وأوضح ديبلوماسي قطري في تونس ان حكومته في الدوحة "قبلت استقبال البطريرك على مضض لأن تصريحاته وتصرفاته منذ تسلمه منصبه العام الماضي صبت كلها ضد سياسة قطر المعارضة لنظام بشار الاسد والداعمة لكل الثورات العربية، على عكس مواقف الراعي المعادي لهذه الثورات والداعم القوي للأسد وكتلة العسكرية الدموية ونظام حكمه البعثي الذي فاق في وحشيته جناحه الشرقي السابق في العراق بقيادة صدام حسين وزبانيته".
وأفادت الاوساط السياسية لصحيفة "السياسة" الكويتية في لندن بأن "رجلي دين مارونيين كبيرين زارا السفارة القطرية في بيروت في كانون الثاني الماضي في محاولة لتأمين استقبال لائق للراعي في الدوحة، وان الجواب الذي صدر عن الديوان الاميري في قطر على هذه الوساطة اشترط ان يعلن البطريرك ان زيارته راعوية أي الى الجالية المارونية في قطر او كما اعلنها هو في ما بعد الى اللبنانيين في قطر، لأن الجاليات الاخرى اللبنانية وخصوصا السنية والدرزية رفضت هذه الزيارة ووصفتها بأنها ليست لصالح اللبنانيين وانما هي محاولة لاعادة تسويق الاسد وحسن نصر الله لدى حليفهما القديم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والترويج لسياستهما المعادية للربيع العربي وتحرر الشعوب من الديكتاتوريات الفاسدة".
وقال الديبلوماسي القطري ان الراعي "التزم خلال كلماته التي ألقاها أمام بعض من استقبلهم من الجالية المسيحية اللبنانية في الدوحة بما كان وعد به كشرط لاستقباله هناك، فلم يوح أي من هذه الكلمات بتوجيهاته المؤيدة لسوريا و"حزب الله" الا ان ذلك الالتزام لم يشفع له لدى السعوديين بالتراجع عن رفضهم استقباله، خصوصا أنه مازال مستمرا في مواقفه المتذبذبة التي حيرت المطارنة والقادة السياسيين الموارنة، حتى ان حليفه الاقوى رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان نصحه بالاعتذار حالياً عن زيارة سوريا حتى ولو ادعى ان تلك الزيارة رعاوية بعدما تلقى من سفيرها في بيروت علي عبدالكريم علي دعوة من الاسد في مطلع العام الجاري ومباشرة بعد تصريحاته في قصر الاليزيه الفرنسي بعد لقائه الرئيس نيكولا ساركوزي مطلقا من هناك مواقفه المستهجنه الداعمة لال الاسد وحكمهم, ومتهما سنة سورية بالسلفية وبأنهم اذا نجحوا في تسلم الحكم من البعث سيتحالفون مع سنة لبنان لالتهام المسيحيين فيه".
وأكد الديبلوماسي القطري في تونس لـ"السياسة" ان مواقف رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع المعارضة بقوة لمواقف الراعي "لعبت ادوارا حاسمة في رفض السعوديين استقبال البطريرك الماروني المغرد خارج السرب اللبناني الوطني، وفي رفض شيخ الازهر أحمد الطيب لقاءه في القاهرة الشهر الجاري، كما ستلعب ادوارا مماثلة بالنسبة للجولات التي ينوي البطريرك القيام بها قريبا في كندا وبعض دول الاغتراب بعدما كانت مواقف جعجع وقادة ثورة الارز في لبنان والمجهر وراء رفض اوباما واي من قيادات ادارته اللقاء او الاجتماع معه لدى زيارته الولايات المتحدة في اواخر العام المنصرم".
وكشفت الأوساط السياسية اللبنانية عن ان عدد المطارنة الموازنة المعارضين لمواقف الراعي "تضاعف خلال الاسابيع القليلة الماضية وخصوصا منذ اعلان جعجع الحرب على تلك المواقف ورفضه زيارة بكركي بدعوة من البطريرك الذي اتصل به شخصيا ولكن من دون جدوى".
0 comments:
إرسال تعليق