الاثنين، مارس 26، 2012

شاحنة "حزب الله" ودويلة الترهيب والعصابات

ليل الجمعة 23 آذار 2012، وتحديدا قرابة العاشرة ليلا، انقطعت شاحنة محملة بالأسلحة لـ"حزب الله" في خراج بلدة عين زبدة البقاع الغربي.

وتستمر الوقائع كالآتي: انتشار كثيف لعناصر "حزب الله" مدججين بالأسلحة. منع القوى الأمنية والجيش اللبناني (مع احترامنا لنفي الجيش للـmtv ولكن المواطنين- شهود العيان أكدوا ذلك) من الاقتراب من الشاحنة. وجولة لعدد من مسلحي الحزب على منازل المواطنين المجاورة لإرغامهم على البقاء داخل منازلهم وعدم الخروج وإبقاء الأنوار مطفأة حتى لا يشاهد أحد ماذا يجري.

ولكن لسوء قدر "حزب الله"،تم نشر صورتين للشاحنة حتى لا يحاول أحد نفي الحادث أو تصوير أنه لم يحصل.

نعم الحادث حصل بكل التفاصيل المذكورة. "حزب الله" منع الجيش والقوى الأمنية من الاقتراب ونفذ انتشارا مسلحا وطوّق المكان. لسوء حظه أننا تمكنا من الحصول على الصورتين فور وقوع الحادث .

أسئلة كثيرة مستحقة على هامش هذا الحادث، وهو ليس الأول من نوعه:

ـ الى متى تستمر دويلة "حزب الله" في فرض سلطتها على مساحات من الأراضي اللبنانية بالقوة؟

ـ أولم تكن شاحنة الأسلحة التي قيل إنها متطورة لـ"حزب الله" وليس للجيش اللبناني؟ والى متى يصادر "حزب ولاية الفقيه" صلاحيات الجيش اللبناني؟

ـ لمَ لم يصادر الجيش الشاحنة؟ وهل يعلم ماذا تحتوي؟ وهل كان المسلحون الذين نفذوا الانتشار وطوقوا المنطقة "يقاومون" العدو الاسرائيلي في عين زبدة؟ وكيف يحق لهم الانتشار بسلاحهم في القرى وبين منازل المواطنين الآمنين ليجبروهم على ملازمة منازلهم وإطفاء الأنوار؟ وهل عين زبدة بلدة لبنانية تخضع للقوانين اللبنانية أم أنها تخضع لإرادة الولي الفقيه وأتباعه؟

ـ هل يعي المسؤولون على اختلاف مواقعهم ومسؤولياتهم، سياسيين كانوا أم عسكريين أم أمنيين، أن هذا السلاح الذي ينقله "حزب الله" لمصلحته هو نفسه الذي استعمله "الحزب الالهي" في اجتياح بيروت وغزوة الجبل في أيار 2008، والذي قد يستعمله في أي لحظة بذريعة "السلاح للدفاع عن السلاح"؟!

ـ وهل يعي المسؤولون إياهم أن هذا السلاح هو الذي يحمي كل أنواع العصابات، من عصابات زراعة المخدرات وتصنيعها وتهريبها وتجارتها، الى عصابات سرقة السيارات وابتزاز المواطنين، الى عصابات الخطف والابتزاز وصولا الى عصابات حماية كل أنواع المخالفات كمخالفات البناء والاعتداء على شبكة الكهرباء وغيرها الكثير؟

ـ وهذا السلاح تحديدا هو الذي يحمي المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وربما أيضا منفذي كل الاغتيالات التي طاولت شهداء ثورة الأرز ومصدري السيارات المفخخة والعابثين بالأمن في مناطق مختلفة من لبنان.
لذلك نقولها مجددا: يكفي عبثا بأمن اللبنانيين وحياتهم تحت ذريعة ادعاء "المقاومة" والتي باتت تشكل غطاء واهيا لكل أنواع الشذوذ عن كل القوانين والأعراف.

لربما تشكل الشاحنة المقطوعة والتي فقدت توازنها بعد اصطدامها بحافة الى جانب الطريقة صورة عن "حزب الله" نفسه في المستقبل القريب والقريب جدا، عسى ألا يفقد صوابه وتوازنه بعد أن يصطدم بانهيار نظام بشار الأسد وانتصار الثورة السورية.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية