الجمعة، مارس 23، 2012

هل تذكرون هذا الجاسوس - منير روفا



منير روفا اسم في عالم الجاسوسية هو منير جميل حبيب روفا (1934 - 2000) ، جاسوس إسرائيلي من أصل عراقي تمكن وبالتحديد ١٦ اب اغسطس من العام 1966 من الهروب بطائرة ميغ 21 تابعة للقوات الجوية العراقية إلى مطار إسرائيلي في عملية منظمة من قبل الموساد و إشتهرت بعملية(انظر الصورة)007 ، إعتبر الموساد هذه العملية المخابراتية واحدة من أنجح عمليات الموساد ، تمكنت المخابرات الإسرائيلية ايضا من تهريب جميع افراد عائلة منير روفا من العراق إلى إسرائيل وقام الموساد بإعارة الطائرة المختطفة بصورة مؤقتة لوكالة المخابرات الأمريكية لغرض إجراء التحليلات الفنية والهندسية المتعلقة بنظريات الطيران والخاصة بتصميم الطائرة.

ما ان دخلت الطائرة الاجواء الاسرائيلية حتى انطلقت من قاعدة تل نوف الاسرائيلية طائرتا ميراج لمرافقة الجاسوس ومساعدته على الهبوط . بعد هبوط الطائرة عقد مؤتمر صحفي سمح لمنير روفا بالتحدث لفترة وجيزة تحدث فيها عن دوافعه لخيانة بلده وسلاحه مدعياً بانه كان يعاني من التفرقة الدينية وانه يشعر بان العراق ليس بلده لذلك طلب اللجوء والهجرة إلى الولايات المتحدة. وبعد فترة وجيزة الحقت عائلته به في اسرائيل ولم يسمح له مغادرة الاراضي الاسرائيلية والتوجه إلى اميركا. بل منح الجنسية "الاسرائيلية" وكوفيء بمنحة مالية.

وقد عين الكولونيل الطيار داني شابيرا لدراسة مقدرات الطائرة واكتشاف مواقع القوة والضعف فيها وبعدها تم تدريب الطيارين الاسرائيليين على اعتراض هذه الطائرة المتطورة انذاك
منير روفا كان ضابط طيار مسيحي عراقي برتبة نقيب وجاسوس عمل لصالح "اسرائيل" من مواليد بغداد عام 1934 من عائلة ينحدر اصلها من الموصل قرية تل الكيف ، لأسرة أرثوذوكسية فقيرة ، وكان ترتيبه الثاني ضمن تسعة أبناء لموظف بسيط، عوقب بالطرد من وظيفته في وزارة الزراعة ، والحبس لعدة أشهر بسبب تلقيه الرشاوى. متزوج وله بنت وولد ، اصول عائلته جاءت لاجأة للعراق مع الكثير من العوائل المسيحية التي كانت تقطن جنوب شرق تركيا وجبال شمال غرب ايران بقرار من عصبة الأمم بسبب الاذى الذي عانت منه تلك العوائل اثناء العمليات العسكرية للحرب العالمية الاولى فتم توطينهم في القرى المسيحية المحيطة بالموصل ، ويعتقد بعض المحللين إن هذا الأمر جعله "يعاني من عقد المواطنة ورغبته الجامحة للهجرة لوطن الاستيطان

تم تجنيده للعمل في الموساد عام 1965 كونه أحد طياري الميغ 21 المتقدمة في ذلك الحين فيما يعرف بالمهمة 007 للتشابه الغريب مع أحد افلام جيمس بوند لاختطاف طائرة قاصفة متطورة .لقد دخلت طائرة الميغ 21 المنطقة على اثر اتفاق دول الاتحاد الثلاثي كل من العراق ومصر وسوريا مع الاتحاد السوفيتي ، فتمخض ذلك دخول طائرة الميغ 21 لاول مرة للمنطقة الشرق الأوسط عام 1965 . وكان من المؤمل ان يكون الاتحاد المزمع اقامته بديلاً عن الجمهورية العربية المتحدة وكان من اهداف قيام الاتحاد الوقوف بوجه "اسرائيل" لاسيما وان قادة الدول الثلاث جميعهم قد اشتركوا بالحرب الفلسطينية الاولى عام 1948 وهم الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس عبد السلام عارف والرئيس امين الحافظ والرؤساء الثلاثة ينتمون إلى الطبقة العسكرية التي احدثت تغيرات كبيرة في بلدانها

ولهم معتقداتهم الثورية والوطنية والنزعة الوحدوية التي تنظر اليها "اسرائيل" بعداء يهدد كيانها اذا ما اقيمت تلك الوحدة كما انهم ساندوا حركات التحرر العالمية والعربية ضد الاستعمار والاحتلال بضمنها سياسات الولايات المتحدة ، علاوة على ذلك جميع هذه الانظمة تبنت الفلسفة الاشتراكية بشكل او اخر وهي صيحة العصر الاقتصادية يومذاك الامر الذي تعده الولايات المتحدة والعالم الغربي عامةً امر معادي لسياساتها واقتصادها المبني على الرأسمالية والاقتصاد الحر ، وكانت الدول العربية الثلاث تعتمد في سياساتها وتسليحها بشكل كبير على الاتحاد السوفيتي الذي كان يدعم العرب في الوقت الذي فيه كانت الولايات المتحدة تدعم "اسرائيل" كحلقة من حلقات سباق التسلح بين المعسكرين الشرقي والغربي للسيطرة على مناطق نفوذ في العالم كل على حساب الطرف الاخر.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية