الخميس، يناير 30، 2020

أين اختفى نبي الشمال السوري؟

تساءل ناشطون ومعلقون سوريون حول أسباب اختفاء "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وقائدها أبو محمد الجولاني، عن معارك إدلب الأخيرة ضد النظام السوري الذي سيطر على مدينة معرة النعمان، الأربعاء، ومازال يتقدم في أرياف المحافظة بدعم من الطيران الروسي.

وكرر ناشطون حديثهم عن عمالة الجولاني للنظام السوري، بوصفه جزءاً من خطة قام بها النظام من أجل اختراق الثورة السورية، مذكرين بإطلاق سراح الجهاديين من سجون النظام العام 2011 في عفو رئاسي أصدره رئيس النظام بشار الأسد حينها.

وأشار معلقون إلى أن "هيئة تحرير الشام" الجهادية، اعتقلت الأصوات المعارضة لها واعتقلت مقاتلين في الفصائل الثورية التي لا تتبع لها، مضيفين أن الهيئة تحتكر الأسلحة الثقيلة وتمنع الفصائل الأخرى من استخدامها، ما يجعلها بالتالي السبب الأول لسقوط بلدات ومدن إدلب وريف حلب بيد النظام من دون مقاومة عسكرية تذكر.

وأطلق ناشطون هاشتاغ #الجولاني_عدو_الثورة، لكن معلقين سوريين ردوا بأن الفصائل الأخرى أيضاً تتحمل مسؤولية وتحاول عبر الضخ الإعلامي تبرئة نفسها أمام المشهد العسكري الحالي في إدلب. وقالوا أن الجولاني لم يكن موجوداً عند تسليم بلدات ومدن أخرى في ريف دمشق ودرعا وغيرها للنظام. وأن الفصائل الإسلامية الموجودة في سوريا، تتشابه في عدائها للثورة السورية.

وكتب أحد المعلقين: "الفصايل و الجولاني لم يكتفوا بتسليم البلدات الي إيران والأسد من دون أدنى مقاومة ولم نرى عبوة واحدة تقتلع قوات الأسد بدلاً من دخولهم بالسيلفي بل زادوا على ذلك بتسليم البلدات فارغة وهجروا أهلها بحجة القصف حتى لا تكون البلدات عبئاَ بعد ذلك على الأسد من خلايا مثل درعا و غيرها".

ومن المدهش أن الكثير من السوريين مازالوا يتناقشون حول طبيعة "هيئة تحرير الشام" وبقية الفصائل الإسلامية ودورها في الثورة السورية، التي انطلقت أصلاً كحركة شعبية تطالب بالديموقراطية والمدنية. والأسوأ أن بعضهم في "تويتر" يتبنى نظريات مؤامرة تقول أن الجولاني عميل للاستخبارات الأميركية والصهيونية وبأنه جزء من المؤامرة على "الإسلام في بلاد الشام" وبأن ما يحدث في إدلب اليوم يوضح "لماذا قتل البغدادي وبقي الجولاني حياً" في إشارة لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي.

والحال أن الجولاني، وأمثاله من الجهاديين في سوريا، لم يروا يوماً في البلاد ثورة من أجل الديموقراطية كما هي عليه، بل ينظرون للبلاد كساحة للجهاد الإسلامي من أجل إعلاء كلمة الأمة الإسلامية وإحلال الخلافة المنتظرة والقضاء على الكفر، وغيرها من المصطلحات الدينية التي تتكرر في خطاباتهم.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية