الثلاثاء، فبراير 04، 2020

"حزب الله" يتذكر هزيمته في خلصة بـ#شهداء_مفقودي_الأثر

زحمة الخرائط المحدّثة، والانباء المتضاربة من الشمال السوري، وضعت المقاربة السورية النظامية للمعركة المندلعة في ادلب في إطار عسكري صرف، تروج لـ"انتصار" في المدن والقرى والبلدات المحيطة بمدينة سراقب، ولا تبعد من مدينة ادلب أكثر من 7 كيلومترات. 
لكن السيرة الناقصة من الهجوم العسكري المتمادي، لم تلحظ انكساراً قديماً، جرى استحضاره في صفحات ناشطين مقربين من "حزب الله"، وكشف عن هزيمة عسكرية قديمة في ريف حلب الجنوبي، حمل عنوان " #شهداء_مفقودي_الأثر".

يلخص هذا الوسم الذي جرى التداول به في "تويتر" منذ ثلاثة ايام، قصة قديمة في العام 2016، عندما هاجمت قوات تابعة للحزب، بلدة خلصة، القريبة من اوتوستراد حمص – حلب الدولي في جنوب حلب، وانتهت بانسحاب قوات الحزب بعدما فقدت عدداً من مقاتليها، لم تستطع استعادة جثثهم حتى هذا الوقت.
ويقول ناشطون سوريون ان المعركة التي اندلعت في خان طومان ومحيطها في أيار/مايو 2016، وأفضت لسيطرة المعارضة على بلدتي زيتان وخلصة/ وغيرهما من ريف حلب الجنوبي، في حزيران/ يونيو في العام نفسه، خسر فيها الحزب العشرات من المقاتلين، رغم اعترافه بمقتل 26 عنصرًا له في خلصة وحدها.

بقيت هذه الهزيمة في المعركة السابقة، عالقة في ذهن أنصار الحزب منذ أربع سنوات. جرى استحضاره الآن بالصور والملصقات والتعليقات. ومن غير معلومات وافية تشير الى عدد الجثث، يتداول مناصرو الحزب صورة واحدة تجمع العشرات منهم، ويقولون انهم #شهداء_مفقودي_الأثر. 

على حائط "تويتر" يكتب ناشط ان "كل المناطق المحرّرة في ريف حلب تستقبل بالزغاريد إلا قرية خلصة لا تستطيع إلا أن تدخلها بالدّموع". يلخص الناشط هذا الحزن الذي يعبر عن الانكسار السابق في معركة جرت قبل أربع سنوات. يقول آخر أن السيطرة على خلصة، ستمهد للعثور على جثث المقاتلين الغائبين، فيما ينشر آخر صورة مقاتلين يتفقدان وردة نبتت على الأرض، ويقول انه "اذا رأيتم وردة في حلب، فاعتنوا بها.. لربما هناك دفن شهيد".

وأمس، قتل القائد العسكري في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أصغر باشابور، والذي كان أهم مساعد ومقرب من قاسم سليماني في سوريا، خلال اشتباكات قرب حلب، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إيرانية.

ورثى ناشطون مقربون من الحزب باشابور، قائلين إنه "أبى أن يترك شهداء حلب مفقودي الاثر".

وتأتي هذه الاستعادة في ظل معركة واسعة تخوضها قوات النظام السوري وحلفاؤها على محاور عديدة بريفي حلب وادلب، وأحرزت فيها تقدماً باستعادة السيطرة على بلدات وقرى ومزارع ناهز عددها الـ30 بلدة. 

ونزح أكثر من نصف مليون شخص وفق الأمم المتحدة، جراء الحملة العسكرية لقوات النظام وحليفتها روسيا في شمال غربي سوريا، في واحدة من أكبر موجات النزوح منذ بدء النزاع الذي يقترب من اتمام عامه التاسع. وتوجّه النازحون وفق الأمم المتحدة بشكل أساسي إلى مدن أو مخيمات للنازحين قرب الحدود التركية في شمال غرب إدلب.
وباتت قوات النظام على بعد ثمانية كيلومترات جنوب شرقي مدينة إدلب، بعد تقدمها غربي سراقب. وتُشكل سراقب نقطة التقاء بين طريق دولي، يُعرف باسم "أم فايف" ويربط مدينة حلب بدمشق ويعبر مدناً رئيسية عديدة، وصولاً إلى الحدود الجنوبية، وطريق ثان يُعرف باسم "أم فور"، ويربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غرباً. وترغب دمشق باستعادة السيطرة على أجزاء من الطريقين خارج سيطرتها.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية