وعلى غرار "المنطقة الخضراء" في بغداد، أو على صورة جدار العزل في الضفة الغربية، وأشبه أكثر بجدار برلين الذي كان يمزق المدينة الألمانية ويقسمها، ويسورها بالخوف والقناصة والألغام.. اختارت السلطة اللبنانية "الخائفة" تزنير نفسها بعوائق اسمنتية شاهقة وأسلاك شائكة، على نحو تقضم فيه مساحات ومداخل طرق لتأمين حركتها بعيداً من المواطنين، ووقاية من أي اعتصامات أو احتجاجات.
ويبدو من فظاظة المشهد ووقاحته، أن "العقل الأمني" وذهنية القلعة، ستتحكمان أكثر بعلاقة هذه السلطة مع الشعب..
هو قرار عداء ومواجهة بقدر ما هو قرار "طلاق" بين الناس والسلطة. هو مشهد يوازي خراب وسط بيروت عندما كانت ممزقة بخطوط التماس. لكن هذه المرة، أشد استفزازاً لأنه ليس انقساماً أهلياً، بل علامة على انفصال متفاقم بين الأهل والدولة.
هذه الجدران الإسمنية وأسلاكها الشائكة هي عنف جغرافي، يوضح أن ليس لدى السلطة ما تقوله ولا ما تقدمه سوى القمع والإنكار والعداوة.
إنهم، بهذا المعنى، مغتصبون للسلطة.. وها هم اليوم يغتصبون وسط العاصمة.
0 comments:
إرسال تعليق