدة مناطق بين الجانبين، بينها الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) حيث قتل ثمانية متظاهرين، والموصل (350 كلم شمال بغداد) حيث قتل متظاهر.

واعمال العنف الثلاثاء هي الاكثر دموية بين قوات الامن والمتظاهرين منذ بدء حركة التظاهر المعارضة لنوري المالكي نهاية كانون الاول/ديسمبر احتجاجا على "تفرده" بالحكم و"تهميشه" السنة، بحسب ما يقول خصومه السياسيون.

واندلعت اولى الاشتباكات عند الخامسة من فجر الثلاثاء (02.00 تغ) حين اقتحمت قوات من الجيش ساحة اعتصام لمتظاهرين في الحويجة (55 كلم غرب كركوك)، ما ادى الى مقتل 25 متظاهرا وجنديين اثنين واصابة نحو 70 شخصا بجروح، وفقا لمصادر عسكرية.

وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددتها وزارة الدفاع للمتظاهرين لتسليم المسؤولين عن مقتل جندي الجمعة الماضي عند حاجز قريب من ساحة الاعتصام.

وقال ضابط برتبة عميد في الفرقة 12 في الجيش العراقي المنتشرة الى الغرب من كركوك (240 كلم شمال بغداد) ان "العملية التي نفذتها قواتنا استهدفت جيش الطريقة النقشبندية" وهي جماعة متمردة.

لكنه قال ان "قواتنا لم تطلق النار صوب المتظاهرين حتى قيامهم هم بذلك فردت بدورها للدفاع عن نفسها".

واشار الى "عثور قوات الامن على 34 بندقية كلاشنيكوف واربع اخرى من طراز 'بي كيه سي' اضافة الى نماذج وثائق للانتماء الى جيش النقشبندية" التي تدين بالولاء الى الرجل الثاني في نظام صدام حسين الهارب عزة الدوري.

واعلنت وزارة الدفاع ان قواتها ولدى اقتحامها الساحة "جوبهت بنيران كثيفة من مختلف الاسلحة (...) وادى الاشتباك الى استشهاد عدد من افراد قواتنا المسلحة وقتل عدد من المسلحين من عناصر القاعدة والبعثيين".

غير ان المنسق العام لمعتصمي الحويجة عبد الملك الجبوري قال "لا نملك في الساحة الا اربعة اسلحة رشاشة لحمايتها ولا يوجد اي مطلوب للقوات الحكومية بيننا".

ولفت الى ان "القوات التي اقتحمت المكان احرقت الخيام واطلقت النار بشكل عشوائي" على المتظاهرين الذين غادروا ساحة الاعتصام اثر الاشتباكات، وفقا لمراسل فرانس برس في المكان.

واشعلت عملية اقتحام الاعتصام الذي كان يضم المئات من المتظاهرين، شرارة هجمات انتقامية في انحاء عدة من العراق.

وقتل 13 مسلحا خلال هجومين ضد مواقع عسكرية شنوها انتقاما للمتظاهرين، حيث قتل ستة منهم في ناحية الرشاد (55 كلم جنوب كركوك) وسبعة في ناحية الرياض (35 كلم غرب كركوك)، وفقا لمصادر عسكرية.

وذكر الجبوري ان المهاجمين "هم من الثائرين بوجه سياسة الحكومة"، وكانوا "يحاولون الانتقام".

وفي وقت لاحق، قتل ستة جنود عراقيين على ايدي متظاهرين مسلحين قرب مركز اعتصام في الانبار.

وقال الملازم اول في الشرطة ابراهيم فرج ان "ستة جنود قتلوا واسر سابع من قبل متظاهرين مسلحين ملثمين هاجموا مدرعتين للجيش قرب مركز الاعتصام القريب من الرمادي" (100 كلم غرب بغداد).

وذكر المصدر ان "الجندي الاسير محتجز في داخل ساحة الاعتصام" التي تضم آلاف الاشخاص وتقام منذ نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي على طريق رئيسي بين بغداد والرمادي.

وفي حادث اخر، قتل ستة اشخاص هم نقيب في الجيش واربعة جنود ومسلح في هجوم منسق استهدف عدة نقاط تفتيش للجيش في منطقة سليمان بيك في صلاح الدين، وفقا لعضو المجلس البلدي احمد عزيز.

ويعتصم مئات المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي منذ اشهر في مناطق قريبة من كركوك (240 كلم شمال بغداد) بالتزامن مع اعتصامات مماثلة في مناطق اخرى تسكنها غالبية سنية.

وتضم كركوك الغنية بالنفط قوميات مختلفة، الاكراد والعرب والتركمان، وهي الجزء الرئيسي من الاراضي الشاسعة التي يطالب اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي بضمها اليه وسط اعتراضات شديدة من حكومة بغداد الاتحادية.

ويتهم المعتصمون رئيس الوزراء الذي يحكم البلاد منذ 2006 بالتفرد بالحكم والتضييق على السنة في البلاد، مطالبين اياه بالاستقالة والغاء بعض مواد قانون مكافحة الارهاب وبينها المادة الرابعة التي تشمل الحكم بالإعدام.

وينظم الاف السنة احتجاجات بشكل منتظم منذ اشهر في العديد من المحافظات العراقية للمطالبة بانهاء ما يعتبرونه تهميشا لطائفتهم من قبل حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يرأسها شيعة.

ويقول سنة كثيرون انهم تعرضوا للتهميش منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 واطاح بصدام حسين السني وسمح للأغلبية الشيعية بالفوز بالسلطة من خلال انتخابات.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية