الخميس، يناير 30، 2020

العونيون، "كورونا" التظاهُر.. وانعدام الخيال

كيف تركب الموجة التي تقودك الى موقعك السياسي؟ 
هذا السؤال كان البديل الأفضل لعنوان آخر نشره موقع "التيار الوطني الحر" الالكتروني، يقول "خطر انتشار فيروس كورونا نتيجة التظاهر"، مع صورة للمتظاهرين في ساحة الشهداء.
لا يفوّت التيار فرصة الا ويستغلّها لتحوير الانباء والاحداث باتجاه ثورة اللبنانيين، سواء أكان خبراً مدسوساً أو مزيفاً. ما يهتم له هو تخويف الناس، واجهاض الثورة التي خرج فيها اللبنانيون الى الساحات مطالبين بحياة أفضل. 

يمتعض التيار من استمرار التحركات الاحتجاجية، متناسياً مسبباتها وذرائعها. كيف لا يخرج اللبنانيون وقد سمعوا اليوم كلاماً من رئيس الجمهورية يطالبهم فيه بالتحضر لاجراءات مؤلمة بغرض الخروج من الأزمة. أي إيلام أكثر من الذل في المصارف؟ وأي إيلام أكثر من تدني القدرة الشرائية؟

مع ذلك، يحرفون الانظار. فالدعاية التي يقودها التيار، تافهة وهزيلة. لطالما كانت كذلك، منذ اليوم الأول. كانوا يقولون إن المتظاهرات سيخرجن من الاعتصام حوامل، ومنهم من ركّب "أفلاماً" حول ممارسة "الدعارة" في الخيم! ثم حُكي عن مليشيات، وأسلحة، ومخدرات.. واللائحة لا تنتهي. لكنها دائماً متوقعة ومفضوحة. لائحة من لا يمتلك الحجج، ومن يقود ثورة مضادة، كما تفعل السلطة دائماً حينما تُواجَه بما لا قدرة لها الرد عليه، اللهم إلا إن قالت: هذه مطالبنا منذ البداية!

واليوم، العنوان الذي دحضه سريعاً وزير الصحة، لجهة غياب أي اصابة بالفيروس في لبنان. وزير الصحة في حكومة يرعاها "العهد". وبدلاً من اعتماد المسؤولية الاجتماعية في دحض الأخبار الكاذبة (إن لم نقل أن ناشريها هم أنفسهم ناشروها)، يذهب هؤلاء الى تكريس الشائعات بوصفها حقائق، لكنها محورة باتجاه الثورة. 

وأكد وزير الصحة حمد حسن، "عدم وجود أي إصابة بفيروس كورونا لأي مواطن لبناني موجود في الصين، ولا حتى على الأراضي اللبنانية".

كذلك، نفى المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الإدعاءات المتداولة عن وجود حالات "فيروس الكورونا" (-nCoV 2019)..
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في لبنان، في بيان، انه "لم يتم تأكيد أي حالة لفيروس كورونا الجديد في لبنان، ومع ذلك، ترصد وزارة الصحة العامة وتتابع الوضع عن كثب، للكشف المبكر عن أي إصابة بفيروس كورونا، بما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية 2005". وأشارت الى انه "بدعم من مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان، تقوم وزارة الصحة العامة بجهود كثيفة والعمل عن كثب لزيادة تدابير التأهب والجهوزية ومراقبة الوضع للحد من خطر دخول فيروس كورونا الجديد إلى البلد، علما ان الوضع يشهد تطورات سريعة".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية